استطلاع: طلال سفيان - حسن العنس
قبل بطولة "خليجي 26" الجارية حالياً في الكويت، شارك منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في 10 نسخ ولعب 33 مباراة، تعادل في 6 مباريات منها وخسر 27 مباراة، ولم يحقق الفوز مطلقا في أي نسخة، وسجل لاعبوه 12 هدفا، وتلقت شباكهم 84 هدفا.
بعد كل بطولة يشارك فيها منتخبنا الأول لكرة القدم في محفل "خليجي" وما يصاحبها من إخفاق أو فرحة بإحراز نقطة يتيمة، تتكون المظاهر حول الضحية والحديث عن سقوط الرأس الكروية اليمنية في الفعاليات الخارجية.
وهنا تدلج صحيفة "لا" في أخذ آراء فنيين ونجوم كرويين سابقين وإعلاميين وإداريين رياضيين، في استطلاع عن المنتخب اليمني في البطولة الخليجية والآمال والتطلعات للشارع الكروي اليمني.
لا بد من ربط أرقام منتخبنا الوطني الأول في بطولة كأس الخليج بواقعه اليوم، ومن بوابة مشاركة خلال 21 سنة؛ من الكويت 2003 حتى الكويت 2024.
نظرة فنية ثلاثية الأبعاد
كيف كان أداء المنتخب الوطني بعد بداية مشواره في منافسات المجموعة الثانية لبطولة "خليجي 26" بالهزيمة 0-1، وما الذي افتقده أمس واليوم والسبت القادم بتجاوزه في مباراتي السعودية والبحرين؟

المدرب الوطني محمد النفيعي :
منتخبنا كان إعداده ممتازاً من خلال المعسكر الداخلي في تعز، والمعسكرات الخارجية في قطر وماليزيا وعُمان، ولعبه ما يقارب من ثماني مباريات ودية.
وبالنسبة لمشاركة منتخبنا في "خليجي 26"، كما تعرف منتخبات الخليج كلها قوية، وهم في منتهى الجهوزية من خلال مشاركتهم في تصفيات كأس العالم، بينما ظروفنا نتيجة عدم وجود دوري إلا أن الجيد أن منتخبنا معظم لاعبيه يلعبون خارج الوطن كمحترفين وهذا يساعد منتخبنا، إضافة لمعسكراته الإعدادية بالظهور بالشكل الجيد، وإن شاء الله الأداء يكون جيداً.
المباراة أمام العراق أعتقد أنها كانت ممتازة بالذات في الجانب الدفاعي، صحيح كان ينقصنا التحولات ما بين الدفاع والهجوم، وكان من المفترض أن نستغل المرتدات بشكل أفضل، وبإذن الله يقدم لاعبونا في المباراتين القادمتين أداء أفضل ويحاولون أن يعالجوا بعض السلبيات بالذات عند امتلاك الكرة واستغلال المساحات في ظل اندفاع المنتخبات التي تلعب أمامنا.

المدرب الوطني علي العبيدي:
منتخبنا أمام نظيره العراقي في افتتاح منافسات المجموعة الثانية لـ"خليجي 26" أجاد اللعب بأسلوب دفاعي وأغلق منطقته بشكل جيد وكان حذراً وحاول الاعتماد على بعض الكرات المرتدة عبر عمر الداحي وناصر محمدوه؛ ولكنه لم يوفق. نحن لعبنا بهذه الطريقة الدفاعية الحذرة كمحاولة للخسارة بأقل الأهداف أو الاعتماد على الكرات المرتدة والحصول منها على التسجيل في شباك الخصم.
احترمنا منتخب العراق بشكل كبير، وهو يستحق الاحترام، لأنه فريق مميز رغم أنه ليس بكامل صفوفه كالسابق. وكما رأيتم، منتخبنا لعب بحسب إمكانياته رغم المبالغة الزائدة في الدفاع.
ربما نكسب نقطة في المباراتين القادمتين، بالذات أمام البحرين، ولا بأس بنتيجة ممتازة، بمعنى أن معظم الجمهور الرياضي سيكون راضياً عن هذه النتيجة، لكن البعض لن يرضى عن المستوى.

