مصنع التخدير الجماعي!
 

د. أحمد المؤيد

أحمد المؤيد / لا ميديا -
خرج نتنياهو، اليوم، وبكل وضوح، ليعلن أن مشروع "إسرائيل الكبرى" ليس حلماً بعيد المنال، ولا خيالاً سياسياً، بل "مهمة تاريخية وروحية" في نظرهم؛ مشروع يقوم على اقتطاع أجزاء من العراق والأردن ومصر وسورية، وقد بدأت خطوات تنفيذه بالفعل.
والسؤال: كم سعودياً، أو قناة سعودية، أو قطرية، أو إماراتية، استنفرت لتجعل من هذا التهديد برنامجها الأبرز للتحذير والتنبيه؟! بل كم اجتماعاً طارئاً سيعقد في جامعة الدول العربية -تلك الجامعة التي لا تتحرك إلا بإشارة من البيت الأبيض- لمناقشة أخطر مشروع استيطاني معلن منذ قيام الكيان؟!
بدل أن تنشغل العقول بالخطر المحدق على الأبواب، نجد الوهابيين وأعراب البترودولار يبيعون للناس أسطوانة "المشروع الإيراني"، الذي لم تعلن عنه إيران نفسها، بل والواقع يثبت عكسه تماماً. لكن الممول يريدك أن تصدّق وتبتلع دون سؤال.
إن حالة التبلد التي أصابت الأمة لم تأتِ صدفة، بل هي نتاج عمل احترافي مدفوع الثمن، دينياً وإعلامياً ومالياً، لغسل العقول وإعدادها لتقبل مشروع نتنياهو بصدر رحب.
ومن يزرع الطائفية اليوم، سيحصد غداً أوطاناً مقطعة وخرائط جديدة مرسومة على مقاس "تل أبيب".

أترك تعليقاً

التعليقات