الدعم الاجتماعي للمنتجات المحلية
 

أحمد العماد

أحمد العماد / لا ميديا -
الملاحظات:
الشعور بالانتماء الوطني والاعتزاز به وبكل ما له صلة بالوطن أرضاً وإنساناً، منها دعم المجتمع للمنتجات المحلية وعلى رأسها المحاصيل الزراعية والسمكية ومنتجات العوائل المنتجة وتشجيعها لتنمو وتتوسع.
أذكر أنه كان لي زميل عمل مصري أمضى في صنعاء أكثر من 35 عاماً، فكل بناته مواليد صنعاء، وكان يُطل عليَّ صباحاً وأنا في مكتبي رافعاً صوته بلهجته المصرية المحببة: «صباح الفُل يا باشا»، ما يزال متمسكاً بلهجته رغم إقامته الطويلة في صنعاء، ونحن يتهرب أحدنا إلى السعودية تهريباً، فيُرمى في مزرعة بأقاصي السعودية لم يُقابل فيها إلا العمال الهنود والبنغال واليمنيين، ثم يخرج إلى البقالة برأس الشارع فتقبض عليه سيارة دورية الشرطة لترحله من فورها إلى اليمن، ولم يقضِ إلا أياماً في السعودية، فيظهر في مجلس القرية أو الحارة ليحدثهم عن غربته، وقد ارتدى الثوب السعودي وتلوح بجيب صدره ورقة خمسين ريالاً سعودياً، وينادي على ابنه: «يا ولد أبا شخاط»، ملوحاً بإصبعيه السبابة والوسطى، عاقداً بإبهامه والخنصر والبنصر (الإشارة البدوية المعروفة)!
لا بُد من العمل والتركيز على برامج تعزيز الروح والولاء والانتماء الوطني، لاسيما وكل العرب يفخرون بانتمائهم إلى اليمن. وأزعم والتاريخ يشهد أن عمود الإسلام وفتوحاته نحن اليمانيين، والحديث الصحيح: «جُعل لي ما خلفي مدداً وما أمامي غنيمة»، وغيره، ويتحدث أحد مراجع القانون الدولي، الدكتور العراقي سهيل الفتلاوي، فيقول: «أعتقد أن أعرق حضارة في العالم هي الحضارة اليمنية؛ إلا أنها لم تُستوفَ استكشافاً بعد». والحديث في هذا الجانب أكبر من أن يحيط به هذا الموضوع، فهو حديث أغنى وأقنى خُذ وأبحر فيه ما شئت.
وما تطرقت إليه هنا -بهذه العُجالة- ليس إلا لأشير إلى الكم الهائل الذي نمتلكه من الثراء الحضاري والتاريخي، والمقومات الدينية والوطنية المتميزة، ولا تلتفت إليها وتوظفها الجهات الإعلامية والثقافية بما يفيها حقها، لبث وبعث الروح الدينية والوطنية التي تحشد التفاعل الاجتماعي مع كل ما هو وطني، لاسيما وأساطير الصمود التي سطرها الشعب الأبي الصامد خلال السنوات الثماني الأخيرة في وجه العدوان والحصار، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة أن شعباً بهذا الموروث الحضاري العريق والدور الإسلامي المجيد لخليق به أن يسطر في حاضره هذه الصفحات المشرقة من الإباء والصمود والبذل والعطاء، فليس غريباً عليه.
يقول السيد العلم في محاضرته الرمضانية بتاريخ 12/ 09/ 1440هـ: «الجانب الاقتصادي، عندما نتجه فيه وضمن اهتمام ووعي عام، المشترون، المستهلكون، عندهم في وعيهم، في اهتمامهم، تركيز على المنتج المحلي قبل المنتج الخارجي. الدولة والحكومة والمؤسسات المعنية عندها اهتمام بضبط مسألة الاستيراد من الخارج حتى لا يضرب المنتج المحلي، ويكون متوازناً بما لا يضر بالإنتاج المحلي، وكذلك المنتج في البلد. المزارع بنفسه، والشركات التي تستقبل من المزارع وتبيع، كيف يحرصون ويهتمون بالجودة، بالإنتاج السليم، بما يساعد على تقديم المنتج المحلي كمنتج منافسٍ للمنتج الخارجي والوارد من العالم الخارجي، بجودة عالية. وهذا ممكن في المحاصيل الزراعية، إذا اتجهت الدولة لدعم المزارعين والعناية بالمحاصيل الزراعية، والعناية بسلامتها، والعناية حتى على المستوى الصحي، في مكافحة المبيدات القاتلة التي تبيد البشر، وليس فقط تبيدُ الحشرات أو الآفات التي تصيب الزراعة، بل تبيد الإنسان بكله في الأخير، بالسرطانِ أو بغيره... والعناية بالجودة، العناية بالإجراءات السليمة في العملية الزراعية في كل مراحلها، ومن ذلك مراحل الحصاد ومراحل التجميع ومراحل التعليب ومراحل التسويق... حينها سيكون هناك معالجة للمشكلة إلى حد كبير».

التوصيات:
الحملة الدعائية والإعلامية للمنتج الوطني مازالت لا تقدم الوعي بأهمية الموضوع، وإنما مجرد إعلانات دعائية استثمارية خاصة كلٌّ وليلاه، وللتنمية ربٌّ يحميها!
لا بُد من برامج توعوية متنوعة ومستمرة عبر جميع وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، لبيان أهمية الدعم الاجتماعي للمنتجات المحلية، وعلى رأسها المحاصيل الزراعية والسمكية ومنتجات الأسر المنتجة.
وبالله التوفيق.

أترك تعليقاً

التعليقات