اليمن في «طوفان الأقصى» حضور يتجاوز الجغرافيا ونصرة تتحدى العدوان

عادل بشر / لا ميديا -
في الذكرى الثانية لمعركة «طوفان الأقصى»، تعود البوصلة لتشير من جديد إلى اليمن؛ ذلك البلد الذي اختار منذ اللحظة الأولى أن يكون في خندق فلسطين لا في مقاعد المتفرجين. فكان اليمن حاضراً في معركة غزة بموقفه العملي والجاد، من البحر الأحمر إلى عمق فلسطين المحتلة، يواجه العدوان والحصار وهو يهتف: «من صنعاء إلى غزة... دمنا واحد وسلاحنا واحد».
وفي هذا السياق، وعلى مدار العامين الماضيين، كانت صحيفة (لا) حاضرة بتغطية مواكبة للحدث وأهمية المعركة، وكان أن أجرت الصحيفة سلسلة لقاءات مع قيادات وشخصيات بارزة في المقاومة الفلسطينية، أكدت ضمن سياق حديثها عن المعركة وتطوراتها أن صنعاء كانت الاستثناء العربي، إذ حولت تضامنها إلى إسنادٍ عملي أربك العدو ورفع منسوب الأمل في وجدان الأمة بأن فلسطين ما تزال لها رجال يقاتلون من أجلها من وراء البحار، رغم ما تواجهه اليمن من حصار وعدوان مباشر.
وفي هذه المساحة اخترنا بعضا من تلك الشهادات:

نائب أمين عام الجهاد الإسلامي د. الهندي:
موقف صنعاء بقيادة السيد عبدالملك يجسد شجاعة ومسؤولية الشعب اليمني العزيز
نتوجه بالتحية الطيبة لليمن العزيز وللسيد عبدالملك الحوثي وللقوات المسلحة اليمنية على موقفهم الشجاع المساند لشعبنا ومقاومتنا ضد العدو الصهيوني، والحقيقة فإن العدوان على الشعب الفلسطيني، هو عدوان على كل الأمة وعلى دينها وتاريخها وثقافتها ومقدساتها في فلسطين، وعدوان يستهدف ضمن ما يستهدفه، وحدة الأمة ونهضتها واستقلالها الحقيقي.
الموقف اليمني بقيادة السيد عبدالملك الحوثي، يعكس الشجاعة والرجولة والمسؤولية التي يتمتع بها شعب اليمن العزيز، ويوجه الرسائل إلى أعداء الأمة أنه لازال في الأمة رجال لا ترهبهم الأساطيل والتهديدات ويتحملون مسؤولياتهم في كل الأحوال وأصعب الظروف.
إن من يتصدى للعدوان الصهيوني الأمريكي في فلسطين والمنطقة ويتشرف بالمشاركة في هذه المواجهة مع عدو الأمة يؤكد حضوره ودوره ووزنه الاستراتيجي، وهناك دول في المنطقة أكبر من اليمن وأدنى منها وتملك من الأسلحة أحدثها، ولكن لا وزن ولا حساب لها في المعدلات الإقليمية، لأن هذه الإمكانيات معطلة.
إن صنعاء بمشاركتها الصادقة في معركة الأمة، هي بذلك تساهم في صناعة مستقبل مشرق ليس لليمن فقط بل للشرق الإسلامي ولنهضة الإسلام من جديد، لأن «إسرائيل» لا تمثل احتلالاً لأرض فلسطين فقط، بل أيضاً تمثل ذراع الغرب لمنع نهضة الأمة الإسلامية من جديد، ومستقبل اليمن، رغم كل المحن التي مر بها، مستقبل مشرق، مستقبل شعب حي نهض يصنع مستقبله ويحدد مصيره بنفسه وبوصلته القدس.
د. محمد الهندي
 نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين


عضو سياسي حماس عزت الرشق:
الدم اليمني امتزج بالدم الفلسطيني وصنعاء نجحت في إيلام العدو الصهيوني اقتصاديا وأمنيا
نحن في حركة حماس نثمن ونقدر عالياً موقف اليمن الشقيق وشعبه البطل في وقوفه مع شعبنا الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى، ولا شكّ أنَّ دخول اليمن في خط معركة شعبنا في طوفان الأقصى من بوابة إيلام العدو الصهيوني وإرباكه اقتصادياً وأمنياً هو عمل مقدّر ومؤثر، ويعبّر عن أصالة وعمق وتعلّق الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية وارتباطها التاريخي في دعم نضال شعبنا من أجل الحرية والاستقلال.
إنَّ أيّ تأثير يصبّ في ضرب الكيان الصهيوني ومصالحه وأجنداته العدوانية، بالتأكيد هو حتماً في صالح قضية شعبنا على المدى المنظور والاستراتيجي، ولو لم يكن هناك تأثير للموقف وللضربات اليمنية لما سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تحريك أساطيلهما في البحر الأحمر، في محاولة فاشلة لحماية السفن والمصالح الصهيونية.
وبالتأكيد أيضاً فإن كل الخطوات اليمنية المشرّفة، منذ بدئها كان لها الأثر والتأثير والفعالية، تأثير إيجابي يشعر شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة بالفخر والاعتزاز أنَّ معهم رجالاً يعيشون معركتهم البطولية ويشاركونهم جزءا منها، ويُثخنون في العدو الصهيوني.
ومن هنا عبر صحيفة (لا) أقول للشعب اليمن الشقيق، يمن العزَّة والكرامة، يمن الحكمة والإباء، يمن التضامن والنخوة والشهامة، نتابع مع شعبنا في ساحات فلسطين وخارجها مواقفكم المشرّفة، وتبهرنا مسيراتكم المليونية الداعمة لقطاع غزَّة والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وتثلج صدورنا أعمالكم البطولية في الانتصار لقضيتنا ومقاومتنا، ونترحّم على أرواح شهداء اليمن من القوات المسلحة ومن المدنيين الأبرياء التي ارتقت في العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي الغاشم، فهذه الدماء الطاهرة قد امتزجت مع دماء أبناء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وستكون وقوداً للنصر والتحرير القادم بإذن الله.
عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس



