مـقـالات - رئيس التحرير - صلاح الدكاك

الأفق الرحب لانتصار مديد

عَجْزُ تحالف قوى العدوان الأمريكي في احتلال الحديدة وتطويع كامل الساحل الغربي لسيطرته، أفقد ما تحت يده من جغرافيا تطل على البحر العربي، كلَّ قيمة استراتيجية لجهة ما يصبو إليه من فرض هيمنة حاكمة على همزة الوصل المائية الأهم بين الشرق والغرب؛ هذا على المستوى الإقليمي والدولي، أما محلياً فزنزنة جغرافيا المرتفعات التي تمثل المجال الأكثر حيوية لحركة (أنصار الله)، ومن ثم إماتة الحركة عن بعد بإغراقها في دوامة نزاعات مناطقية ومذهبية، ستكون مواتية في مناخ من العزلة شديد الخناق! كيلُ أحابيل أمريكا في هذا الخصوص يبدو أنه ينقلب عليها اليوم بالضد لغاياتها، فعوضاً عن أن تحتل الحديدة بات خسرانها للجغرافيا المحتلة سلفاً هو الأرحج،...

عن بندقية معصوبة بالخرق

إهــــداء إلى مجاهدي جيشنا ولجاننا وهم يرفعون قواعد حرية سقفها السماء عنك ولك أكتب؛ لا عن التوازنات الإقليمية والدولية وتباينات المواقف من الصراع في اليمن والعدوان عليه. عنك ولك أكتب؛ لا عن ردات فعل العالم الجبان إزاء دم أطفالنا ونسائنا وعمالنا المسفوك بالغيلة ليل نهار.. عنك ولك أكتب، فأنت الفعل، وعن الملحمة البطولية الكبرى، لا عن صداها، وأنت الملحمة الكبرى.. عن إصبعك لا عن زناد البندقية أكتب، ففي البدء كانت إصبعك، ثم كان الزناد وكانت البندقية والكورنيت والآر بي جي....

بالذهنية المستلبة كلياً لجهة أربابها في الخليج والغرب، والتي لا تملك من أمرها شيئاً، أدارت دمى العمالة اليمن لنحو 5 عقود، وتحاول اليوم أن تدير مشاورات الحل السياسي، غير أن أربابها الغارقين حتى ذقونهم في مستنقع تداعيات فشلهم العسكري للعام الرابع في اليمن، لم يعد يتوافر لهم ترف الحال ولا الوقت للتمادي في لعبة الدفع بالدمى إلى مسرح المشاورات والاختباء خلفها، كما في كل مرة، وباتوا مرغمين على مغادرة الكواليس، والتقدم - ولو بضع خطوات- صوب خشبة المسرح، كسبيل لا مناص منه لتلافي المزيد من أكلاف الغرق الباهظة على عروشهم!...

آخر عكاكيز واشنطن في اليمن

كيف يمكن، طبقاً للذهنية الأمريكية، تثمين ما تحت سيطرة تحالفها من جغرافيا يمنية محتلة متاخمة لشريط مائي بحري طويل وشديد الأهمية؟! بعد ثبوت عجز تحالفها في ضم الحديدة بالاحتلال المباشر إلى مجموع حيازاته اليمنية المغتصبة، وبسالة صمود جيشنا ولجاننا، فإن جنوح واشنطن لدعم مشاورات السلام ليس قطعاً جنوح من يستهدف تسوية حقيقية دائمة في اليمن تحت طائلة اليأس من احتلالها عسكرياً وهزيمة قواته في أكبر حملاتها على الساحل....

صلاح الدكاك / لا ميديا تشير المعطيات على أكثر من منحى إلى أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا يعدون العدة لهجوم استثنائي وغير تقليدي في الساحل الغربي (ربما كيميائي) كأقصر وأسلم طريقة في اعتقادهم لوضع الشرفة المائية المؤلفة من البحرين الأحمر والعربي تحت وصاية دولية بقيادة أمريكا وبقرار أممي ، بعد عجزهم في احتلالها عسكرياً.... ثمة سيناريو آخر لكنه شديد الخطورة ومكلف بالنسبة إليهم ويتمثل في شن هجوم (إرهابي) على ممر الملاحة الدولية يستهدف قطعاً بحرية تجارية غربية ، والأقل كلفة بالنسبة للذهنية الداعشية الاستعمارية هذه هو هجوم استثنائي يستهدف تجمعات بشرية في البر اليمني المتاخم للماء.. سبق وأن نشر موقع العميل نبيل الصوفي (نيوز يمن) خبراً عن (وفاة خمسة مواطنين بحالات اختناق إثر إطلاق صاروخ حوثي ..)!...