لست شاعراً ولا غنى لي عن قصائد المبدعين
أسد الزامل عيسى الليث في حوار مع "صحيفة لا" :عتادي الفني لابتوب ومايك وكرت صوت

صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي -

بصوته وبزوامله استطاع أن يُعلّم الكثير معنى الثورة والحرية ومواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
ضربت شهرة عيسى الليث عميقاً في الذاكرة الشعبية لأحرار اليمن مقرونةً برصيد فني ثوري وجهادي يعود لزمن الحروب الـ6 الظالمة على صعدة، فكان صوته إلى جانب الشهيد لطف القحوم رافعة صلبة للمظلومية والقضية تبسط حقيقتها للرأي العام من جهة وتجدد العهد على عدم التنازل عنها مهما كان الثمن ومهما بلغ جبروت سلطة الوصاية حينها.. غير أن صلتي الشخصية بصوت المنشد المجاهد عيسى الليث بدأت ـ لسوء حظي ـ في وقت لاحق لتاريخ ذلك الرصيد الجهادي الثوري، فبعد ثورة 21 أيلول استمعت لزامله الشهير «أعظم تحية للجان الشعبية»، ومنذ ذلك اليوم وأنا أتابع كل أعماله الفنية وأتعجب حين أستمع إليها، كيف استطاع عيسى الليث أن يمنح الزامل كل هذا الألق؟!
المنشد الكبير عيسى الليث يحتاج إلى وقفات، لأنه ثري غزير بألحانه وبنيته الإيقاعية ومضمونه الراقي.
له نبرته وصوته، فرادته وجرأته، وهذه الخصوصية منحته جماهيرية واسعة داخل الوطن وخارجه.
زوامل عيسى الليث واجهت أكثر، وتحملت مسؤولية استنهاض الوعي الشعبي في مواجهة العدوان الأمريكي القبيح، فعندما تستمع إلى مواويله تشعر وكأنه يحلق بخفة كطيران مسيّر في سماء الصمود والتحدي أمام جبروت ترسانة العدوان.
إذا كان الراحل محمود درويش قد صرخ في قصيدته التحريضية الشهيرة «سجل أنا عربي» فإن زوامل عيسى الليث صرخة لا تكتفي بالتحريض، بل تقاوم العدوان. إنها صرخة لا تعرف الهدوء والاستسلام، لذا فإن زوامله تسابق الصاروخ والمسيّر وترافق المقاتل اليمني في كل الجبهات وفي مقدمة الصفوف.
إنه المنشد الوحيد الذي ينقب عن الألحان كما ينقب عالم الآثار عن النقوش في خبايا التراب.
إن تجربة عيسى الليث ستظل خاصة به دالة عليه وعلى تميزه ومغايرته، وبالتأكيد هناك منشدون في الراهن وسيأتي منشدون مستقبلاً، لكن لن يكونوا عيسى الليث، فزوامله تعيد لنا ما نسيناه وتذكرنا بما أريد لنا أن ننساه.
عيسى الليث مدرسة في فن الزامل. وخلال السنوات القادمة ستصبح زوامله ثقافة عالمية، وستبقى مخلصة لنسقها ولواقعها وخيطها الناظم لشعلة متقدة من الأحاسيس لأنها نابعة من صميم التربة اليمنية الطاهرة ومعبرة عن آمال وآلام شعبه وموصولة إيمانياً بحبل الله ومعين قرآنه الذي لا ينضب.

وسام مقارعة الظالمين
 عيسى الليث يتصدر المشهد الفني اليمني اليوم... كيف استطاع أن يسيطر على قلوب الجماهير؟
الحمد لله رب العالمين الذي وفقنا للعمل في سبيله وفق هداه واختصنا كيمنيين أن نتقلد وسام مقارعة الظالمين والمضلين من دول الاستكبار العالمي، والمتمثلين بأمريكا و"إسرائيل" وأذنابهما.
ولأن وجهة اليمنيين وجهة حق وفق آيات القرآن الكريم فكل عمل يصب في هذا المسار يجعل اللهُ له فاعلية في الواقع وفي النفوس، فكل ما وصلنا إليه أنا وجميع زملائي من المنشدين إنما هو بتوفيق الله وتسديده وببركة هذه المسيرة، والعلم القائد سيدي ومولاي السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

