مشروع غزو الحديدة فشل بسبب اعتماد العدو على الحرب النفسية والتطبيل الإعلامي لتغطية عجزه
ما يزال الغزاة يدورون في حالة الفشل الواسع في عدوانهم على اليمن منذ 3 سنوات ونصف
الموقف الوطني أصبح حاضراً لدى كل الأطراف الدولية ونعمل على دحض أكاذيب العدوان

حاوره / صلاح العلي/ لا ميديا  

أكد الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله محمد عبدالسلام، أن صمود الجيش واللجان الشعبية الذي استمر أكثر من 3 أعوام ونصف أثار إعجاب واستغراب عدد من السفراء الأجانب الذين التقاهم، حتى الذين يقفون في صف العدوان.
وقال عبدالسلام في حوار مع صحيفة (لا) إنه أصبح للموقف الوطني كلمته وحضوره لدى الأطراف الدولية من خلال التواصل شبه اليومي معهم وبعض الزيارات إلى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.. 
وبشأن مفاوضات السلام التي يجري المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفتث لقاءات حولها، قال عبدالسلام إنه لا يوجد أي حديث جدي عن جولة مفاوضات سلام جديدة، وكل ما يطرح من تسريبات هي غير دقيقة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة قدمت خطة أولية للحل في اليمن، لكنها ما زالت بحاجة إلى كثير من التعديل والنقاش، منوهاً إلى أن المبعوث لم يستطع أن يقدم شيئاً منذ تعيينه إلى الآن.

إلى نص الحوار...
 في ضوء المستجدات الأخيرة بالساحل الغربي، هل ستكون الكلمة للمفاوضات أم للسلاح؟!
منذ بدء العدوان على اليمن لم يترك لأية مفاوضات أن تقول كلمتها، وكانت أغلب المشاورات والتفاهمات وجولات المفاوضات يراد منها أن تحقق ما لم تحققه العملية العسكرية، وكنا دوماً نتفاعل مع كل قضية أو مقترح نحو السلام كقضية أخلاقية ووطنية نابعة من حرصنا على تجاوز العدوان والحصار.
ما يخص تحرك الساحل الغربي فليس جديداً، حيث توقف ولد الشيخ في هذه القضية لأكثر من عام ونصف، وكانت سبب توقفه التام عن أي تقدم سياسي، حيث ظل منحصراً في مسألة الحلول الجزئية كالحديدة، دون تقديم أفكار لحلول سياسية شاملة، وهو نفس المسار الذي عاد إليه المبعوث الحالي، وكان الرد من القيادة السياسية هو نفس الرد في ما يخص إسقاط الذرائع الواهية والادعاءات السخيفة بخصوص إدخال السلاح عبر ميناء الحديدة وجمع الإيرادات، وقد أصبح الموقف واضحاً، وهو ذاته لم يتغير، وما تعمله الأمم المتحدة من مناورات هنا أو هناك إنما هو محاولة البحث عن حلول تخدم دول العدوان، لا تخدم عملية السلام، على الأقل في ما هو واضح حتى اللحظة.

