اليمن.. صانع التوازنات الجديدة
- د. أحمد المؤيد الأربعاء , 14 مـايـو , 2025 الساعة 1:13:51 AM
- 0 تعليقات
أحمد المؤيد / لا ميديا -
منذ بداية الصراع في اليمن عام 2015، تشكل تحالف دولي بقيادة السعودية، وبدعم أمريكي، لمحاولة استعادة السيطرة على اليمن وإعادة تشكيل خريطته السياسية.
لكن بعد سنوات من القتال والإنفاق الهائل، بدأ هذا التحالف في التفكك بشكل واضح، ليظهر اليمن كقوة صامدة أربكت حسابات اللاعبين الإقليميين والدوليين.
صمود يمني غير مسبوق: ما يميز التجربة اليمنية هو قدرتها على الثبات في وجه تحالفات ضخمة تتلقى دعماً عسكرياً ولوجستياً غير مسبوق.
صمود اليمنيين لم يكن مجرد قوة عسكرية، بل كان موقفاً مبدئياً قائماً على الإيمان، والسعي للحرية والاستقلال، بعيداً عن الطائفية والتبعية.
اليمنيون حافظوا على تركيزهم على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية، ما أعطاهم عمقاً شعبياً ودعماً معنوياً في العالم العربي والإسلامي.
تفكك التحالفات من العاصفة إلى الاستسلام: التحالف الذي قادته السعودية بدا في البداية قوة لا تقهر؛ لكنه مع مرور الوقت واجه تحديات داخلية وخارجية هددت وحدته.
صمود اليمنيين، وتصاعد قدراتهم العسكرية، وتكتيكاتهم غير المتوقعة، جعلت التحالف يعيد حساباته مراراً وتكراراً.
ثم جاء «تحالف الازدهار»، بقيادة الولايات المتحدة، ليعزز محاولات السيطرة؛ لكنه أيضاً واجه مصيراً مشابهاً بعد أن اصطدم بعقبات الاستنزاف الميداني وتراجع الحلفاء واحداً بعد الآخر.
القوة في الاستقلالية: أثبت اليمنيون أن القضايا العادلة تملك قوة ذاتية تدفعها نحو النصر حتى في أحلك الظروف.
في المقابل، انهارت التحالفات التي اعتمدت على المصالح المؤقتة والولاءات المتقلبة، والتي انكشفت في لحظات الاختبار.
الخلاصة: اليمن ليس مجرد ساحة صراع، بل هو رمز لمعادلة جديدة في المنطقة، حيث يتحول من «الضحية» إلى «المفكك» للتحالفات، مرسخاً مبدأ أن الشعوب الحرة هي التي تصنع التاريخ، مهما كانت الظروف.
المصدر د. أحمد المؤيد
زيارة جميع مقالات: د. أحمد المؤيد