دك أوكار المتصهينين
 أنتم من مواليد خميس مشيط، واليوم زواملك تعبر برفقة الصواريخ اليمنية إلى قواعد العدو في مختلف المدن السعودية بما فيها خميس مشيط... ما شعورك تجاه ذلك؟
- من ناحية شعوري حيال وقع الصواريخ اليمنية التي تدك أوكار المتصهينين من بني سعود فهو شعور لا يوصف، تختلج مشاعري ومشاعر كل يمني حر، يدفعنا ذلك وغيره من الانتصارات إلى أن نحمد الله ونقدسه ونشكره في سجدات شكر بامتداد تراب وطننا الطاهر.

رؤوسنا شامخة بهويتنا وتراثنا
 أنشدت الكثير من الزوامل بألحان تراثية مختلفة... ما هو اللحن أو اللون الذي لا يزال غائباً في زواملك؟
- مكننا الله وهدانا أنا وإخواني من المنشدين إلى تفعيل الألحان الخاصة بتراثنا اليمني بما من شأنه أن يرفع رؤوسنا كيمنيين شامخة بهويتنا وثقافتنا المستوحاة من آيات كتاب الله.
كما أن التراث اليمني مليء بالألحان الكثيرة والمميزة والتي سنعمل جاهدين كمنشدين على تفعيلها في قادم الأيام كي تصل صفعاتنا مدوية لتحالف أشرار العالم على اليمن وقوى المقاومة والجهاد في المنطقة على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية.
صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي

إنتاج فني غزير بإمكانات بسيطة
 يتميز عيسى الليث بغزارة إنتاجه الفني الذي واكب التطورات السياسية والعسكرية خلال 4 أعوام... ما سر هذا النجاح المستمر؟ وهل لديك ستوديو متطور يفي بهذا النجاح؟
- ما يميزني هو أني مجاهد مع الله في مسيرة قرآنية يهدي بها الله من اتبع رضوانه سبل السلام ضمن كوكبة من رجال اليمن المجاهدين المخلصين لله توجههم وأعمالهم والمتولين لله ولرسوله ولآل رسوله الأطهار وللمؤمنين. 
وأنا مع إخواني المنشدين نتعاون لرسم صورة متكاملة عن واقع اليمن الميداني ومواكبة الأحداث وتوجيه الرسائل التي من شأنها أن تعزز في نفوسنا الارتباط بالله والثقة به والتسليم لقائد مسيرتنا القرآنية.
أما سر نجاحنا فإنما يكمن في عظمة المشروع القرآني الذي يحرك مشاعرنا وأعمالنا كمجاهدين في سبيل الله وببركة التسليم لقائدنا سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين يحفظه الله.
أما فيما يخص الاستديو المتطور فنحن لا نبحث عن تجهيزات متطورة و... و... الخ، وإنما نبحث عن الأعمال والكلمات التي تعطي ما في أيدينا من إمكانات بسيطة فاعلية كبيرة تضاهي وتتفوق على ما في أيدي أعدائنا.
السر في هذا النجاح هو توفيق الله وعونه لنا، فهو سبحانه من يجعل للأشياء قيمتها مهما كانت بسيطة، ولأننا نحمل قضية عادلة ونقف موقف الحق في مواجهة الباطل.
بالنسبة للاستديو ليس لديّ ستوديو، لا متطور ولا عادي. لدي جهاز كمبيوتر ومايك وكرت صوت، وأنا أشتغل بالمتوافر، وألمس توفيق الله في عملي، وأنا مدين لله بالبركة، والنجاح هو فضل من الله.

كل عمل يغيظ العدو دليل نجاحه
 تقريباً كم يمتلك الليث من رصيد أعمال في فن الزامل؟
- بفضل الله لدينا الكم الكثير من الأعمال وفقنا الله للقيام بها أنا ومعي إخواني المنشدون، في موروث ثقافي مستمد من ثقافة القرآن الكريم، الذي اقتبست منه أعمالنا بركتها كمجاهدين.
وكمنشدين لا نبحث عن الكم فيما يخص أعمالنا، وإنما نبحث عن ذلك العمل الذي يضرب معنويات العدو، ويشد المجاهد إلى الله ويزيده ثقة بالله، ما يجعل معنوياته عالية قوية تتحطم على صخرتها كل مؤامرات شذاذ الآفاق ومكائدهم.
 ما هو الزامل الذي كان نافذة للنجاح الذي وصلت إليه؟
- أنا أعتبر أن توفيق الله هو ما يجعل للأعمال فاعليتها فتصيب بنكايتها العدو، وكل ما يغيظ أعداء الله يعد عند الله عملا صالحا وناجحا...