أسباب فشل غزو الحديدة
 في عدة منشورات لكم على مواقع التواصل، قلتم إن مشروع العدو لغزو الحديدة فشل، على ماذا استندتم بهذا الجزم؟
نعم مشروع الحديدة فشل، ذلك أنه اعتمد في عدوانه على الساحل الغربي وعلى الحديدة بالذات، على عامل الحرب النفسية والتطبيل الإعلامي الواسع لتغطية العجز الحقيقي في إقناع الشعب اليمني وأبناء تهامة في الساحل الغربي. ولأنهم يفتقرون كلياً للقضية الأساس في عدوانهم بالكامل، ولا يوجد أي تفاعل حقيقي من أبناء مناطق تهامة والساحل الغربي، عمدوا إلى التهويل ومحاولة صناعة انتصارات قبل وقوعها كإسقاط الحديدة نفسياً كأمر واقع، وأن العدوان على الحديدة لن يكون طويلاً، وأن المزاج الشعبي في الساحل الغربي سيقف معهم، ولهذا بات معلوماً الفشل لكل متابع منصف.
واعتماد العدو الخارجي في عدوانه على الساحل الغربي كان نتيجة تهور تحركه واعتماده على أشخاص تحركهم غرائزهم لا عقولهم، وتلك الوعود قدمها من سماهم الرئيس الشهيد العملاء القدامى، والذين اتضح أنهم أكثر خسارة من غيرهم في الابتذال والعمالة، إضافة إلى أن مشروع الحديدة فشل أيضاً، وهو أنها مثلت حالة رد واسع من قبل عموم الشعب اليمني واندفاع وطني وشعبي كبير وواسع على المستوى السياسي والاجتماعي والقبلي، ومثلت حالة تضامن كبيرة جداً حتى خارج اليمن، كما قدمت الغزاة بعد 3 سنوات ونصف أنهم ما زالوا يدورون في حالة الفشل الواسع في عدوانهم على اليمن من خلال افتقادهم الرؤية العسكرية والسياسية وفهم طبيعة الشعب اليمني.
وفشلوا كذلك حيث لم تعد المجريات العسكرية من سيطرة هنا أو هناك هو ما يصنف بالإنجاز، بل حقيقة الأمر هو الموقف الوطني المتماسك بالقضية الوطنية المحافظة على السيادة والاستقلال من أي تدخل ووصاية خارجية، أما موضوع الجغرافيا فهم لم يعملوا أي شيء إيجابي في مناطق الاحتلال، والتي يسمونها المحررة، إذ هي خاضعة بالمطلق للاحتلال السعودي والإماراتي، وبتنا نسمع اليوم ـ وما زال العدوان قائماً ـ أن المجتمع بدأ ينتفض أمام الوجود الأجنبي المحتل في بلدنا، كونها الحالة الطبيعية والفطرة اليمنية السليمة التي لا يمكن أن تقبل بالاحتلال من أي طرف، وهذا هو الإنجاز التاريخي والحقيقي في الموقف الوطني الصائب، فنحن منذ أول لحظة وقفنا ضد العدوان، واعتبرنا وجوده خطراً على الشعب اليمني في كرامته وسيادته واقتصاده وتاريخه، وأصبح اليوم جزءاً من فهم وثقافة أغلب اليمنيين حتى الذين يقفون مع العدو في بعض المواقف، إنما يظنون أنهم يخدعون حلفاءهم، وأنهم فقط منتظرون منهم أن يزيلوا خصومهم السياسيين كي يقدموها لهم جاهزة نظيفة، فيما اتضح أنهم خُدعوا، وأن مصيرهم في مناطق الاحتلال بات كارثياً، وأصبحت هذه قضية معلومة معروفة، إذ لم يعطوا ما يسمونها الحكومة الشرعية التي قالوا إنهم جاؤوا لإعادتها، أي نفوذ حقيقي على الأرض، فضلاً عن غيرهم.
إن الأبعاد السياسية والاجتماعية والأخلاقية والقضية الوطنية هي ما تُقرأ اليوم من قبل أغلب السياسيين في العالم، ونحن نلتقي بعشرات من السفراء ومندوبي الدول في هذا العالم، حتى ممن بعضهم يقف إلى جانب العدو، ولكن يعبرون عن الاستغراب والإعجاب من حالة الصمود اليمنية، لأنهم يعرفون حقيقة أن ثمة عدواناً أجنبياً وخارجياً على اليمن فيه دول بكل عتادها وقواتها وإمكاناتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، والذين يديرون عملياً جزءاً كبيراً من العدوان على اليمن.
في ظل هكذا وضع وصمود وتمسك بالقضية الوطنية والسيادة والحفاظ على كرامة الشعب، إلى جانب ما يتحقق في المناطق التي لم يهيمن عليها الاحتلال من أمن واستقرار وتعايش وخدمات وحضور شعبي وصمود أسطوري وتماسك مجتمعي، في المقابل انفلات أمني وهيمنة للأجنبي والمحتل وانتهاك للأعراض وحالات الاغتصاب، وارتفاع سوق الارتزاق والاستهتار بحياة اليمنيين والتعامل معهم من دافع المادة، وتدني الخدمات واتساع حالة الفوضى والصراعات وانتشار للقاعدة وداعش وانعدام كلي للأمن وانتهاكات جسيمة للحقوق في سجون الاحتلال جعلت كل اليمنيين يدركون إدراكاً يقينياً عاجلاً بخطورة وجود المحتل في أي شبر من أرض الجمهورية اليمنية، بل خطورة الصمت والتهاون في مواجهته.

