زين العابدين عثمان

زين العابدين عثمان / لا ميديا -
في إطار الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية وما تمخضت عنه من نتائج ومسارات اقتصادية، وسياسية وعسكرية تجاه ملفات المنطقة والملفات الدولية، برزت حالة الفتور والوهن الذي أبداه العجوز بايدن وزعماء دويلات الخليج، وذلك في تناول الملفات وأهداف الزيارة التي تم رسمها، خصوصاً التي تصب في جانب توسيع دائرة التطبيع العربي مع كيان العدو “الإسرائيلي” وتشكيل تحالف “شرق أوسطي” لمواجهة إيران ومحور الممانعة، ومعالجة أزمة الطاقة التي تسببت بها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وحظر النفط والغاز الروسيين.فقد كان من أهم أهداف زيارة بايدن للسعودية:
1- محاولة دفع السعودية ومعها دول الخليج لزيادة إنتاج النفط والغاز إلى مستوى يغطي أزمة الطاقة والنقص الحاد في مصادر النفط والغاز الذي تعاني منه الأسواق الأمريكية والأوروبية نتيجة حظر النفط والغاز الروسي.
2- توسيع دائرة تطبيع العلاقات الخليجية “الإسرائيلية” إلى مستوى يمهد لدمج كيان العدو “الإسرائيلي” مع دول الخليج في هيكل إقليمي عسكري - أمني واقتصادي مشترك.
3- تشكيل حزام دفاعي إقليمي (خليجي ـ صهيوني ـ أمريكي) يتكون من قوى عسكرية مشتركة وأنظمة دفاع جوي متكاملة يتم نشرها على النقاط الاستراتيجية في دول الخليج (السعودية والإمارات وقطر والبحرين) وغيرها لتحقيق الهدف الرئيس وهو حماية العمق “الإسرائيلي” من هجمات أو تهديدات قادمة من إيران ومحور الممانعة: اليمن وسورية والعراق ولبنان.
النتائج: في تقييم ما خلصت إليه زيارة العجوز بايدن للسعودية، رغم ما حملته من تسعير إعلامي واسع ومراهنات وطموحات، إلا أنها كانت تحت سقف المتوقع وخائبة في كل الاتجاهات، فقد غاب عنها حالة الاستعراض والتهديد الذي اعتادت أمريكا ودول الخليج إبداءها لاستفزاز إيران ومحور الممانعة. كما أنها لم تظهر أي اتفاقية واضحة حول معالجة أزمة الطاقة وتأمين المصالح الأمريكية بالمنطقة، ولم تقدم استراتيجية ثابتة ودقيقة لتأمين كيان العدو “الإسرائيلي” في أي حرب قادمة.
لذا فقد كان أقصى ما يمكن أن يتم توقعه تجاه زيارة بايدن والتحركات الموازية لها هو خروجها بالفشل والخيبة والمزيد من الانتكاس، فلا يوجد لدى الأمريكيين اليوم أي خيارات أخرى يمكن أن تؤمن مصالحهم أو تؤمن كيان العدو “الإسرائيلي” أو حتى تعالج الأزمة الخانقة التي يعيشونها في مصادر الطاقة، فلم تعد تجدي لغة الاستعراضات والتهديد نفعا تجاه إيران ومحور الممانعة. كما أن ترسانات الصواريخ والأسلحة الدفاعية الأمريكية و”الإسرائيلية” التي أعيد انتشارها وضخها لدول الخليج بكميات هائلة لا يمكن أن تعزز أمن الكيان المؤقت.
إن أدنى خطأ أو عدوان قد يرتكب تجاه إيران والمحور سيفتح أبواب الجحيم على أمن ومصالح كيان العدو “الإسرائيلي” والأمريكي معا، وستنتقل أزمة الطاقة التي تعاني منها أمريكا وأوروبا إلى طور الكارثة، فلا حدود أو معايير (عسكرية - استراتيجية) لحساب تداعيات الحرب المقبلة، ولا مستقبل لما يراهن عليه الأمريكي و”الإسرائيلي” سواء في تثبيت وتأمين مصالحهما أو حتى البقاء في المنطقة، فأمن مصادر الطاقة التي تتغذى عليها أمريكا من السعودية ودول الخليج، وأمن “إسرائيل”، كلاهما صار بفضل الله تعالى تحت مطرقة دول محور المقاومة وتحت تصرفها.

أترك تعليقاً

التعليقات