اغتنموا الفرصة قبل الغصة!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
لسنا مجبرين أن نؤكد على شيء. وحدهم الحمقى من ظلوا يصدقون أبواق بني سعود فيما تقول وتكذب. وما توجه السعودية الأخير لتحسين العلاقات مع إيران إلا وسيلة لجذب انتباه أمريكا حتى تخفف ضغط بايدن عليها، وقد يذهب «مبس» إلى أبعد من ذلك، ولو باتجاه موسكو وبكين. لماذا؟!
لأن مشاريع المملكة معطلة وبحاجة للتمويل، والمشروع الضخم المسمى «نيوم» لا بد أن يكون جاهزا قبل 2030، وهذا لوحده سيحتاج أكثر من 500 مليار دولار كموازنة للمشروع. وفيما تتسع المنافسة مع الإمارات فلا بد أن تلتفت السعودية لنفسها قليلا، وهو أمر مستحيل طالما وهي مضطرة لإرسال المال إلى أمريكا لحل مشاكل الأمريكيين الاقتصادية المزمنة.
أما هنا في اليمن، وحتى من قبل العدوان، ظل يردد بعض البلداء أكاذيب السعودية عن علاقتنا بإيران، واستمر الأمر دون كلل، وسيستمر دون ملل طالما وهناك من يصر على الإنصات لما يقوله النظام السعودي بإخلاص عجيب، وحتى لو تكشفت الحقائق فلا يمكن أن تتغير عقول المغفلين مهما فعلنا!
أن تعود العلاقات بين أي بلدين في المنطقة هو أمر جيد، ونحن لا نقف ضد أي تقارب، إلا مع كيان العدو الصهيوني، ولا توجد لنا أي مصلحة خاصة من وراء تقارب السعودية وإيران؛ فالأمر مجرد كذبة، وأكبر دليل على ذلك هو ما يحدث الآن، فالسعودية اعتدت علينا بادعاء وقف المد الإيراني، ولذلك كان من المنطقي بعد تحسن العلاقات مع إيران أن يرتفع الحصار عن «عملاء إيران» أو يخفف ولو قليلا، كإحدى نتائج هذا التقارب. أليس كذلك؟!
عداء السعودية لليمن يعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية، وإلى ما قبل ظهور كيان بني سعود على أرض الحرمين، فنشأة السعودية مرتبطة بأهداف ومصالح بريطانية تحتم عليهم حماية النفط للغرب، ودعم الإرهاب في العالم، وإبقاء المنطقة مشتعلة بشكل دائم.
بجانب أن هناك عقدة نقص يشعر بها أعضاء أسرة بني سعود، وخاصة تجاه الدول التي لديها حضارات، كاليمن ومصر والعراق وسورية، ولهذا فقد ساهموا في كل مخطط ضد هذه الدول، ولو أن النصيب الأكبر من هذا الحقد قد صب على اليمن.
على العموم، نتمنى أن تصدق النوايا وتتحسن العلاقات بين جميع الدول العربية والإسلامية. وفي الوقت ذاته نؤكد أيضا أننا لن نتهاون أمام أي جهة تعتدي على بلدنا، سواء كانت السعودية أو إيران أو حتى جزر الكناري!
فليتصافحوا ويبتهجوا، وكم تمنينا من السعودية أن تبدأ بمصالحة جيرانها، فنحن أحق بأن يصفوا القلوب معنا، ونحن وافقنا على مضض أن نمد لهم يد السلام، رغم كل ماضيهم الأسود معنا؛ لكن نحب أن نؤكد أن يد السلام لن تظل ممدودة كثيرا، فليغتنموا الفرصة قبل أن تحدث الغصة. فمتى ملت هذه اليد وعادت فإن «العودة جفاء»، كما يقول المثل اليمني، وصدقوني لن نكتفي فقط بتعليق صور الشهيد القائد في شوارعهم. فليتعقلوا قبل أن يعلقوا!

أترك تعليقاً

التعليقات