الاحتلال ينسف برج السوسي في القطاع ويتوعد بتدمير آخر.. 67 شهيدا فلسطينيا في غزة بينهم 6 بالتجويع
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
كل مجزرة في قطاع غزة، كل طفل يموت جوعاً، كل برج ينسف على رؤوس ساكنيه، يضيف صفحة مظلمة في سجلّ جريمة القرن التي يرتكبها العدو الصهيوني.
ما يجري في غزة لم يعد يحتاج إلى تحقيقات أممية ولا بيانات شجب ميتة، فالجرائم تُبثّ مباشرة بالصوت والصورة.
«إسرائيل» تمارس إبادة ممنهجة، تتباهى بها قياداتها، وتغطيها واشنطن وعواصم الغرب، بينما العالم العربي منشغل بالتصريحات والوساطات العقيمة.
وواصل العدو الصهيوني الحاقد، أمس، نحر المدنيين في قطاع غزة، وخصوصاً في مدينة غزة. مصادر في مستشفيات القطاع أكدت ارتقاء 67 شهيداً خلال 12 ساعة فقط، بينهم 45 في مدينة غزة وشمالي القطاع، ليضافوا إلى سجلّ طويل من المجازر التي تحوّلت إلى يوميات للفلسطينيين. وبهذا يرتفع عدد الشهداء إلى 64,368 منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما تجاوزت الإصابات 162,367، وعدد المفقودين تحت الركام أكثر من 12 ألفاً، في جريمة إبادة جماعية موثقة بالأرقام والدماء.
جحيم على الهواء مباشرة
غزة تدخل يومها 701 من المجزرة المفتوحة. وشهد فجر أمس قصفاً وحشياً على محيط سوق مخيم الشاطئ، حيث استشهدت طفلة وأربعة من أفراد عائلتها. المروحيات والمدفعية استهدفت حيي الزيتون والشجاعية بلا هوادة، فيما هزّت انفجارات ضخمة محيط بركة الشيخ رضوان شمالي المدينة. وحلّقت الطائرات الحربية منخفضة، في استعراض مقصود لبثّ الرعب في قلوب مليونَي إنسان محاصرين.
وفي موازاة ذلك، يواصل التجويع حصد أرواح الغزيين. ستة أشخاص، بينهم طفل، استشهدوا تجويعاً خلال الساعات الماضية، ليرتفع عدد ضحايا التجويع إلى 382 وفاة، بينهم 135 طفلاً.
الاحتلال يعلن توسيع الجريمة إلى أكبر مدى
قوات العدو الصهيوني خرجت ببيان جديد تزعم فيه بدء «عملية الحسم ضد حماس داخل مدينة غزة» حد زعمه. لكن الحقيقة جلية: الاحتلال لا يحسم سوى في قتل المدنيين وتهجيرهم. وهدد البيان السكان بضرورة النزوح نحو المواصي، زاعماً أنها «المنطقة الإنسانية الآمنة»، في محاولة بائسة لتجميل جريمة التهجير القسري. شارع الرشيد حُدد كطريق «مفتوح بلا تفتيش»، وكأنّ غزة تحوّلت إلى مسرح طرد جماعي، حيث يُطلب من الناس ترك منازلهم وتسليم مدينتهم للموت والخراب.
الوقاحة الصهيونية بلغت حدّ ادعاء أن الاحتلال «يرمم المستشفى الأوروبي» لتقديم الخدمات الطبية، بينما الواقع أنّ مستشفيات غزة تحولت إلى مقابر جماعية بعد أن دمّرتها طائرات الاحتلال ومنعت عنها الوقود والأدوية.
تدمير برج السوسي.. رسالة الرعب الجماعي
في مسلسل نسف الأبراج في غزة، فجّر الاحتلال، أمس، برج السوسي السكني، أحد أكبر الأبراج في مدينة غزة، مكون من 15 طابقاً وأكثر من 60 شقة، كان يضم مئات النازحين. المبنى دُمّر بالكامل وسُوّي بالأرض خلال دقائق، بينما وقف وزير أمن الاحتلال، يسرائيل كاتس، يتفاخر على منصة «إكس» بمشهد الجريمة، ناشراً فيديو لحظة سقوط المبنى وكتب بكل صفاقة: «مستمرون».