لا حديث جدياً عن مفاوضات سلام
 حالياً، يجري الحديث عن جولة مفاوضات جديدة.. ما حقيقة ذلك؟ ومَن مِن الطرف الآخر سيكون مشاركاً في ظل الصراع على تصدر المشهد داخل مربع العدوان؟!
بعد تعيين المبعوث الأممي وانعقاد لقاءاته الأولى، كان هناك حديث عن جولة جديدة من المشاورات والمفاوضات، ولكن هذه الجهود اصطدمت بتعنت تحالف دول العدوان إزاء كل مساعي السلام، وسعوا إلى جانب ذلك لخلق معارك جزئية للأمم المتحدة، وحالياً لا يوجد أي حديث جدي عن أية جولة من المشاورات، وكل ما يُطرح هنا أو هناك من تسريبات فهي غير دقيقة، وتوجه العدو هو الاستمرار في العدوان والحصار رغم الفشل الذريع الذي هو واقع فيه، وهو يهرب بذلك إلى الأمام، لأنه وعلى لسان قادته يقولون إن أي وقف للحرب حالياً وبهذا الوضع الحالي والقائم، فإنها هزيمة مكتملة الأركان، فلن يعود التحالف مرة أخرى فيما لو احتجناه مجدداً، ولن يكون هناك أي تقدم يخدم الأهداف التي أعلنوها، ولهذا يدفعون بالمبعوث الأممي إلى التوهان في قضايا تفصيلية وجزئية ذات طابع عسكري وأمني يستحيل تنفيذها بدون أرضية سياسية توافقية وحل شامل.

تقديم الحقائق للعالم
 أنتم في جولة زيارات ولقاءات لأكثر من شهرين.. ما المحصلة التي خرجتم بها؟
نحن وبعض الزملاء الموجودين في الخارج نمارس دورنا السياسي الطبيعي في مواجهة الأكاذيب وتفنيدها للأطراف الدولية والمنظمات الإنسانية، ونقدم الحقائق بشكلها الطبيعي، حتى لا يظل التضليل مستمراً أو يأخذ مداه في تضييع الحقائق، خاصة وأن كثيراً من الأطراف الدولية والتي لا تتابع بشكل مكثف الوضع في اليمن، تكون ضحية لتضليل أطراف يتبعون دول العدوان، أو يقرؤون الوضع العام في البلد من خلال رواية دول العدوان، وبهذا فقد أصبح -والحمد لله- للموقف الوطني كلمته وحضوره لدى كل الأطراف الدولية من خلال تواصل شبه يومي أمام كل المستجدات، إضافة إلى بعض الزيارات في بعض الدول الأوروبية والآسيوية، ونحن نحرص على عدم إعلان بعضها، كون التحرك إلى السياق العام والطبيعي، إضافة إلى النشاط الإعلامي، والاستفادة من كافة الوسائل لإيصال الحقائق إلى العالم العربي والإسلامي والدولي.

مشاورات مع الأمم المتحدة
 يقال إنكم في مفاوضات كواليس شبيهة بلقاء (كيري)؟!
نحن في مشاورات سياسية وتفاوضية مع الأمم المتحدة ومع المجتمع الدولي، ولكن لا توجد أفكار سياسية ناضجة، مع أن الأمم المتحدة قدمت خطة تسمى الخطة الأولية كمبادئ للحل الشامل، ولكن ما زالت بحاجة إلى كثير من التعديل والنقاش، وما زالت أفكاراً أولية تختزلها الأمم المتحدة في نقاشاتها الداخلية ومع بعض الأطراف الدولية، ونحن نبدي الرأي والموقف في كل قضية أو رؤية تقدم إلينا.

