تلاميذ إبليس!!
 

محمود ياسين

محمود ياسين / لا ميديا -
الإماراتيون هؤلاء تدربوا على يد الشيطان شخصيا.. شرعوا في اليمن باتباع منهج وأسلوب مختلفين عن السودان وليبيا، وحتى عن أسلوبهم أثناء تجربة التدخل العسكري المباشر.
جهد استخباراتي يعتمد على عناصرهم داخل المملكة وفي أكثر من عاصمة في تسريب معلومات عبر الصحف ووكالات الأنباء تؤكد لصنعاء بما لا يدع مجالا للشك أن السعودية تعد لعمل كبير ضدها.
دولة وظيفية منحها رعاتها كل الموارد الاستخبارية لإنجاز هذه اللعبة، وعبر مصادر متواترة أوصلوا صنعاء حد القناعة التامة أن الرياض تعد لهذا الفعل الكبير.
لن أذكر هنا بكتاباتي بشأن المملكة وموقفي من اعتدائها ومن تدخلها منذ البدء، لكنني هنا بصدد هذه اللعنة الإماراتية التي تسعى لضرب كل العصافير بحجر واحد...
ومن جانب آخر يكتب بعض من إعلامييهم إشارات حتى للأهداف التي تستعد صنعاء لضربها داخل المملكة.
مقالة في البيان الإماراتية وأخرى في عكاظ وإشارة خبرية ممولة في الواشنطن بوست أو مداخلة مقتضبة في السي إن إن لصناعة سيناريو يبدو يقينيا بالنسبة لصنعاء وللرياض أيضا، الرياض التي أوصلوها مع القاهرة لحالة من القطيعة والسجال الإعلامي أثناء ما تقوم أبوظبي ونيابة عن الكيان بالاستحواذ على منشآت مصر الاقتصادية ومناطقها الحيوية، كما هو الحال مع موانئنا وجزرنا تماما، وكيل واحد في مهمة قذرة واحدة ببلدين عربيين ومهمات أخرى أكثر قذارة في عدد من الدول العربية.
لهم قدرة عجيبة على توجيه خيارات وأولويات الرياض والتلاعب بها بقدرة باعثة على الحيرة، وفي حالة من استجابة وغفلة سعوديين باعثة على الاستياء عند أي مراقب أو مهتم وحريص على المملكة.
يطورون مهاراتهم بسرعة مذهلة، انتزعوا من اليمن ما أرادوه منذ البدء والذي كان هدفهم أصلا من المشاركة في التدخل من جزر وموانئ ومناطق حيوية واستراتيجية، سوروها ووضعوا عليها حراسة ومضوا، تاركين للسعودية العوم في مستنقع غير قابل للتجفيف والاستثمار ثم انتقلوا للمستوى التالي حيث الزج بصنعاء والرياض في مواجهة على كل شيء وبشأن كل الذي لا يمكن حله أو القدرة على التفاوض بشأنه وصولا للمواجهة.
ذلك أن أي تسوية سعودية يمنية أو يمنية يمنية تعني وضع كل ما استحوذت عليه الإمارات في قائمة التسوية والتفاوض، والمواجهة وحدها الضمان الوحيد لبقاء ما استحوذت عليه بيدها لا يسائلها أحد أو يطلب منها التخلي عنه لتتم التسوية.
بوسعك فقط استعادة بعض منشورات المقربين من ابن زايد والتي تبدو حريصة على منشآت المملكة وقراءة أكثر من مقالة لكتاب يمنيين وهي أشبه بإشارات وضعت عنوة وانتهاء بقراءة شخصية يا صديقي للمشهد من أوله إلى الآن وستلتقط حالة ظاهرة بديهية لأي ممعن في الحدث، وهي أن الإمارات استحوذت على كل ما قد يغوي متدخلا عسكريا وتركت للرياض ولصنعاء المواجهة ونأت بنفسها عن تداعيات ذلك التدخل العسكري، لتتصارع العاصمتان بعيدا عن كل الذي تسرب من يديهما وحول ما ليس بيد أي منهما فعله، في غفلة زمنية بحضور مغافل متدرب جيدا ويتقمص شخصية مدير تسويق يدرك كيف يجني الأرباح وكيف يدفع الآخرين للصراع على الخسارة.
ناهيك عن المهمة الوظيفية لإعادة توجيه صواريخ الجزيرة العربية لتذيب بعضها بعيدا عن الكيان.
أدرك أن الأمر ليس بهذا التبسيط تماما وأن أسباب الخلاف مع المملكة كثيرة، لكنه التوقيت 
في اللحظة التي تكون أسباب التقارب بديهية ويحدث العكس تيقن أن هناك من يتلاعب.

أترك تعليقاً

التعليقات