زين العابدين عثمان

زين العابدين عثمان / لا ميديا -

في إطار تجسيد وترجمة الطموحات الوطنية الهادفة لتعزيز الاستراتيجية الدفاعية لليمن، وفي مسار الحاجة الملحة لردع تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وتحطيم تفوقه في المعركة الجوية، تقوم دائرة الصناعات الدفاعية اليمنية، وفي هذا الظرف، بإزاحة الستار ولأول مرة عن بعض منظومات الدفاع الجوي التي تم تطويرها وتصنيعها وطنياً، حيث تم الكشف عن منظومتين دفاعيتين الأولى سميت "فاطر1"، والثانية "ثاقب1، ثاقب2" تم استعراضهما في المؤتمر الصحفي للناطق الرسمي للقوات المسلحة أمس الأول السبت. 
وبالنظر إلى حيثيات وأبعاد هذا الإنجاز والتحول النوعي، سواء على مستوى موازين القوى القائمة أو مسار التفوق التقني والاستراتيجي ضد تحالف العدوان، فإن الأمر المميز فيه هو أن هاتين المنظومتين تتمتعان بقدرات وخصائص تقنية متطورة وفاعلية عملانية مثالية إلى حد كبير وصلت إلى مستوى إسقاط وتحييد بعض أحدث مقاتلات تحالف العدوان، وهي مقاتلات من طراز (F15) و(F16) ومقاتلات الميراج والتايفون وبعض الطائرات دون طيار كنموذج طائرة "إم كيو 9 ريبر" و"إم كيو 1 بريتادور" الأمريكية الصنع والطائرات المروحية من نوع أباتشي.
تعتبر منظومات "فاطر 1" و"ثاقب 1و2" جيلاً جديداً ومتطوراً من منظومات صواريخ "أرض-جو" التي تشبه في تقنياتها وخصائصها منظومات سام السوفييتية، ولكنها أكثر تفوقا، حيث تعمل وفق تقنيات التحكم والتوجيه الحراري والإلكتروني في عملية تتبع الأهداف وضربها في الجو بنسب خطأ عملياتية ضئيلة، وتمتاز بقدرات فائقة على المناورة والسرعة، ولها قدرة على مواجهة الطائرات بأنواعها، سواء التي تحلق على علو منخفض أو متوسط، كما أن لها مقدرة على تجاوز وسائل الحماية الذاتية للطائرات المقاتلة كأنظمة التشويش والبالونات الحرارية وصواريخ جو ـ جو الاعتراضية..
إن الأهم في هذه المنظومات (فاطر وثاقب) أنها نقاط تفوُّق لليمن في المضمار الاستراتيجي والعملياتي، حيث أرغمت تحالف السعودية والإمارات على اتخاذ إجراءات جديدة فيما يخص إدارة العمليات الجوية وأيضا تدعيم ورفع كفاءة الحماية لطائراتها، حيث توجهت للبنتاغون الأمريكي في أعقاب عامي 2016 و2017 إلى تزويد مقاتلاتها مثل طراز (F15) بأنظمة الحماية الذاتية والحماية السبرانية المخصصة لمواجهة الأخطار والتهديدات الناجمة من صواريخ "أرض-جو" التي تطلقها وحدات الدفاع الجوي اليمني. كما اتخذت أيضاً في عام 2018 وإلى اليوم إجراءات عملياتية احترازية، منها توجيه الطيارين بالتحليق على ارتفاعات عالية، خصوصا فوق العاصمة صنعاء والجبهات الملتبهة في المناطق الشمالية لليمن منها جبهات الحدود مع السعودية..
المؤسسة العسكرية اليمنية اليوم، رغم ما حصل لها من تدمير وتفكيك طال منظوماتها الدفاعية الأساسية والأجهزة الرادارية والكشفية قبل وبعد العدوان السعودي الإماراتي، إلَّا أنها ما تزال تحتفظ ببعض المنظومات الدفاعية المهمة والمحورية التي توجد حالياً في أيدي دائرة التطوير والتصنيع التي تعمل حثيثا على تدعيمها بتقنيات وقدرات حديثة ومتطورة تلبي مسارات المعركة وعوامل تحييد سلاح الجو لتحالف العدوان وكسر الحظر الجوي على كامل أجواء اليمن.
ولذلك نقولها يقيناً إن مسألة تحييد طيران تحالف العدوان في سماء اليمن لم تعد مسألة معقدة، بل أصبحت مسألة سهلة وقريبة إلى أن تتحقق وتصبح واقعا مسلما به عملياتياً واستراتيجيا في المدى القريب، فالمؤسسة العسكرية اليمنية بدأت في امتلاك منظومات دفاع جوي متطورة، وقريبا سيتم الكشف عن منظومات أخرى جديدة لم يعلن عنها بعد، وهي منظومات أكثر تطورا من نظيراتها السابقة، قوية ومتقدمة بما يكفي لإكمال مشوار كسر السيطرة الجوية لتحالف العدوان على سماء اليمن بشكل كلي وحاسم.
* ملتقى الكُتَّاب اليمنيين.

أترك تعليقاً

التعليقات