أأرثيك؟!
 

خليل العُمري

خليل العُمري / لا ميديا -
وهل يستوعب اللفظ معنى فقداننا لك؟!
هل تقوى الكلمات على التعبير عن مصابنا بك؟!
سأتركك وأرثي لحالنا بعدك!
نحن الذين كنتَ شمس مقيلنا وبدر أسمارنا.
وأنا بالذات، أكابد الحزن لرحيلك، والندم على تأخري في التعرف عليك!
سنتان، أقل أو أكثر قليلا، لا أعلم؛ لكنهما كانتا من أخصب سني العمر، نهلتُ فيهما الكثير من كوثر علومك، ورحيق أدبك.
أحرص على القدوم إلى مجلسك كل جمعة، فتنهض مصافحاً بوقار القاضي وابتسام طفل، وما هي إلا لحظات حتى يتنقل بنا الحديث على ضفاف الفكر، والأدب، والتاريخ، والفلسفة، والفنون، ولن أنسى الفقه والقانون.
القانون الذي إن طرقنا سُبُلَه كنت حادي ركبنا وصاحب القول الفصل بين المختلفين.
كيف لا؟!
وأنت من أنت، بشهادة أقصى القوم وأدناهم، الفقيه الجهبذ، والقانوني الأمجد، الذي مثل اليمن في كل منتدى ومحفل، مدهشا الحضور بلوامع الأفكار ونفائس البحوث.
رحلت؛ لكننا لن نتوقف عن ملاحقتك بالأسئلة.
إذ لطالما اعتادت الأسئلة أن تتجه إليك.
وكان كل جواب منك يتفتق عن أسئلة تقود إلى أخرى، وهكذا كنا معا نسبر أغوار الحقائق، ونفتض أبكار الأفكار.
أخبرني يا صديقي!
ما هو الموت؟!
كيف وجدته؟!
هل الموت ما صرت إليه بعدما غادرت الجسد؟!
أم الموت ما كنت عليه قبل أن تتحرر منه؟!
أخبرني يا صديقي، فقد أعيا السؤال السائل.
قبل الختام: في القلب ما فيه بعدك؛ لكني وغيري كُثُر نجد عليك بعض الشيء، ونعتب.
رحلت!
لا اعتراض؛ فالرحيل حقٌّ لك وحقٌّ عليك.
لكن أخبرنا، وأنت العادل الحكيم
بأي حقٍّ تحمل أفئدتنا معك؟!

أترك تعليقاً

التعليقات