مـقـالات - رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا - تهرب مملكة بني سعود من مواجهة حقائق الواقع المر والمزري الذي تعيشه كأكلاف مرتدة لعام خامس من عدوانها على اليمن، إلى شراء الأكاذيب الإعلامية وبيانات المواساة والشجب والتنديد الإقليمي والدولي.. وعوضاً عن أن تتلافى حتفاً محتملاً يمكن تلافيه بأثمان في متناول يدها اليوم، تهرول صوب حتف حتمي لا يمكن تلافيه غداً بأي ثمن، لاسيما وأن حساب عافيتها الوجودية المضعضع والمنقوص في الراهن لن يتوافر مستقبلاً على فلس رصيد تفتدي به نفسها ووجودها من جحيم قيامة يمانية وقودها مصافي وحقول النفط والمطارات والموانئ والمنشآت الحيوية السعودية.....

بزة عسكرية خارج المعركة

نقطة ضعف وانفضاح المزايدين والمتذبذبين تكمن في عجزهم بالقصور الذاتي عن جَدْوَلة الغضب وفقاً لأولويات الواقع المنظورة، وهو ما يجعلهم يسرفون في إظهار الغضب لقضايا ثانوية، بينما يقتصدون في غضبهم لما هو أولى بالغضب من قضايا مركزية. إذا أسرف تحالف العدوان في سفك الدم، فاسرف في التباكي على مليارات الشعب التي يسفكها الفساد، وإذا حقق رجال الرجال تقدماً نوعياً ميدانياً وعلى مستوى معادلة الرد والردع، فابك الدولة التي كانت "عظيمة ومقتدرة ومهابة"، وفقدت كل ذلك بفعل الفساد....

صلاح الدكاك / لا ميديا - لا قيمة لأي تيار أو حركة أو إطار خارج معركة التحرير كهدف استراتيجي لكل حوار وطني لاحق بين أبناء البلد... ثمة قضية واحدة اليوم ومظلومية واحدة تصهران كل شعبنا الشريف في أتونهما، هي قضية الوطن ومظلوميته في مواجهة تحالف عدوان كوني يرمي لاحتلاله وتمزيقه، ويهدد كل والجود الجمعي الوطني، ولذا فإن الاتكاء على حيز جغرافي لمساومة حيز آخر باسم مظلومية ما، هو انسلاخ صريح عن الوطن، وانصهار في أتون مشروع قوى الاستعمار والاحتلال، حتى وإن غابت هذه الحقيقة عن المنزلقين إلى حضيض دعوات انعزالية لا يموهها تأكيد أصحابها لموقفهم من المواجهة مع تحالف العدوان الكوني كعدو مركزي رئيس، إذ إن جزئيات هذه الدعوى تتضخم لتلتهم كليات المواجهة، وتستدعي استقطابات بينية داخلية محتربة تستنزف الطاقة الشعبية التي يفترض أن تصب في جبهات الاشتباك مع العدو الغازي والمحتل....

صلاح الدكاك / لا ميديا - نحزن على أطفالنا ونسائنا ومدنيينا الذين يرتقون شهداء بمجازر تحالف العدوان الكوني للعام الخامس، لكنه ذلك الحزن المحتسب الواثق بأن للدم أثماناً باهظة قوامها اجتثاث كل ممالك الاستكبار بدءاً بمملكة داعش الكبرى ووصولاً إلى ولايات الشيطان الأكبر الأمريكي.. نحزن ولا ننكسر ولا نقف على أطلال منازلنا المدمرة بالغارات، ولا نجثو طويلاً على أشلاء أكبادنا التي تنهشها صواريخ الـ"يو إس إيه" كل يوم، بل نرفع قواعد النصر والخلاص للبشرية جمعاء، واقفين على حطام ممالك البترودولار وجثث جيوشها المأجورة وقفة اعتداد ماضين في خضم الوغى ننقص تلك الممالك من أطرافها ونقض مضاجع أرباب السوق المعولمة وعبيدها من الرياض إلى واشنطن.....

صلاح الدكاك / لا ميديا - توجد جملة مؤشرات على أن قادم المواجهة مع تحالف العدوان الأمريكي الكوني يشهد تبلور مسار جيوسياسي جديد وباغت في الرد والردع.. راهن المجتمع الدولي والعالم المنافق على اتفاق ستوكهولم لجهة تكبيل خيارات الرد العسكري الاستراتيجي الوطني سياسياً، والإمساك بزمام الاشتباك أممياً بحيث تبقى الشكوى الدائمة للأمم المتحدة هي خيارنا الوحيد إزاء استمرار التحالف في عدوانه وحصاره وتجويعه لشعبنا.. ورغم انبثاق الاتفاق الآنف بالأصل من مقاربة إنسانية لا سياسية للصراع،...