جهود جريفتث بلا ثمرة
 مؤخراً، كانت هناك عدة تحركات لمجلس الأمن والأمم المتحدة.. إلى أين تتجه؟ وكيف تقيمون أداء المبعوث الأممي جريفتث حتى الآن؟
المبعوث الأممي مارتن جريفتث على المستوى الملموس لم يستطع أن يقدم شيئاً حتى اللحظة منذ تم تعيينه، بالرغم من أنه كان متفائلاً في البداية، وكان يعتبر أن الحل السياسي الشامل في اليمن هو الاتجاه الصحيح، بل قال إنه كان شرطاً بالنسبة لمهمته، وما نتمناه من المبعوث أن يدرك أن الحلول الجزئية حيث يتحرك العدو عسكرياً، لا يمكن أن تمثل أية نقطة تحول في الاتجاه السياسي، وأن أحد الأسباب التي جعلت الحل السياسي متعثراً في السابق هو توقف نشاط المبعوث السابق في جزئية الحديدة لأكثر من عام ونصف، في ظل جمود سياسي وإنساني كامل.
ومع هذا نعتبر أن المبعوث الحالي يبذل جهوداً لا بأس بها، لكن لا ثمرة حقيقية لها حتى الآن نستطيع أن نقول إنه حققها، لا في عقد جولة من المشاورات السياسية، ولا في تقديم أفكار عملية، ولا في معالجات إنسانية.. ومع هذا نتمنى له التوفيق، وبدورنا نحن نقدم له ومعه المزيد من التعاون والاتصال والتنسيق.

رؤيتنا للحل بخصوص الميناء والإيرادات
 على خلفية رفض العدوان ومرتزقته لمقترح قائد الثورة حول ميناء الحديدة، رد المبعوث الأممي أن مسألة الميناء ستكون محط تفاهمات بين الأمم المتحدة وصنعاء مباشرة، هل تنحو الأمور هذا المسار الآن في ما يتعلق بجملة القضايا؟
يتوقف الموقف بخصوص الميناء والإيرادات والعدوان بكله في الساحل الغربي حول ما ذكره السيد القائد في موضوع رؤيتنا للحل فيها، وما يتم النقاش فيه مع الأمم المتحدة هو في هذا الاتجاه، ويبقى على الأمم المتحدة أن تقدم رؤية لطبيعة العمل والدور، وكيف يتم التحقق في إطاره الطبيعي من نشاط الميناء، وكذلك جمع الإيرادات لصرفها للموظفين في عموم الجمهورية اليمنية مع باقي الإيرادات اليمنية من مختلف المناطق، ولم يحصل أي نقاش آخر خارج عن هذا الإطار.
 
المؤتمر المواجه للعدوان جزء أساسي في المعركة الوطنية
 ذهبتم هذه المرة إلى عمان كوفد من أنصار الله وحسب، ولم يحضر وفد من المؤتمر كما جرت العادة، وهذا الأمر يدور حوله تناولات متناقضة.. كيف هو التنسيق مع المؤتمر؟ وما خلفية هذا الاحتجاب؟ هل يتعلق الأمر بالعلاقات الثنائية أم أن هناك أسباباً خاصة متعلقة بهم؟
المؤتمر الشعبي العام المواجه للعدوان هو جزء أساسي في المعركة الوطنية التاريخية، والمجلس السياسي الأعلى يجمع كل الأطراف، وأي نقاشات سياسية جوهرية تتم في المجلس السياسي الأعلى، ومع رئيس المجلس السياسي، وكذلك نحرص دوماً على التنسيق المستمر لموقف المؤتمر الشعبي العام في كل الزيارات السياسية التي تتم في الداخل، ولا مشكلة في ذلك، بل نعتبر ذلك مهماً مع المؤتمر كحزب، وشريك، ومن يسيئون للمؤتمر الشعبي العام هم من حاولوا جره إلى مربع العدوان، وقد اتضح خسارة هذا المنحى وطنياً وأخلاقياً وتاريخياً واجتماعياً، أما الخلاف في وجهات النظر الذي لا يتجاوز الإضرار بالوطن أو الوقوف مع العدوان ضد الشعب اليمني واستمرار العدوان والحصار عليه، فهذا أمر طبيعي في رؤية النقاش السياسي في بيئة الأحزاب السياسية اليمنية من قبل ومن بعد.