ورق تواليت!
 

نبيل الضيفي

نبيل قاسم الضيفي / لا ميديا -
كلما ظهرت أصوات دولية تطالب بالإيقاف الفوري للعدوان على اليمن ورفع الحصار عن مطاراته وموانئه، والسمـــاح بدخــــول الغذاء والدواء ومشتقات النفط، سارعت ببغاوات سلطة الفنادق في الرياض وبارات ومراقص القاهرة وإسطنبول بالدعوة إلى وقف الضغط على نظام العدو السعودي، بذريعة أن الاستجابة للحالة الإنسانية ستؤدي إلى تدفق ما سمته «السلاح الإيراني» إلى اليمن، ذاهبة في الوقت نفسه إلى تأييد سخافات وتهريج ناطق التحالف البليد، تركي المالكي، مؤلف ومنتج مشهد فضيحة «الكوميديا السوداء» المخزي، وهو يعلق على مقطع مسروق من فيلم وثائقي أمريكي في العراق في 2003 ادعى أنه موقع لتخزين الصواريخ الباليستية في ميناء الحديدة وبثته قناة «الحدث» كفضيحة ثانية بعد أقل من أسبوعين من بث القناة ذاتها مقطع فيديو مفبركاً لمجموعة من «الكومبارس» الفاشلين ادعى فيه المالكي أنه لقيادي خبير من حزب الله في صناعة الطائرات المسيرة برفقة رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، اللواء عبدالله الحاكم، وأثار موجة واسعة من السخرية والضحك في أوساط رواد التواصل الاجتماعي في «تويتر» و«فيسبوك»...
لا أعتقد أن عالم الخيانة والارتزاق شهد مثل هؤلاء المرتزقة والعبيد، من الوقاحة والابتذال الرخيص في كل الاستضافات الدولارية على قنوات تحالف العدوان، أو في حساباتهم على «تويتر» و»فيسبوك» في محاولة إيهام أنفسهم والعالمين بهم بأنهم يخدمون أمن واستقرار وطنهم من غرف فنادق الرياض والقاهرة، رغم مشاهد الشواء التي صنعتها طائرات أسيادهم بأبناء جلدتهم، في تناقض فاضح ومخزٍ لا يحمل سوى الحقد في قلوبهم على هذا الشعب الذي أثبت صوابيته حينما تقيأهم، لتتلقفهم أيادي هواة جمع الحشرات القذرة في ممالكهم ودويلاتهم، ولتهنأ الحشرات المتلونة بالجحور التي تليق بها، كـ«الناصريين وبعض البعثيين والخونج ودنق المؤتمر الشعبي السابقين واللاحقين».
ومع اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ومشاربهم، إلا أن مصالحهم الشخصية ومهامهم المتنوعة هي القواسم المشتركة التي تبحر بهم على متن سفينة مهترئة لا ربان لها سوى بوصلة تأخذهم في طريق اللارجعة إلى وطن لفظهم، فتجدهم أشبه بالحرباوات يتلونون بحسب اقتضاء الحاجة، ليكونوا مع من غلب، وأداة بيد من حكم، مهما كان توجهه ونهجه، فتجدهم ملكيين مع الملكيين، وجمهوريين مع الجمهوريين، وثواراً مع الثوار و... و... وهكذا إلى يومنا! فهم مع من حكم، في صنعاء أو الرياض أو أبوظبي أو مأرب أو عدن... بعبارة أوضح مستعدين للتنازل عن أي شيء مقابل أن يكونوا عبيداً لمن يمتلك المال ولمن يدفع أكثر، ولا يهم أن يكونوا ورق تواليت لأصحاب السمو!

أترك تعليقاً

التعليقات