صبري عبيد.. مدرب نادي تضامن شبوة:
المنتخب الوطني اليوم كان بدنياً جيداً، ولكنه بالغ في مسألة الدفاع. كثيراً ولم يعمل على استراتيجية الهجمة المرتدة بزيادة عددية عند امتلاك الكرة ولم يمتلك الجرأة في الهجوم.
صحيح أن المنتخب العراقي قوي؛ ولكن كان بالإمكان أن يظهر منتخبنا بصورة أفضل من الناحية الهجومية.
حظوظ منتخبنا في مباراتيه القادمتين أمام السعودية وأمام البحرين، أنا شخصياً أتمنى لهم التوفيق، ولكن الواقع يفرض نفسه.
إذا استمر المنتخب بالأسلوب الدفاعي المبالغ فيه نفسه ستكون النتائج عكسية. يجب تهيئة اللاعبين نفسياً وفنياً وإعطاؤهم الثقة بأنهم قادرون على المفاجأة. أعتقد أن المنتخب يمتلك لاعبين عندهم قدرات عالية ويجب استخدامهم بشكل أفضل، خصوصاً في فرض أسلوب الهجمات المرتدة بأكثر عدد من اللاعبين والعودة السريعة عند فقدان الكرة وإغلاق المساحات والتحلي بالشجاعة والجرأة على الخصم.

حلم النصر الأول من وسط كومة إخفاقات في البطولة الخليجية، هناك بصيص أمل وأحلام معلقة.
سامي محجب.. لاعب سابق وإداري حالياً بنادي رحبان حرض:
تتطلع الجماهير اليمنية والشارع الرياضي لبطولة "خليجي 26" بالكويت، بلهفة وكلهم ثقة بأن الصورة ستتغير عن المشاركات السابقة وتكون هذه البطولة النسخة الأفضل لمنتخبنا، كونه يضم لاعبين شباباً وبجودة عالية والبعض محترفين في دوريات خارجية، نأمل أن يظهرون ويقدمون كل ما لديهم مع زملائهم المحليين، وإن شاء الله صقورنا ستحلق من أرض الكويت وتفرد أجنحتها وتقلب كل التوقعات بأننا اقتربنا من العودة من الباب الكبير، ولن نكون ضيف شرف كما يرى البعض.
رغم الخسارة في بداية المشوار، إلا أننا نسأل الله التوفيق والنجاح لكل البعثة المشاركة في بقية مشوارهم ببطولة "خليجي 26"، وأن يحققوا نتائج جيدة تنال رضا الجماهير الرياضية اليمنية.

حمزه الشماري.. إعلامي رياضي:
رغم مشاركته في النسخ العشر الماضية من بطولات كأس الخليج، ما زال الفوز الأول للمنتخب الوطني في مباريات البطولة حلماً يراوده ويبحث عن تحقيقه في المشاركة الحادية عشرة له بالبطولة الجارية اليوم على أرض الكويت.
ومع عودة البطولة إلى أحضان الكويت من خلال النسخة السادسة والعشرين، يطمح منتخبنا ومعه الجماهير الكروية في الوطن إلى تحقيق الفوز الأول في تاريخ البطولة، ويعلق الكثير آمالاً عريضة في هذا الأمر على عملية الإحلال والتجديد في بعض المنتخبات المشاركة في هذه النسخة والتي يمكن استغلالها من قبل منتخبنا لتحقيق أمل الانتصار الذي طال انتظاره.
وعلى مدى 33 مباراة خاضها الفريق الوطني حتى الآن في مشاركاته العشر السابقة، لم يحقق اليمنيون أي فوز.
ويبدو أن الفوز الأول ومحاولة العبور من الدور الأول للبطولة هو أقصى طموحات الشارع الرياضي في الوطن تجاه منتخبها الأول في ظل المواجهات العنيفة التي يخوضها في بطولات كأس الخليج ونظراً للخبرة الكبيرة التي يتفوق بها بقية المتنافسين.

نقاط على الحروف
متى يتخلص منتخبنا من لعب دور الضحية في "خليجي"؟ وهل يقدر على إعادة النقطة المفقودة أو تجاوزها بحصد نقاط جديدة؟ وما الذي تحتاجه الكرة اليمنية للتعافي والتحسن والظهور بشكل جيد؟

بشار مهيوب.. مقدم برنامج هاتريك استديو بإذاعة"أصالةFM":
أولاً أتشرف بأن أكون معكم في هذه الصحيفة الرائعة والتي لديها قراء ومتابعون كثر.
بالنسبة للجزء الأول يجب أن يعلم الجميع أن هذا واقعنا وهذه رياضتنا وهؤلاء هم لاعبو اليمن، وقبل أن نحاسبهم فلنتحدث عن المنظومة الرياضية، هل هي جيدة أم لا؟ وهل هي مستقرة أم لا؟
امنح هؤلاء اللاعبين دورياً جيداً ومنتظماً ومعسكرات إعداد ومباريات ودية متميزة، وعندها سنزيح لقب الضحية المرافق لمنتخبنا اليمني.
أمام العراق كان يمكن أن تكون النتيجة كارثية وبأكثر من هدف لولا الطريقة التي لعب بها المدرب بإغلاق الدفاع بهذا الشكل. لكن أعتقد أن هذه الطريقة لن تنفع مع منتخب مثل السعودية، والذي لديه قدرة على فك التكتل الدفاعي بحكم خبرة لاعبيه مع وجود المحترفين الأجانب في الدوري السعودي.
عموماً أتمنى تحقيق نتائج جيدة لمنتخبنا، وأشكرهم على كل ما يقدمونه في ظل الإمكانيات المقدمة لهم.