كما أصدر العدو، أمس، تهديدا للسكان في البلوكات 726 و727 و784 و786، طالبهم فيه بإخلاء عمارة «الرؤيا» والخيام المحيطة بها، قرب مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية.
وقالت قوات العدو إن المبنى «سيُهاجَم قريباً»، زاعماً «وجود بنى تحتية لحماس داخله أو بجواره»، داعياً السكان إلى النزوح فوراً نحو ما وصفها بـ»المنطقة الإنسانية» في مواصي خان يونس.
هذا ليس سوى دليل إضافي على أن «إسرائيل» لا تحارب مقاتلين، بل تشنّ حرباً على الحجر والبشر، وتستهدف الأبراج السكنية بهدف إرهاب السكان ودفعهم إلى الهجرة. الدفاع المدني الفلسطيني وصف ذلك بدقة: «سياسة ممنهجة للتهجير القسري».
مأزق الأسرى وانكشاف العجز الصهيوني
في ظل الوحشية الصهيونية، خرج الجناح العسكري لحركة حماس بمقطع فيديو جديد يظهر فيه أسيران للعدو على قيد الحياة داخل غزة. أحدهما وجّه نداءً مباشراً لنتنياهو لوقف «الهجوم» على المدينة. المشهد فجّر عاصفة من الجدل داخل الكيان، خصوصاً مع تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي لمّح إلى وجود «أكثر من 30 جثة» لأسرى، مؤكّداً أن المفاوضات «متوقفة على إسرائيل». وبينما يذرف نتنياهو دموع التماسيح على الأسرى، يواصل الزجّ بجيشه في محرقة غزة، حيث تحترق صورته وصورة كيانه أكثر من أي وقت مضى.
وساطات بلا جدوى.. وحديث فارغ عن «التهجير الطوعي»
في القاهرة، وصل وفد من قيادة حماس لإجراء محادثات مع جهاز المخابرات المصرية، تزامناً مع موجة تصريحات مصرية حاولت رسم «خطوط حمراء».
وأكدت حماس في بيان تمسكها بالموافقة المعلنة مع الفصائل على مقترح الوسطاء في 18 آب /أغسطس الماضي وأعلنت إنفتاحها على أي افكار ومقترحات تحقق وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا شاملا للاحتلال من القطاع ودخولا غير مشروطا للمساعدات.
في سياق متصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، وصف حديث «إسرائيل» عن «التهجير الطوعي» بأنه «هراء»، وأكّد أنّ المجاعة في غزة «من صنع الاحتلال».
لكن الفلسطينيين، الذين يرون أكثر من 6 آلاف شاحنة مساعدات متوقفة على الجانب المصري من معبر رفح، لا يملكون رفاهية الثقة بالتصريحات. يعرفون جيداً أن الاحتلال هو المجرم المباشر، وأن المجتمع الدولي، بما فيه مصر، يقف عاجزاً أو متواطئاً في حرب الإبادة.
المقاومة تردّ على الأرض
في مقابل كل هذا، تؤكد المقاومة الفلسطينية المسلحة أن غزة ليست ساحة قتل بلا مقاومة. فقد أعلنت عن عملية نوعية بتاريخ 31 آب/ أغسطس، استهدفت بها 3 دبابات «ميركافا» في حي الزيتون. كما قصفت، أمس، تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال شمالي خان يونس بقذائف الهاون، مذكّرة العالم بأن الاحتلال مهما صعّد، لن ينال إلا خسائر جديدة في جنوده وآلياته.
واليوم، بعد 701 يوماً من الدم، غزة تقول بوضوح: لن ننكسر. الاحتلال قد يقتل عشرات الآلاف، يهدم الأبراج، ويزرع المجاعة؛ لكنّه لن يحصد سوى عارٍ تاريخي لا يُمحى ومقاومة أشد صلابة.
المصدر لا ميديا