من دخله كان خائناً
- إبراهيم الهمداني الأحد , 14 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:05:52 AM
- 0 تعليقات

إبراهيم الهمداني / لا ميديا -
اعتمد الاستعمار الحديث على سياسة «فرَّقْ تَسُدْ» من أجل تثبيت معادلة السيطرة والاستباحة بحق الشعوب المستعمرة. ولم يكن حلفها المستعمَر بمنأى عن بطشه ومشروعه الإجرامي، ولم يشفع لها عنده تمكينه من إخوانها وأوطانها، ولم يكن ما منحها من الأمان سوى مخدر موضعي مؤقت، إلى أن يحين الوقت لابتلاعها والقضاء عليها، بعد أن تفقد القوة والسند، ولذلك دفعت الشعوب ثمناً باهظاً لغفلتها واستسلامها للخديعة المفضوحة.
غير أن الغريب في الأمر هو أن عرب اليوم لم يستفيدوا من دروس التاريخ القريب، ولم يحذروا مكر وخبث المستعمر الجديد (الكيان «الإسرائيلي»)، رغم أنه عدو واضح العداوة، بيِّن الإجرام، معروف الأطماع، مشهور التوحش... ورغم كل ذلك، استطاع هذا الكيان الغاصب ورعاته في الغرب خداع معظم الأنظمة العربية بمسمى «البيت الإبراهيمي»، وأنّ من دخله كان «آمناً»، وإقناعها بأن التطبيع معه هو سبيل الفوز والنجاة، مشيداً بمن سماهم «حلفاء إسرائيل»، من أنظمة التطبيع والنفاق، ومؤكداً أن أعداء «إسرائيل» هم أولئك الذين رفضوا التطبيع، وعابوا على المطبعين تطبيعهم.
أسقطت عملية السابع من أكتوبر 2023 أقنعة «البيت الإبراهيمي» الشيطاني، وأوهام السلام والتعايش المزعوم، مع ذلك الكيان «الإسرائيلي» الإجرامي المتوحش، إذ شهد الثامن من أكتوبر أكبر تظاهرة إجرامية إمبريالية، حين تقاطر طواغيت الكفر وفراعنة العصر (أمريكا وأوروبا وأستراليا) إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، معلنين دعمهم وإسنادهم وشراكتهم الفعلية في إبادة ومحو قطاع غزة من الخارطة، أرضاً وإنساناً، وأعلن المجرم «نتنياهو»، المتحدث بالتحالف الإجرامي العالمي، عن مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، وإعادة رسم خارطة المنطقة، وقيام «مملكة إسرائيل الكبرى»، الممتدة من الفرات إلى النيل، لتبتلع أراضي ثماني دول عربية دفعة واحدة، معلناً للحليف قبل الصديق أن أنظمة التطبيع والعمالة تتصدر قائمة الاستهداف، ولن يشفع لها انخراطها في التطبيع والتآمر لتصفية قضية فلسطين، قضية المسلمين الأولى، والتواطؤ والشراكة في إبادة أهالي غزة حصاراً وتجويعاً، والضغط على مجاهديها ومفاوضيها سياسياً للقبول بالاستسلام لشروط الكيان «الإسرائيلي» المهزوم والمأزوم.
سبق أن حذّر السيد القائد (يحفظه الله) الحكام والأنظمة من معادلة الاستباحة السياسية التي فرضها الكيان الغاصب تحت مسمى «التطبيع» و»اتفاقيات السلام» و»اتفاقيات الأمن والدفاع المشترك»، كما حذّر الشعوب الغربية والإسلامية من مخاطر معادلة الاستباحة الفكرية والنفسية، التي كرستها الأنظمة العميلة في أوساط الشعوب العربية والإسلامية عبر خطابات اليأس والإحباط من المواجهة وتكريس الهزيمة والخضوع والاستسلام المسبق أمام عدو «لا يُقهر»، بما يؤكد عبثية الصراع من أجل قضية خاسرة، وصولاً إلى تجريم فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، واتهامها باستجلاب الشقاء والدمار والموت لنفسها ومن حولها.










المصدر إبراهيم الهمداني
زيارة جميع مقالات: إبراهيم الهمداني