السلاح الأهم
 

وليد مانع

وليد مانع / لا ميديا -

في البدء التحية: السلام...
سلام الله على المجاهدين، أحياء بيننا وأحياء عند ربهم، المجاهدين بأنفسهم في جبهات القتال، والمجاهدين بأموالهم، والمجاهدين بأقلامهم وألسنتهم... وسلام الله على قيادتهم، ممثلة بحركة أنصار الله. سلام الله على كل يمني أبيّ عزيز... وبعد:
فقد ارتفعت الأصوات في الآونة الأخيرة، وكثرت الكتابات، تطالب أنصار الله بمطالب شتى، وتقترح مقترحات متنوعة، تتعلق بقضايا من مثل: الموقف من جولات غريفيتث وإحاطاته إلى مجلس الأمن، التكتيكات المتبعة خصوصا في عمليات توازن الردع، التعامل مع العائدين إلى صف الوطن من صفوف مرتزقة العدوان، طبيعة العلاقات السياسية مع أطراف دولية مثل روسيا وإيران والصين... وغيرها من القضايا التي يتصدر البعض للحديث أو الكتابة عنها وكأنهم قد أحاطوا بكل شيء علما!
البعض يقترح مقاطعة المبعوث الأممي مثلا، أو روسيا لأنها لم تفعل كذا وكذا...! آخرون يرون ضرورة ضرب هذه المنشأة أو تلك من المنشآت الحيوية السعودية، كمحطات تحلية المياه أو الكهرباء!... معتبرين أن مقترحاتهم هذه وحدها هي الحل، وبدونها سيظل أنصار الله واليمنيون يتخبطون ويعمهون في غير طريق النصر!!
الأساس الوحيد الذي تقوم عليه مثل هذه الأفكار/ المقترحات ليس سوى حالة انفعالية (من الغضب والحزن) ناتجة عن استمرار تحالف العدوان في مسلسل جرائمه.
فيا هؤلاء المقترحون، ومع تقديرنا لمشاعركم الوطنية، الغاضبة والحزينة من جرائم العدوان، ومع احترامنا لمدى ما لديكم من معرفة ومعلومات... إلا أنها حرب، نعم، حرب! بل ولا يكفي أن نتسلح بالغضب والانفعال والمعرفة المنقوصة والمعلومات المجتزأة لنخوض حتى معركة واحدة، فما بالكم بحرب؟!
يا أيها المقترحون، {اصبروا وصابروا ورابطوا}، ذلك هو السلاح الأول والأهم من كل أسلحة الحرب. ثم بعد ذلك (في الأهمية لا في الزمن) {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}. ذلك هو الأساس الذي استطاع (الرسول وأنصاره) الذين انطلقوا منه أن يؤسسوا خلال ثلاثة عشر عاما فقط نواة إمبراطورية امتدت من إسبانيا غرباً، حتى الصين شرقاً.
العقل، والصبر، والإيمان، والالتزام للقيادة، والمعلومات الوافية، والمعرفة الشاملة، ذلك هو السلاح الأهم.
وهنا لا أقول إنكم، جميعاً أو بعضكم، أقل كفاءة من قيادة المجاهدين... لكن تذكروا فقط أنكم لستم في موضع يتيح لكم المعرفة الكافية... فلا أنتم بالعارفين حدود إمكانيات المجاهدين وقيادتهم، ولا حدود إمكانيات العدو... ولا أنتم بالمطلعين على ما يدور في ميادين وجبهات القتال المفتوحة، ولا ما يدور في الغرف السياسية المغلقة...!
كما لا أقول أيضاً إن عليكم أن تتوقفوا عن الحديث أو الكتابة والتعبير عن آرائكم، وعرض رؤاكم، وتقديم مقترحاتكم... بل العكس، ينبغي أن تواصلوا وتواصلوا وتوصلوا؛ لكن...
شريطة ألا يدفعكم هذا الأمر إلى أن تظلموا المجاهدين وقيادتهم، وألا تندفعوا إلى الهمز واللمز والغمز بحقهم وبمجهوداتهم وتضحياتهم!
اللهم ثبت مجاهدينا، وكن معهم، وألهمنا وإياهم العقل، والحكمة، والصبر... والنصر.

أترك تعليقاً

التعليقات