وليد السروري.. إعلامي رياضي :
منذ المشاركة الأولى لمنتخبنا الوطني في العام 2003 وحتى هذه اللحظة مر واحد وعشرون عاماً ومازالت الجماهير الرياضية اليمنية تتطلع للحصول على الفرحة الأولى والفوز الأول في تاريخ دورات الخليج.
طبعاً تأتي مشاركتنا الحالية في "خليجي 26" بالكويت مختلفة تماماً، كون المنتخب توفرت له الكثير من الإمكانيات الإعدادية بالإضافة إلى وجود العديد من العناصر المحترفة الجاهزة في صفوف المنتخب التي يعول عليها تغيير الصورة النمطية لمنتخبنا وتقديم أداء مشرف والظهور بشكل مختلف يليق بتاريخ الكرة اليمنية، للأسف الشديد وعطفاً على المستوى الذى ظهر به منتخبنا ربما بل من المؤكد أن نفقد لقب "منتخب أبو نقطة"، وهى النقطة الوحيدة واليتيمة التي حصلنا عليها في معظم مشاركاتنا السابقة، بالتأكيد كل نتائج منتخبنا السابقة غير مرضية ومخيبة للآمال ولا تلبي تطلعات الشارع الرياضي المتعطش لتحقيق الفرحة الأولى وتذوق حلاوة الانتصار، ولن يتحقق ذلك بدون تخطيط استراتيجي بعيد المدى وإدارة محترفة تعمل بالشكل الصحيح والسليم من خلال انتظام وإقامة المواسم الكروية والإهتمام بالبراعم والناشئين والشباب على أقل تقدير.

محمد زهرة.. نجم الكرة اليمنية السابق:
لن يتغير وضعنا العام في المشاركات الخارجية وسنظل نلعب دور الضحية، ونخرج صفر اليدين، لابتعادنا الكبير عن نقاط هامة يجب توفرها للخروج من الوضع الحالي، أهمها:
1 - الاستثمار في المواهب المحلية والتركيز على تطوير المواهب الشابة منذ سن مبكرة.
2 - تطويرالبنية التحتية الرياضية. إذا أردنا منافسة منتخبات الخليج والمنطقة، لا بد من تحسين الملاعب والمرافق، وتوفير بيئة جيدة للتدريب.
3 - برامج إعداد طويلة الأمد. إن المنتخبات القوية في الخليج تعتمد على خطط طويلة الأمد تشمل بطولات ومسابقات محلية مستمرة، ومعسكرات تدريبية مستمرة للمنتخبات الوطنية، ومدربين ذوي خبرة عالمية، ومباريات ودية قوية، ونحن في اليمن بحاجة لتطبيق هذه الإستراتيجية بدلاً من التحضير العشوائي.
4 - الدعم النفسي والمعنوي. اللاعبون اليمنيون غالباً ما يدخلون البطولات، وهم محملون بضغوط كبيرة، أهمها سبل العيش وتأمين مستقبلهم وأولادهم وانقطاع الرواتب وعدم توفر عقود تؤمّن لهم سبل عيش كريمة. يجب أيضا العمل على تحسين عقلية اللاعبين ودعمهم نفسياً ومادياً من المؤكد يحدث فرقاً كبيراً في تحسن النتائج.
5 - الاستقرار الإداري والفني. أي منتخب وطني قوي يحتاج إلى إدارة فنية ممتازة، تضع خططاً واضحة، وتمنح أي مدرب وقتاً كافياً لتنفيذ رؤيته.
اليمن قادر على التخلص من دور الضحية والخروج من عقدة النقاط الصفرية، إذا تم التعامل مع المشاركات بجدية أكبر، ووضع استراتيجيات طويلة المدى.
علينا إدراك أن التغيير يبدأ من الداخل، وعندما يتحقق ذلك، يمكن أن يصبح المنتخب اليمني منافساً حقيقياً في بطولات الخليج.