فهد شاكر أبو راس

فهد شاكر أبو راس / لا ميديا -
ابتداءً من تلك الخطوة العملية المهمة، وفي ظل تلك الظروف الصعبة، أعلن شعار البراءة من أعداء الله، وانطلق المشروع القرآني، برؤيته الكاملة المعتمدة على القرآن الكريم كمصدر للهداية والنور، والظروف آنذاك كانت معروفة، ومازالت كذلك، وليست خفية اليوم على أحد بما مثلته من أخطار كانت ومازالت إلى اليوم تتربص شراً بالأمة الإسلامية وتهدد كيانها ووجودها.
ففي ظل تلك الهجمة الأمريكية الشرسة على أمتنا الإسلامية، وفي ذروة الاعتداءات الصهيونية المفرطة على الشعب الفلسطيني المسلم، وما رافقها من اعتداءات على مناطق وبلدان أخرى في المنطقة، خاصة تلك المناطق والبلدان المحاذية لدولة فلسطين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
في تلك المرحلة المهمة أطبقت حالة الصمت الشديدة على الكثير من أبناء الأمة الإسلامية، واتجهت معظم الأنظمة الرسمية في الوطن العربي نحو التحالف المعلن والصريح مع أمريكا لمواجهة “الإرهاب” حسب زعمها، بعد أن وظفت أمريكا تلك الأحداث المصطنعة في الحادي عشر من سبتمبر إلى أبعد مدى؛ بهدف السيطرة المباشرة والشاملة على الأمة الإسلامية، وبدأت على إثرها في تنفيذ مخططاتها الشيطانية والتدميرية في أوساط الأمة.
في ظل تلك الظروف الصعبة، والمرحلة المفصلية، انطلق المشروع القرآني، وأتى هذا الشعار، وهذه الصرخة كاسمها بالفعل “صرخةٌ في وجه المستكبرين”. ومنذ ذلك اليوم وإلى اليوم، نما هذا المشروع وتعاظم يوماً بعد يوم، رغم الجهود الهائلة المبذولة، من قِبل الأعداء، والمتمثلة بمختلف أشكال الحروب والاستهداف، بغية القضاء على هذا المشروع، وإسكات هذا الصوت، ولكن بفضل الله وكرمه، جميع محاولاتهم تلك وحروبهم باءت بالفشل.
اليوم، المخاطر في العالم العربي والإسلامي كبيرة جداً. ومنذ العام 2001 وإلى اليوم والأحداث تتمخض مخاضا كبيرا في المنطقة، أحدث في واقعنا العربي والإسلامي فرزاً كبيرا تجلت بوضوح من خلاله العمالة لأمريكا والكيان الصهيوني من دول وأنظمة عربية تتحرك دائماً في تنفيذ مخططات ومؤامرات أمريكا في المنطقة بكل إمكاناتها إعلامياً واقتصادياً وعسكرياً. وفي المقابل هناك أيضاً في الساحة العربية قوى حرة مناهضة للهيمنة الأمريكية والصهيونية، ولديها مواقف واضحة ومسؤولة، تنشد الحرية والاستقلال في بلدان المنطقة، وترفض قطعاً الاحتلال الأمريكي، والهيمنة الأمريكية والصهيونية، والأحداث اليوم على أشدها، والصراع على أشده، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات