71 شهيداً فلسطينياً في غزة خلال 12 ساعة.. القسام تنشر صورة «وداعية» للأسرى الصهاينة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في اليوم الـ715 من الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني على قطاع غزة، تتكرر مشاهد المأساة بلا توقّف. وقد كان أمس يوماً دامياً آخر سجّل ارتقاء عشرات الشهداء، معظمهم من سكان مدينة غزة، بينهم ممن كانوا ينتظرون المساعدات المزعومة؛ فبدلاً من أن تصلهم يد رحمة، وصلتهم قذيفة أو رصاصة. مصادر طبية أكدت أن حصيلة الشهداء خلال ساعات النهار أمس، بلغت 71 شهيداً، منهم 56 في مدينة غزة، في ظل قصف جوي ومدفعي مكثّف على شتى أنحاء القطاع.
ليست الإبادة مقتصرة على القنابل، إذ إن سلاح التجويع يفتك بغزة كل يوم. وزارة الصحة في غزة أعلنت ارتفاع ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 442 شهيداً، بينهم 147 طفلاً، أطفال يموتون ببطء تحت وطأة حصار مميت.
عربات مفخخة
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وثّق أن قوات العدو تفجّر يومياً ما يعادل 17 عربة مفخخة داخل أحياء مدينة غزة. حركة المقاومة الإسلامية حماس بدورها أكدت تفجير نحو 120 عربة خلال أسبوع واحد.
وقالت الحركة إنّ استخدام قوات الاحتلال عربات مُسيّرة مُفخخة محمَّلة بأطنان من المتفجرات في قطاع غزة، وتسييرها إلى عمق الأحياء السكنية وتفجيرها لإحداث أوسع مساحة من التدمير والقتل، يُعدّ جريمة حرب وعملية "تطهير عرقي مكتملة الأركان".
أرقام من دم
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى أمس، ارتفعت حصيلة الإبادة إلى 65,208 شهداء و166,271 مصاباً، وأكثر من 12 ألف مفقود تحت الأنقاض، أرقام تكشف عن حجم الدمار البشري الذي لا يقارن بمعايير الحرب العادية. المدن منهارة، المستشفيات تحت القصف، وموارد الإغاثة تُعطّل أو تُستهدف عمداً، بينما تزداد معاناة المدنيين يوماً بعد يوم.
القسام للكيان: ودعوا أسراكم
في مسار الرد، نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام صورة لـ46 أسيراً للعدو عبر قناتها على "تلغرام"، مرفقة بعبارة توضيحية تربط مصير هؤلاء بتعنّت المجرمين الصهاينة مثل نتنياهو وزامير.
وتضمنت الصور أسرى بين حيّ وقتيل، مع عبارة: "بسبب تعنّت نتنياهو وخضوع زامير؛ صورة وداعية إبّان بدء العملية في غزة".
ووضعت القسام صورة روان آراد في البداية، واسمه تحت صورة كلّ أسير، مرفقاً برقم تسلسلي، في إشارة إلى أنّ أسرى الاحتلال بغزة سيواجهون مصيراً مشابهاً لمصير آراد.
يُذكر أنّ رون آراد هو طيار في قوات الاحتلال الصهيوني، فُقد أثره بعد إسقاط طائراته خلال عدوانه على جنوب لبنان، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 1986، وحتى الآن لم يتمّ العثور على أيّ أثر له.
وقبل يومين، حذّرت كتائب القسام من أنّ "بدء هذه العملية الإجرامية (احتلال مدينة غزة) وتوسيعها، يعني أنه لن تتمّ استعادة أيّ أسير، لا حياً ولا ميتاً، وسيكون مصيرهم جميعاً كمصير رون آراد".
الاحتلال يتوسع في القدس
على جبهة القدس والضفة المحتلتين، توالت خطوات الاحتلال في القدس؛ حيث بدأت قوات الاحتلال الصهيوني ضمّ مزيد من الأراضي الفلسطينية في القدس المحتلة، أمس، إذ وزّعت سلطات الكيان تصاريح دخول على أهالي 3 بلدات في شمالي غربي القدس المحتلة.
وأفادت محافظة القدس بأنّ الاحتلال وزّع تصاريح على أهالي بيت أكسا، والنبي صموئيل، وحي الخلايلة، تمهيداً لإخضاعها لسيطرته، بحيث يُعدُّ الدخول إليها "دخولاً إلى إسرائيل".
كما وزّعت سلطات الاحتلال أوامر مصادرة لأصحاب أراضٍ واسعة من أراضي بلدة عناتا، لمصلحة بلدية الاحتلال، وتوسيع الشوارع المؤدية إلى مستوطنة "معاليه أدوميم".
يُذكر أنّ مشروع (E1) الاستيطاني يشمل بناء 3.400 وحدة استيطانية على ممر حيوي، يربط "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة.
تصريحات مسؤولين صهاينة مثل بتسليئيل سموتريتش عن "فرض السيادة على 82% من مساحة الضفة" تؤكد أن المخططات لا تقتصر على الاحتلال الميداني، بل تتجه إلى طي أي أمل في دولة فلسطينية مستقلة.
المجتمع الدولي: اعترافات متذبذبة وخطوات رمزية
رغم فظاعة المشاهد، تباينت ردود الفعل الدولية بين تنديد بخطاب إنساني، وإجراءات سياسية متأخرة. خطوة البرتغال إعلان اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، المقرّر اليوم 21 أيلول/ سبتمبر، يمثل إدانة رمزية للاحتلال. لكن هذه الخطوات، رغم أهميتها السياسية والدبلوماسية، لا تُطفئ نار الحصار ولا توقف عربات التفجير ولا تفعل ما يكفي لإنقاذ الأطفال الجوعى اليوم.
المصدر لا ميديا