ثورة مستمرة
 

نايف حيدان

نايف حيدان / لا ميديا -
الاحتفال بثورة 21 أيلول/ سبتمبر له أهميته ودلالته؛ كونها مرت بمراحل صعبة وأكثر تعقيدا، ومع هذا حققت أهم الأهداف، وهو إسقاط نظام الوصاية والقضاء على ثلاث قوى (عسكرية وقبلية ودينية) كانت أدوات يتحكم بها الخارج.
مما لا شك فيه أن اليمن اليوم يعاني ويتوجع جراء الحرب الكونية التي شنت ضده، والحصار الجائر الواقع عليه سعيا من الأعداء لإفشال الثورة وتشويهها، إلا أن حماس وصمود الثوار ومعهم كل الشعب اليمني استطاع أن يؤسس لدولة قوية ويبني جيشاً وأمناً قويين لمواجهة كل التحديات الخارجية وفرض الأمن والاستقرار الداخلي، ناهيك عن الخطوات والإجراءات التي تمت لبناء مؤسسات الدولة وإعادتها للعمل من الصفر بعد تعرضها للدمار جراء القصف العدواني.
اليوم، يلمس المواطن، بفضل الله وحكمة القيادتين الثورية والسياسية، تغيراً كبيراً وملحوظاً في الخدمات والإنصاف والتعويض عن الحرمان والمشاركة.
أجل، ها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الثامنة للثورة الأبية، وكلنا فخر بما أنجزته من نجاحات على مختلف الأصعدة والمجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، فالنهضة الزراعية تسير على قدم وساق نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، والتصنيع العسكري وبأيادٍ يمنية يفاجئنا كل يوم بجديد، بعد أن فاجأ وأذهل العالم بعمليات عسكرية بطولية على مدى ثماني سنوات أرغمت العدو على توسل الهدنة والجنوح للسلم بعد أن وصل إلى طريق مسدود في حسم المعركة عسكريا.
احتفالنا اليوم بالذكرى الثامنة لثورة 21 أيلول يختلف عن كل الاحتفالات السابقة؛ فقد سبق هذا الاحتفال الرسمي عدة عروض عسكرية جبارة جعلت العدو يحسب لليمن ألف حساب، وخسر العدو رهانه على الوقت، بعد أن شاهد جيشاً يمنياً مدرباً قوياً ومنظماً، وأمناً متماسكاً أكثر قوة وفاعلية مما كان في السنوات السابقة، وقيادتين ثورية وسياسية مخلصتين ومتناغمتين وبرأس واحد لا هدف لها غير حرية واستقلال ووحدة وتماسك الشعب اليمني، وهذا ما جعل العدو يراجع حساباته ويشعر باليأس.
احتفلنا بذكرى الثورة لسنوات مضت تحت أزيز الطائرات وصواريخها، واحتشد الشعب اليمني بالملايين في مختلف الساحات وبكل المناسبات متحدياً تهديدات العدو وقلق الأمم المتحدة ومجلس أمنها، واليوم يحتفل الشعب اليمني بالذكرى الثامنة بحماس أكبر واستعداد لصمود أطول، واثقاً كل الثقة بأن النصر حليفه، وأن كل محتل وغازٍ لن يبقى على أرض اليمن، وأن كل مرتزق وعميل لن يجني غير الخزي والعار والذل.
وما تدشين برنامج الصمود الوطني إلا خطوة من الخطوات الهامة والضرورية لمواجهة الحرب البديلة ضد يمننا وشعبنا، فبهذا البرنامج سنُفشل حرب العدو السياسية والاقتصادية التي لجأ إليها لتعويض هزائمه العسكرية.

أترك تعليقاً

التعليقات