اخرجي من عباءات ملوك وأمراء القار والعار"كوني أنت يا عدن"
- عبدالباسط السلامي الثلاثاء , 13 يـونـيـو , 2017 الساعة 9:23:44 PM
- 0 تعليقات
تحتل عدنُ مكانةً ومكاناً أثيراً واستراتيجياً في خارطة اليمن السياسية.. الجغرافية.. الثقافية.. الحضارية.. الاقتصادية.. الاجتماعية.. السياحية.. الـ...
وتحتل عدنُ مساحةً مضيئةً واسعةً في خارطة النضالِ والذاكرةِ الوطنيةِ التنويرية والثوريةِ، بالنظر لأدوارٍ رِياديَّة لعبتها عدن في الزمن المعاصر، وخلال فترات مهمة من تاريخٍ يمنيٍّ عريقٍ وطويلٍ ومجيد..
وأسهم مكان ومكانة عدن في تهيئة الظروف لتتسلمَ هي ملفاتٍ كانت على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية والخطورة.. ونجحت على طول الطريق في إنجاز ما أمَّله اليمنيون من مدينتهم.. وأثبتت على طول الخطِّ أصالتها وأمانتها وصوابية رهانات اليمنيين عليها..
وعلى المدى وفي كل الظروف، ظلت تجسد صدق انتمائها للأرض والإنسان والحضارة والأحلام اليمنية والمحددات الثقافية لهذا البلد وهذا الشعب العظيم..
وحتى في أصعب ظروفها (فترة الاستعمار البريطاني الطويلة)، ظلت عدن يمنية الهوى أصيلة الخُطَى والحياة والثقافة.. رياديةَ الأدوار.. لم تعترفْ بأوهام المستعمر، ولم تَرَ في خرائطِهِ التي تحاول انتزاعها من حضن أمها اليمن، وإلحاقها بالإمبراطورية العظمى.. لم ترَ في تلك الخارطة سوى خيوط عنكبوت واهنةٍ، وشخبطات حاوٍ مُسِنٍّ بائسٍ يحاول إقناع البحر بقدرته على ابتلاعه وتقيُّئِهِ في الحال ليأخذَ شكلَ وصورةَ وخصائصَ أمعائِهِ..!
تحتل عدنُ موقعَها من الأرض وموقعها من خطوط الطول والعرض وموقعها من القلب وموقعها في عيون وشرايين وآمال الشعب..
واليوم.. تحتل موقعها الـ... من الحرب..!
اليوم.. تحتل عدنَ قطعانٌ ملونةٌ من ذئابِ داعش.. قاعدة.. مليشيا تعمل بالأجر اليومي.. لصوص.. قتلة.. تنشط في ساحات وأزمنة الانفلات..
يحتل عدنَ اليومَ فِرَقٌ ومجاميعُ متناحرةٌ.. والقتلُ والاختطافُ خبزٌ يوميٌّ، وسلعة رائجة.. يتنوَّع المسلحونَ بلون العملة وعيونِ الممولين وسبَّابات أمراءِ الحرب..
يختلفون على كل صغيرة وكبيرة، ويديرون خلافهم بالتصادم ولعبة الموت وبرك الدماء... ويتوحدون على رفع أعلام وصور دول الغزو وأكابر شيوخ العدوان...!
عدنُ التي تحتل في الذاكرة والوجدان مواقعَ الريادة والصدارة أو الوصافة، والأصالة على المدى... كم يحزُّ في النفس ويشقُّ على المحبِّ أنْ يشاهدَ فيرى اليومَ عدنَ التي (يخْتَلُّ) موقعُها من الحرب وموقفُها من العدوان.. ومقالُها في مقام الصمودِ والرفضِ والوقوف..!
فيا عدن.. يا عدن.. يا عدن...
تلفَّتي حولَكِ.. تَبَيَّني مع وخلفَ مَنْ تهرولين؟!
تأمَّلي كيف زلَّتْ بكِ خُطى المغامرين.. المزايدين.. الطارئين على غير الصراخِ الأجوف.. رُوَّادِ شارعِ الارتزاقِ بلا اشتراط.. اللَّائذين من الضوء بأزِقَّةِ الخيانة والانبطاح، بعيداً عن الناس، وهروباً من التاريخ، وفراراً من اشتراطات الحياةِ الحرَّةِ المُكْلِفَةِ على المدى والأفقِ القصيرِ والضيِّقِ...!
تأمَّلي أوجهَ المرابين... تأَمَّليهم جيداً.. انزعي عنهم الأقنعةَ الملونة.. انزعيها.. فقدْ تَهَرَّأَ أكثرُها.. واستبدَّ الصدأُ بأغلبِها.. فعاجليهم.. وعاجلي الزمنَ.. واكشفيهم عورةً عورة.. وخنجراً خنجراً.. ومصيدةً مصيدة.. وهاويةً هاوية..!
افضحيهم على الملأ...
وأشرقي بوجهكِ اليمني.. وسيفِكِ اليزنيِّ.. واصدحي بأناشيدِكِ وأناجيلِك وحقولِ ترانيمِكِ الأزليَّة في فضاءاتِ الكونِ وأسماعِ الدُّنى...
كوني أنتِ يا عدن...!
اخرجي من عباءاتِ ملوكِ وأمراء القار والعار..
اخرجي من جيوب الحُواةِ تجارِ الدِّين والموتِ والأَفْيُون..
اخرجي من بصائر النَّهَّابةِ ودراكيولاتِ الفسادِ والنفوذِ، الذين خرجتْ عليهم صنعاءُ وأخواتُها، وشرَّدتْ بهم ذاتَ يومٍ سبتمبريٍّ خالدٍ ومجيدٍ وعظيم 2014... ليتَّسِعَ من بعدهم الوطنُ للجميع.. لا لتضيقَ عدنُ الرحيبة بعشاقها المدافعين عن مجدها الأزليِّ..!