المرحلة تتطلب ألحاناً حماسية
 أنت متميز بأداء الموشحات والمواويل... لماذا أنت مقل في هذا الجانب؟
- أنا أميل إلى ألحان الحماسة بشكل أكبر، والمرحلة تتطلب ألحاناً قوية وحماسية تسهم في رفع معنويات المجاهدين وفي التعبئة العامة في مواجهة العدوان، لأن الزامل الضعيف يؤثر سلباً. وبالنسبة للموشحات والمواويل إن شاء الله سنحاول بعون الله وتوفيقه أن نهتم بها في حينها.

الزوامل سلاح ضارب
 تشكل زواملك رعباً حقيقياً للعدو... كيف استطاعت زوامل عيسى أن تكون جبهة كبيرة في مواجهة العدوان؟
- يعتبر الزامل سلاحاً فتاكاً إذا تم تزويده بكلمات تحوي في طياتها قبسات من هدى الله، فكما نعتقد ويعتقد الجميع أن الخطورة على العدو تكمن في هذا المشروع القرآني، فأن تكون هناك أمة تتحرك بحركة القرآن فهذا يعني أنها الأمة الظاهرة على أعدائها، والعدو المعتدي على شعبنا العظيم والكريم بكل أطيافه إنما دفعه إلى الاعتداء علينا توجهنا القرآني الذي سيطمس كل أطماعهم، ولأنهم يسعون وبإلحاح إلى إطفاء نور الله الذي يهتدي به الناس إلى سبل السلام في دنياهم عبر تبني وسائل التضليل المتنوعة المقروءة والمرئية والمسموعة.
ولأن في اليمن شعباً يتحرك بحركة القرآن فإنه يقضي على كل ما يلقي الشيطان من الإفك والزيف، بكلماته ومواقفه، والتي تعتبر الزوامل إحدى وسائله وأدواته الدامغة للباطل والمزلزلة لأركانه.
صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي

جنود مع الله
 يتردد صوتك اليوم في الكثير من دول العالم... برأيك هل يمكن أن نرى عيسى الليث كمدرسة فنية في مجال الزامل مستقبلاً؟
- إذا كان هناك صوت يمني له ذيوع في مناطق واسعة من العالم فإن ذلك يدل على عظمة المشروع الذي يتحرك به الشعب اليمني، ولسنا سوى جنود جندنا نفوسنا مع الله في سبيله وعلى نهجه نتمسك بالحق وأعلام الحق على مر العصور، كلنا في هذه المسيرة المباركة لا نبحث عن أي مسميات أو مناصب فانية مطلقاً، إنما نبحث عن كيف نكون ممن يحظون برضوان الله.

لا نستغني عن الشعراء المبدعين
 لديك العديد من الزوامل التي قمت بكتابتها وإنشادها... هل يمكن أن تستغني عن بعض شعراء الزامل في الفترة القادمة؟
- أنا لست شاعراً، ولكن أحيانا وأنا أجهز ألحاناً أحاول أن أرتب كلمات على لحن أعجبني، وهي محاولات بسيطة يفرضها الوضع الذي أعيشه. والحمد لله لدينا عدد كبير جداً من الشعراء المبدعين من مختلف المحافظات ولهم قصائد قوية جداً ولا يمكن الاستغناء عنهم.

 كلمه أخيرة؟
- تحياتي لكل الإخوة الشعراء والمنشدين الأحرار الذين كانوا ومازالوا حاضرين بقوة في مواجهة العدوان الغاشم وكشف الحقائق على ضوء الثقافة القرآنية. وتحياتي كذلك للإخوة في صحيفة "لا" الرائدة، وفي مقدمتهم الأستاذ صلاح الدكاك، على الجهود التي يبذلونها في الجبهة الإعلامية في مواجهة العدوان الغاشم وفي خلق الوعي في أوساط الشعب اليمني المقاوم للمشروع الأمريكي الصهيوني.




   للإشتراك بقناة التيلجرام