مساعٍ أمريكية لتوريط السعودية في حرب جديدة مع اليمن خدمة لـ«إسرائيل»
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
بعد مرور عام على الحملة العسكرية الأميركية والبريطانية في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، وبعد فشل الهجمات العسكرية في إضعاف صنعاء، وعلى ضوء عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تسعى الولايات المتحدة جاهدة إلى تعزيز التحالفات ضد اليمن، بتوريط السعودية ودول خليجية، في الحرب مجدداً على اليمن، دعماً للكيان الصهيوني.
وفي جديد هذه المساعي لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي تعيش في آخر أيامها، ينفذ قائد القيادة المركزية الأمريكية تحركات متواصلة في المنطقة، للتأليب ضد صنعاء لموقفها المساند للشعب الفلسطيني.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أن قائدها الجنرال مايكل إيريك كوريلا، زار المملكة السعودية، يومي أمس وأمس الأول، لتفقد أفراد الخدمة الأمريكية وإجراء لقاءات مع "قادة رئيسيين في المملكة".
وأوضح البيان أن الجنرال كوريلا، التقى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية فياض بن حامد الرويلي وعددا من القادة العسكريين، وجرى خلال اللقاء مناقشة ما وصفه البيان الأمريكي بـ"المخاوف الأمنية المشتركة، والتزامهما المتبادل بمعالجة التهديدات التي تنشأ في المنطقة، وأهمية الاستعداد المشترك من خلال التشغيل البيني".
وأثناء وجوده في السعودية، التقى الجنرال كوريلا أيضاً المرتزق صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان العامة لدى حكومة الفنادق، الذي قال بيان القيادة المركزية الأمريكية إنه قدم من اليمن للالتقاء بالجنرال كوريلا.
وأشار البيان إلى أن كوريلا وبن عزيز ناقشا ما وصفه بـ"التهديدات الإقليمية" والهجمات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الأمريكية "الحربية والتجارية" والحصار البحري الذي تفرضه صنعاء على الاحتلال الصهيوني، دعماً للشعب الفلسطيني، إضافة إلى مناقشة "استراتيجيات" لتعزيز القدرات العملياتية للفصائل الموالية للسعودية والإمارات.
تأتي هذه التحركات بعد الفشل الذريع للتحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني في الحد من القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي تخوض حرباً مباشرة مع الكيان ومن ورائه أمريكا وبريطانيا دعماً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة على مدار أكثر من عام.
ويهدف الحراك الأمريكي الجديد إلى إنهاء الهجمات اليمنية على "إسرائيل"، من خلال تشكيل تحالف غربي عربي صهيوني بالتزامن مع إعادة تحريك الجبهات الداخلية ضد صنعاء.
ويتزامن هذا الحراك مع تأكيد «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، فشل العمليات الأميركية والبريطانية و"الإسرائيلية" في اليمن، ووصفه تأثيرها بـ"المحدود"، على رغم تكثيف الغارات على الأراضي اليمنية. وأشار المعهد، في تقرير، إلى حاجة أميركا إلى تحالفات إقليمية قوية، وهو ما فشلت في تحقيقه على مدى الأشهر الماضية.
في المقابل، تؤكد صنعاء موقفها الثابت تجاه غزة وأن هذا الموقف لن يتأثر بأي تحالفات أو تهديدات بالقوة العسكرية.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، إن صنعاء ستواصل دعم غزة بكل قوة حتى يتوقف العدوان "الإسرائيلي" والأميركي، مشدداً على قدرة اليمن مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأكد الحوثي في مقابلة مع قناة الميادين، أنّ اليمن يؤدي "واجبه الديني والأخلاقي في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي والأميركي ضد غزة"، موضحاً أن تكثيف عمليات الإسناد لغزة "جاء استجابة لمطالب اليمنيين وفصائل المقاومة في القطاع".
وفي ما يخص تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قال الحوثي: "لا نخاف من تهديدات ترامب، فهو يجيد حرب التصريحات ونحن اختبرناه، ونعرف أنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً". متابعاً: "كل معركة تزيد اليمن قدرة وتطوراً وخبرة، ولكنهم لم يفهموا الرسالة".