القيادي في الجبهة الشعبية د. الطاهر
صنعـاء زادت قوة وعزة وأصبحت القبلة الأولى لأحرار العالم
نوجه التحية العظيمة الجليلة باسم الشعب الفلسطيني لأحرار اليمن وأنصار الله الذين رفعوا رأس الأمة العربية والإسلامية عالياً، ورفعوا رؤوس أحرار العالم كله في مواجهة الظلم والاستكبار والإمبريالية الأمريكية عدوة الشعوب والإنسانية، نوجه التحية لشعب الإباء والشهامة والحضارة في اليمن، الذين وقفوا إلى جانب شعبنا الفلسطيني بكل قوة معبرين عن أصالة شعب اليمن وعروبته وتمسكه بالحق الذي لا يخشى في قوله لومة لائم، فواجهوا بكل شجاعة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا ودولاً أخرى، ودخلوا المعركة فعلياً من اجل الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة، وهذا الموقف سيسجله التاريخ لليمن ولأنصار الله.
ولا ننسى أن نوجه التحية للقائد العربي الكبير والرمز العظيم السيد عبدالملك الحوثي الذي يثبت بمواقفه أصالة هذه الأمة وأصالة شعب اليمن وأصالة محور المقاومة، معبراً بكل شجاعة وبكل مبدئية عن مواقف عظيمة، جليلة، سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته لشعب اليمن ولحركة أنصار الله.
إن دخول صنعاء الحرب رفع معنويات شعبنا ومقاومتنا في غزة وفلسطين كافة وأحدث تأثيراً ملموساً على مجريات وسير المعركة في غزة، وشكّل عامل إسناد حقيقي للشعب الفلسطيني ولمحور المقاومة في هذه المعركة وله نتائج استراتيجية قوية على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ولذلك استنفرت القوى الاستعمارية الغربية قواها من أجل مواجهة اليمن لأنها تدرك جيداً ما معنى دخول اليمن في الحرب ضد الكيان الصهيوني، وبالرغم من التحالفات الأمريكية والغربية والأساطيل البحرية التي دفعوا بها إلى البحر الأحمر، وآلاف الغارات الجوية التي نفذوها ومعهم إسرائيل ضد صنعاء الأبية ومناطق يمنية أخرى، إلا أن كل ذلك لم يمنع اليمن العزيز من الاستمرار في معركة الإسناد لشعبنا الفلسطيني، بل إن صنعاء زادت قوة وعزة وشرفا حتى أصبحت قبلة لأحرار العالم.
د. ماهر الطاهر - مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين


عضو سياسي الجهاد الإسلامي أبو شاهين:
اليمنيون يدافعون اليوم عن كرامة العرب والمسلمين وعلاقتنا مع «أنصار الله» استراتيجية
نتوجه بشكر وتحية خاصة ونثمن بشكل كبير الموقف اليمني العملي المساند والذي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني دفاعاً عن حقوقه ورفضاً لمظلوميته، وانخرط في معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وهذا ما وجدناه من قوى المقاومة في المنطقة سواء في اليمن أو في جنوب لبنان وفي العراق، غير أنه في اليمن كان الوقع مختلفا وكانت المساندة فاعلة ومؤثرة باعتراف إسرائيل وأمريكا والغرب، وخاصة عندما اتخذت اليمن قرارها الجريء بمنع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر.
الدفاع عن غزة هو دفاع عن الأمن الإقليمي والإسلامي والقومي العربي، ومن يريد أن يخضع هذا شأنه ومن يريد أن يكون حراً عزيزاً فهذا شأنه أيضاً والشعب اليمني أثبت أنه شعب عزيز وحر، والموقف الثابت للقائد السيد عبدالملك الحوثي يعبر ويتماهى مع إرادة الشعب اليمني، وهذا الشعب قوته في هذه الروحية التي لم ولن تخضع للذل والهوان، وهذا يكفي لأن تستند عليه القيادة اليمنية ممثلة بالسيد عبدالملك، إضافة إلى استناده على عقيدته الإيمانية والإسلامية وثقته الكبيرة بالله سبحانه وتعالى والسير على تعاليم القرآن الكريم في الانتصار للمظلومين والوقوف في وجه قوى الاستكبار والاستعمار وألا تخشى في الله لومة لائم. وإضافة إلى ما سبق لدى اليمن قدرات قتالية استطاع أن يطورها تطويرا ذاتيا رغم كل الصعاب التي مروا بها، وبدا واضحاً أن الإخوة في اليمن، قيادة وقوة مسلحة وشعباً، جاهزون لمواجهة كل التحديات.
كان لدخول اليمن في المواجهة مع الكيان الصهيوني، تأثير استراتيجي كبير في المعركة، والعلاقة بين المقاومة الفلسطينية وبين أنصار الله في صنعاء أو ما بين الشعبين الفلسطيني واليمني، هي علاقة استراتيجية وليست لحظية. ونستطيع أن نقول بأن ملحمة طوفان الأقصى وهذا العدوان على شعبنا الفلسطيني، عززا من حجم التواصل والتنسيق بيننا وبين أنصار الله وستتعزز أكثر في المستقبل لأنها تعمدت بوحدة الدم ووحدة المصير ووحدة التطلعات والأهداف بإذن الله.
علي أبو شاهين، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي