رؤية نقدية للسياسات السعودية تجاه اليمن
 

محمود ياسين

محمود ياسين / لا ميديا -
والله ما أثق بالسعودية ولو اجتمع سكان الكوكب يحلفون أنها تريد لنا الخير هذه المرة، ولو أقسمت الجن والملائكة، ولو نطقت أحجار الكعبة.
أنا أصدق التجربة، والتجربة المعادة تقول: أي فكرة أو مشروع سياسي تتبناه المملكة في اليمن هو بالتأكيد مشروع تخريبي محض.
هكذا هم، وهذه طريقتهم ومنهجهم وما تعلمناه من الأحداث الواقعية منذ تأسست المملكة.
قوتنا واستقرارنا تهديد لهم، هذه وصية عبدالعزيز وقد تعاقب عليها أبناؤه الملوك واتبعوها.
تغيرت أولويات المملكة وصولا للقضاء على الوهابية وحتى تغيير نمط انتقال العرش، وتغيرت علاقاتهم وسياساتهم الاقتصادية ورؤيتهم للدين والفن ومدى اعتمادهم على «أرامكو»...
تقاربوا قليلا مع الشرق.. ضاعفوا رشوتهم للغرب.. لم يعد بنو سعود كلهم عائلة حاكمة، لكن بقيت السعودية هي السعودية المتوجسة من جنوبها مثل وثنية تاريخية أو تعويذة لا سبيل للفكاك منها.
تغيرت التزاماتهم تجاه المواطن والمقيم وبشأن مصر وأواسط آسيا ومدى اعتمادهم على النفط، لكن التزامهم بإضعاف اليمن بقي معتقدهم السياسي الأول.
ولو منحتني المملكة طريقا للجنة لأيقنت في صميم روحي أنني في الطريق إلى الجحيم.
أدرك مقاربات السياسة عن كونهم بحاجة لاستقرارنا في مستوى ما على أن هذا بديهي.
أدرك ما يتردد حد الإجماع بشأن ضرورة حماية الغاطس الذي هو نحن، لكن كلام الندوات يتبخر مع أول اختبار لصانع القرار في المملكة كلما واتته فرصة لدفعنا إلى الشتات والوهن.
ما أنا متيقن منه الآن أنها بالشراكة مع الإمارات تعمل على جعل الجنوب دولة واحدة طيعة وتابعة، وجعل الشمال خمس دول في حالة مواجهة مستمرة وعنف وفوضى مستدامة.

أترك تعليقاً

التعليقات