ولفت إلى أن الشعب اليمني يعلم أن الدول التي تحاصر البلاد، مثل "الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وبريطانيا"، هي أعداؤه، موضحاً أن "أي طلب بوقف العمليات في البحر الأحمر مرفوض ما لم تتوقف العمليات الإسرائيلية وحصار غزة".
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى إن السعوديين "لم يستفيدوا من تجاربهم وقراءاتهم الخاطئة عندما تحدثوا سابقاً أنهم سيحتلون اليمن خلال أسبوعين".
وأضاف: "قام السعوديون بكل ما في وسعهم وهم في أوج قوتهم، ولكن انتصر اليمنيون مع أن خبراتنا كانت محدودة في ذلك الوقت".
ودعا السعودية إلى "تعديل خطتها وقراءاتها الخاطئة وتصحيح نظرتها السلبية عن الشعب اليمني".
وكشف الحوثي عن طلب صنعاء من السعوديين "تعقيل حلفاءهم"، نظراً لـ"ترابط المصالح الأميركية والسعودية في المنطقة، والتي قد تُستهدف إذا تم إلحاق الضرر بحركة أنصار الله".
وقال: "وصلتنا رسالة من السعوديين بأنهم لا يريدون التصعيد، ولكنهم في المقابل يشعرون بأن لدينا إرباكاً وهذه قراءة خاطئة".
وأردف: "لا مفاوضات مع السعودية، ونحن منشغلون في مواجهة الشر الإسرائيلي الذي يهددنا ويهدد السعودية وباقي الوطن العربي".
كما أوضح محمد الحوثي أنّ "السعوديين أبلغونا أنّ الأميركيين طلبوا منهم إيقاف الحوار معنا، وأن لا خريطة سلام من دون إيقاف العمليات في البحر الأحمر".
وأشار عضو المجلس إلى المحاولة "بكل ما بوسعنا حصر معركتنا المباشرة مع العدو الإسرائيلي إسناداً لغزة وتجنب معارك أخرى".
ووجّه تحذيراً للسعودية "انطلاقاً من معرفتنا بجاهزية وغضب شعبنا نتيجة حصاره وتجويعه"، قائلاً: "إذا أرادوا الدخول في معركة جديدة، فإنّ خسارتهم ستكون أكبر من السابق".
ولفت محمد علي الحوثي، إلى أنّ "أي حرب تُشن اليوم على الشعب اليمني هي معركة إسناد لإسرائيل وأميركا، لأن هدفها الحقيقي منعنا من إسناد غزة".
وبشأن مجيء ترامب إلى سدّة الرئاسة، علّق الحوثي بالقول إنّ السعوديين "أبلغونا أنهم قد يدخلون تحالفاً جديداً مع استلام الإدارة الأميركية الجديدة، وهذا سوء تقدير أيضاً".
وأضاف: "يوم كان ترامب في سدة الحكم لم يجلب لهم النصر، ولن يفعل الآن".
وأكّد مصدر سياسي مطّلع في صنعاء، لـ"الأخبار" اللبنانية، أن "صنعاء تمتلك مفاجآت عسكرية كبيرة للعدو، بعد أن تمكّنت من رفع معدّل قدراتها العسكرية خمسة أضعاف ما كانت عليه خلال السنوات الماضية، وبنت قوات احتياط يتجاوز قوامها 600 ألف مقاتل استعداداً لأي مواجهات مع العدو الإسرائيلي وداعميه".
في السياق أكدت مصادر عسكرية مطلعة، أن القوات المسلحة اليمنية تعمل على إدخال صواريخ باليستية جديدة إلى الخدمة خلال الفترة المقبلة.. مشيرة إلى وجود ترسانة صاروخية كفيلة بردع أي عدوان على اليمن، وفرض معادلات جديدة في أي مواجهة مع الأمريكي والصهيوني وكل من يتحالف معهم.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا