مـقـالات - رئيس التحرير - صلاح الدكاك

المسيرة قرآن المستضعفين

نحو 16 عاماً مضت على انبلاج فجر المسيرة القرآنية، مشفوعة بمحاولات قوى الاستكبار وخدم سفارات الغرب الاستعماري وأدها وإطفاء شموسها عبثاً بحروب عدوانية تعددت ذرائعها المعلنة، وتدرجت أطوارها من حرب محلية دشنتها الحكومة، إلى إقليمية خاضتها السعودية إلى جانب الحكومة، وصولاً إلى تحالف عدوان كوني عابر للقوميات..! هذا الخط البياني الزمني الصاعد لصمود المسيرة القرآنية واتساع مسارح حضورها وتأثيرها، لا يمكن تأويل استمرار منحاه التصاعدي طيلة 16 عاماً، حملاً على (التبعية لإيران).. الدعوى القديمة الحديثة ذاتها، والتي لا تزال ناظمة لكل دعاوى أعداء المسيرة القرآنية ضدها؛ وكما لو أن نكوص الخط البياني لأهداف حروبهم المستمرة عليها، يرجع إلى كونهم ...

ذكرى استشهاد الإمام الحسين وذكرى استشهاد الإمام زيد عليهما السلام، تعتنقان في بحر ثورة 21 أيلول الأنصارية اليمانية ومجراها، فتحتدم خُلجان الزخم الثوري بدلالات كانت عصية الفهم على أذهان أكثرية الخواص، فباتت اليوم معيناً سائغاً لأكثرية العوام في هيجاء صراع تتبدل أشكاله ومسارحه وشخوصه على الضفتين، ويبقى جوهره ثابتاً. الحسين في مواجهة يزيد.. زيد في مواجهة هشام، اليمنيون وكل أحرار العالم على اختلاف جنسياتهم وألوانهم، في مواجهة استكبار الامبريالية العالمية برأسها الأمريكي المعاصر. يعيد التاريخ نفسه في جدلية ناظمة لجوهر مجرياته التي لا انقطاع لها إلا بما يرفد استمراريتها كماً ونوعاً؛ وحيث الزمن هو حاضنة هذه الاستمرارية ونهر جريانها الأزلي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً....

فن استغلال المروءة الثورية

بات واضحاً أن الغاية المحورية في أجندة مهام وتحركات المبعوث الأممي مارتن غريفيتث، هي تجميد خيارات الرد العسكري اليمني، لا تفعيل خيارات الحل السياسي التشاوري. قال غريفيتث غير مرة: (أولويتنا معالجة الجانب الإنساني وملف المعتقلين والأسرى ورواتب موظفي الدولة وفتح المنافذ..!)، غير أن هذه الملفات شهدت نكوصاً يفوق أضعافاً ما كانت عليه من سوء، فقط في غضون الأشهر التي أعقبت تصريحاته تلك.. مجازر التحالف بحق المدنيين ارتفع معدلها كيفاً وكماً، والانتهاكات البشعة بحق أسرى الجيش واللجان (الإعدامات تحديداً) أضحت مسلسلاً يومياً توثقه وتبثه عدسات عصابات العدوان غير متحرجة ولا آبهة بوعيد أممي محتمل،...

خيارنا الصمود او الصمود

نجح تحالف قوى العدوان الأمريكي في حصار شعبنا ، في احتلال جغرافيا واسعة من ترابنا ، في وضع اليد على منابع ثرواتنا الطبيعية وحنفيات إيراداتنا المالية ، في ضرب اقتصادنا ولقمة عيشنا وعملتنا الوطنية ، غير أن كل نجاحاته تلك تبقى مهددة بالتلاشي وبلاقيمة مستدامة استراتيجية لجهة مشروعه الاستعماري مادام يفشل حتى اللحظة فشلاً ذريعاً في كسر البندقية الثورية المقاومة التي تمثل الاختزال الوحيد والأعمق والأصدق للإرادة الوطنية الشعبية في رفضها بالفعل والقول والكلمة والطلقة وبالعرق والدم لمشروع الاحتلال واستعدادها بلامنتهى لبذل الأرواح على مذبح الحرية والاستقلال....

كان العسف والقهر والتنكيل والطغيان هو مكافأة بني أمية للذين انفضوا من حول الإمام علي في (صفين) وقوعاً في حبائل الدعاية الأموية، والذين قعدوا عن نصرة الإمام الحسين ـ لاحقاًـ وخذلوه طلباً للسلامة أو اعتقاداً منهم بأن خروجه كان لأمر يخصه وحده ولا ناقة لجمهرة المسلمين فيه ولا جمل. لقد انتصر سيف (ابن زياد) بقطعان المنحازين إلى خيار الذلة واللاهثين خلف عظمة ذهب خطمت بها الطواغيت أنوفهم كالكلاب.. لكن دم الحسين انتصر وينتصر حتى اللحظة الراهنة بقوافل الذين حملوا شعلة (هيهات منا الذلة)، واستهدوا بها في ظلمات العسف والتعبيد والنفاق والجور والجبروت، وضفروا شرايينهم فتائل موصولة بدوراتهم الدموية لا يخبو وهجها ولا ينضب زيتها ولا قِبَل لأعاصير ومتغيرات الزمان والمكان بإخمادها ووأد وجيب قلوب قوافل الأحرار الخافقة بها ولها ومن حولها...