وتحتل عدنُ مساحةً مضيئةً واسعةً في خارطة النضالِ والذاكرةِ الوطنيةِ التنويرية والثوريةِ، بالنظر لأدوارٍ رِياديَّة لعبتها عدن في الزمن المعاصر، وخلال فترات مهمة من تاريخٍ يمنيٍّ عريقٍ وطويلٍ ومجيد..
وأسهم مكان ومكانة عدن في تهيئة الظروف لتتسلمَ هي ملفاتٍ كانت على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية والخطورة.. ونجحت على طول الطريق في إنجاز ما أمَّله اليمنيون من مدينتهم.. وأثبتت على طول الخطِّ أصالتها وأمانتها وصوابية رهانات اليمنيين عليها..
وعلى المدى وفي كل الظروف، ظلت تجسد صدق انتمائها للأرض والإنسان والحضارة والأحلام اليمنية والمحددات الثقافية لهذا البلد وهذا الشعب العظيم..
وحتى في أصعب ظروفها (فترة الاستعمار البريطاني الطويلة)، ظلت عدن يمنية الهوى أصيلة الخُطَى والحياة والثقافة.. رياديةَ الأدوار.. لم تعترفْ بأوهام المستعمر، ولم تَرَ في خرائطِهِ التي تحاول انتزاعها من حضن أمها اليمن، وإلحاقها بالإمبراطورية العظمى.. لم ترَ في تلك الخارطة سوى خيوط عنكبوت واهنةٍ، وشخبطات حاوٍ مُسِنٍّ بائسٍ يحاول إقناع البحر بقدرته على ابتلاعه وتقيُّئِهِ في الحال ليأخذَ شكلَ وصورةَ وخصائصَ أمعائِهِ..!
تحتل عدنُ موقعَها من الأرض وموقعها من خطوط الطول والعرض وموقعها من القلب وموقعها في عيون وشرايين وآمال الشعب..
واليوم.. تحتل موقعها الـ... من الحرب..!
اليوم.. تحتل عدنَ قطعانٌ ملونةٌ من ذئابِ داعش.. قاعدة.. مليشيا تعمل بالأجر اليومي.. لصوص.. قتلة.. تنشط في ساحات وأزمنة الانفلات..
يحتل عدنَ اليومَ فِرَقٌ ومجاميعُ متناحرةٌ.. والقتلُ والاختطافُ خبزٌ يوميٌّ، وسلعة رائجة.. يتنوَّع المسلحونَ بلون العملة وعيونِ الممولين وسبَّابات أمراءِ الحرب..
يختلفون على كل صغيرة وكبيرة، ويديرون خلافهم بالتصادم ولعبة الموت وبرك الدماء... ويتوحدون على رفع أعلام وصور دول الغزو وأكابر شيوخ العدوان...!
عدنُ التي تحتل في الذاكرة والوجدان مواقعَ الريادة والصدارة أو الوصافة، والأصالة على المدى... كم يحزُّ في النفس ويشقُّ على المحبِّ أنْ يشاهدَ فيرى اليومَ عدنَ التي (يخْتَلُّ) موقعُها من الحرب وموقفُها من العدوان.. ومقالُها في مقام الصمودِ والرفضِ والوقوف..!
فيا عدن.. يا عدن.. يا عدن...
تلفَّتي حولَكِ.. تَبَيَّني مع وخلفَ مَنْ تهرولين؟!
تأمَّلي كيف زلَّتْ بكِ خُطى المغامرين.. المزايدين.. الطارئين على غير الصراخِ الأجوف.. رُوَّادِ شارعِ الارتزاقِ بلا اشتراط.. اللَّائذين من الضوء بأزِقَّةِ الخيانة والانبطاح، بعيداً عن الناس، وهروباً من التاريخ، وفراراً من اشتراطات الحياةِ الحرَّةِ المُكْلِفَةِ على المدى والأفقِ القصيرِ والضيِّقِ...!
تأمَّلي أوجهَ المرابين... تأَمَّليهم جيداً.. انزعي عنهم الأقنعةَ الملونة.. انزعيها.. فقدْ تَهَرَّأَ أكثرُها.. واستبدَّ الصدأُ بأغلبِها.. فعاجليهم.. وعاجلي الزمنَ.. واكشفيهم عورةً عورة.. وخنجراً خنجراً.. ومصيدةً مصيدة.. وهاويةً هاوية..!
افضحيهم على الملأ...
وأشرقي بوجهكِ اليمني.. وسيفِكِ اليزنيِّ.. واصدحي بأناشيدِكِ وأناجيلِك وحقولِ ترانيمِكِ الأزليَّة في فضاءاتِ الكونِ وأسماعِ الدُّنى...
كوني أنتِ يا عدن...!
اخرجي من عباءاتِ ملوكِ وأمراء القار والعار..
اخرجي من جيوب الحُواةِ تجارِ الدِّين والموتِ والأَفْيُون..
اخرجي من بصائر النَّهَّابةِ ودراكيولاتِ الفسادِ والنفوذِ، الذين خرجتْ عليهم صنعاءُ وأخواتُها، وشرَّدتْ بهم ذاتَ يومٍ سبتمبريٍّ خالدٍ ومجيدٍ وعظيم 2014... ليتَّسِعَ من بعدهم الوطنُ للجميع.. لا لتضيقَ عدنُ الرحيبة بعشاقها المدافعين عن مجدها الأزليِّ..!
المصدر عبدالباسط السلامي
زيارة جميع مقالات: عبدالباسط السلامي