مـقـالات - رئيس التحرير - صلاح الدكاك

تلاوة من سورة (الكهف)

أكثر من ذي قبل، بات صوت (الكهف) مسموعاً وأبعد مدى وأمضى حداً وأنفذ سناناً وأقدر على قسر العالم الأصم الأخرس المنافق على الإصغاء، تحت وطأة المتغيرات الموضوعية، لا تحت وطأة تأنيب الضمير. بات صوت (الكهف) مسموعاً، لأنه كان ولا يزال صوت الشعب، صوت الحرية، وصوت الفطرة الإنسانية في مقارعة الجلادين وقوى الهيمنة والاستكبار، ليس بدءاً بالحرب الأولى على صعدة، ولا انتهاءً بالعدوان السعودي الأمريكي على اليمن....

سيناريوهات تحرير الجنوب اليمني

يرزح الجنوب اليمني، بكامل مساحته المنتمية لخارطة ما قبل 1990 التشطيرية، تحت احتلال أمريكي بريطاني بمسوح خليجية، ويثير نجاح قوى العدوان في اقتطاع النطاق الجيوسياسي بحذافيره لما كان يعرف بـ(دولة اليمن الديمقراطية)، تساؤلات مرتابة حول ما إذا كان هذا الانزياح اندحاراً عسكرياً لسلطة أيلول الثورية في صنعاء، أمام تفوق قوى العدوان وضعف حاضنتها الشعبية في الجنوب، أم إعادة انتشار متعمدة على حدود الحرم الجيوسياسي...

ماخور التحالف.. مغلق للصلاة

أدركت العائلة السعودية المالكة، بعد عام من عدوانها على اليمن بالإنابة، كارثية المصير الذي تدفع بها الولايات المتحدة إليه حثيثاً؛ فأرسلت مفاوضيها، الأسبوع الفائت ـ خلسة عن عيون البيت الأبيض - تخطب ود (أنصار الله) نظير خروج آمن من درك مستنقع مهالك أوردت نفسها فيه لحظة عماء بدوي وغطرسة مقيتة، في مارس 2015م. لكن ما التنازلات التي يمكن للأداة السعودية أن تفتدي بها نفسها في مفاوضات تخوضها بمنأى عن رضى ورغبة (المدير التنفيذي الأمريكي)؟!.. بالنسبة لمحددات (حركة أنصار الله)...

آآآآه عبدالكريم

كاف.. راء.. ياء.. ميمْ دافئٌ وحميمْ اسمه مثل سفرٍ تنزَّل من شفة الله للتوِّ وانساب فوق شفاه الكليمْ لغةً خصبة الروح ثرَّةْ آه.. عبدالكريمْ يا رفيق النوارس والضوء يا وهج الثورة المستمرةْ كيف في وسع إصبعِ لصٍّ ذميمْ أن تحيل بِجَرَّةْ كل هذي المجرةْ حفنةً من سديمْ آه.. عبدالكريمْ غيَّب الموت أميَ، وارى أبي قبل عقدين، أورثني حسرةً بعد حسرةْ ثمَّ ها إنني أشعر الآن بعدك أني يتيمْ مثل أول مرةْ وبأن المدى محضُ حفرةْ...

ثلاث قصائد لعينيك

صنعاء ذات مساء في (الجراف) معاً وبيننا صلف القضبانِ والحرسِ وكنت أذكر في يُمناك تقضمها تفاحة الرفض زاهي السَّمتِ غير أسي يلوك زنديك، مشبوب الهوى، زردٌ فيما نلوك، ذبولاً، علكة الخَرَسِ سمحاً تُطَرِّي شجى اللقيا لتلهيَنَا عن لؤمنا بشفاهٍ حلوةِ الجرسِ وكان قيدُك نوطاً في يديك وفي نفوسنا كان نسغُ القيدِ والنفسِ تطوفُ في الكبْلِ جباراً وأغلبنا أسرى نراوح مسكونين بالعسسِ موتى، ووحدك، أحيانَا وأسمقنا هاماً، لوحدك تدمى غير مبتئسِ يا سنديان السَّنا والبرق في زمنِ التدليك والفرك والتمسيد والملَسِ غمَدت أمضى يراعٍ في مخاوفنا وقلت يا حرفُ بالحرية انبجسِ أنَّى تلفَّتُّ أستهدي النضال أرى وعْرَ المسالكِ خيوانيةَ القبَسِ يعودُ مارس والأحزان ما برِحَتْ كخنجرٍ في صميم القلب منغرسِ ولا يزال حسينيَّ النزيف دمي ثرّاً وكسرُ يراعي غير منكلسِ مولاي لو أنا لم أجبُن لكنتُ إذنْ...