الخونجي لا يفرح لوجه الله!!
 

نبيل الضيفي

نبيل قاسم الضيفي / لا ميديا -
«صف من يقف مع الإمارات في حربها ضد الجمهورية اليمنية!!». هكذا طلب الأستاذ محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، من متابعيه على منصة «تويتر»، في الـ29 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ليبدأ عداد التعليقات على التغريدة بالعمل. وطنيون وأحرار وغيورون، وحتى المرتزقة لم يبخلوا بالتعليق عليها، الذين كانت تعليقاتهم لا تخلو من الدناءة والسفالة والانحطاط، إلا المرتزق الخونجي عادل الحسني، اختلف عن بقية المرتزقة الخونج، إذ غرد «متحدياً» وهو يتناول «حليب الحمير» في أحد ملاهي إسطنبول بالقول: «هل ممكن تستهدفوها، ورب محمد أتحداكم يا محمد، والذي بعث محمد لو استهدفتم دبي أو أبوظبي بقصف واحد فقط، ما كتبت عليكم حرفاً بعدها!
من أقنعكم أن السعودية تختلف عن الإمارات وكلاهما ألعن من بعض؟!
لماذا فقط عشرات الصواريخ والمسيرات للسعودية، والإمارات في أمان؟!!».
ضُربت الإمارات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، ولم يستفق حكامها من هول الصدمة إلا على رائحة «النشادر» المنبعثة من سراويلهم، ونواح إليسا وشجب مفتي الأزهر (غير الشريف) ونهيق ونعيق وعواء قنوات «الحدث»، و«العربية»، و«سكاي نيوز» و«الجزيرة» التي أذاعت بيانات شجب المغورين والمغورات و... و... و... بس بصراحة كانت «الجزيرة» في تغطيتها للضربة مختلفة عن نظيراتها، إذ لم تستطع أن تخفي تشفيها بصورة غير مباشرة، فكان اللون الأحمر طاغياً، وخطوط «العاجل» كبيرة، وصور ومشاهد الدخان لم تنقطع عن الشاشة!!
الخونجي عادل الحسني، لم يتأخر كثيراً في التعبير عن الفرح والامتنان للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع للجيش واللجان الشعبية، ليغرد عقب الضربة متعهداً بالقول: «أوفيتم بوعدكم وأنا عند وعدي. والسلام»، لا، ومتجمل من نفسه!!
فرح الحسني وتشفيه في ضرب الإمارات لم يكن من أجل أشلاء ودماء الأطفال والنساء والشيوخ الذين يستشهدون ويجرحون كل يوم في منازلهم وأسواقهم وحلهم وترحالهم بفعل غارات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني، ولم يكن من أجل ما يحدث لليمنيين المسافرين من اختطافات وقتل وتنكيل يومي في نقاط المرتزقة على طول الطريق الرابطة بين جغرافيا السيادة الوطنية والمحافظات المحتلة، ولا من أجل الإهانات والشتم التي يتعرض لها اليمنيون وأسرهم في مطارات عدن وسيئون وعمّان والقاهرة ومنفذي الوديعة وشحن في حضرموت والمهرة، ولا من أجل الطرقات والجسور والأسواق والمدارس والمستشفيات وخزانات المياه وأبراج الاتصالات والمطارات والموانئ، ولا من أجل الثروات النفطية التي تنهبها السعودية والإمارات على مدى 7 أعوام، ولا من أجل قيام الأخيرة باحتلال أرخبيل سقطرى وسرقتها وتحويلها إلى بار مفتوح واستوديو لإنتاج أفلام البورنو الصهيونية!!
الحسني ومن على شاكلته من مرتزقة الخونج، لم يغضبوا من أجل الوجع الذي تسببت به الإمارات لأبناء بلدهم وشعبهم، بل غضبوا من أجل قطر وانحازوا إلى صفها أثناء مقاطعة دول الخليج لها، أكثر من غضبهم لمؤخراتهم التي استقبلت جميع أنواع العصي في سجونها بعدن وحضرموت والمخا، ومع ذلك لم يجرؤوا على الخروج عن سياسة موزة قطر التي أدانت بالتزامن مع إدانة الكيان الصهيوني ضرب الإمارات، ليخرجوا على استحياء ببيان هزيل، وليعودوا كما كانوا أول مرة مجرد مطايا رخيصة تمتطيهم إلى احتلال بلادهم وقتل أهاليهم متى شاءت، بل وفوق كونهم «دواب» فهي أيضاً تتخذهم كباشاً لافتداء سمعتها وعاهريها من الأمراء والضباط والسفاحين.
من يحق له الفرح والاحتفال بهذه الضربة، والضربات القادمة بإذن الله تعالى، هو الطفل الذي يخرج من تحت أنقاض منزله وابتسامة النصر مرسومة على محياه الصغير، وشموخ امرأة تصنع «الكعك» مُطَعماً بأثمن الحلي والجواهر للأبطال في جبهات الشرف، حيث لا كبسة ولا شوكولاتة تحلو لهم، منقوشة عليها عبارات تمثل بالنسبة لهم وقوداً لا ينطفئ حتى تحقيق النصر.
من يحق له أن يفرح ويبتهج هو الشعب اليمني الصابر والصامد على مدى 7 أعوام في وجه غطرسة عدوان جبان أبى إلا أن يكون حقيراً، وفي وجه مطايا رخاص تصدروا المراتب الأولى في عالم الارتزاق.

أترك تعليقاً

التعليقات