حسن أحمد مدرب كربلاء العراقي لــ«لا الرياضي»:اللاعب اليمني لديه الموهبة والمهارة لكن ينقصه الجانب البدني
- تم النشر بواسطة أحمد الشلالي / لا ميديا

حاوره:أحمد الشلالي / لا ميديا -
حسن أحمد، أو كما يطلق عليه الإعلام العراقي: "الشاطر"، لاعب عراقي سابق ومدرب حالياً، خاض العديد من المحطات التدريبية على المستويين المحلي والخارجي.
بدأ مسيرته الكروية كلاعب في السبعينيات مع أندية التجارة، ثم نادي الجيش، ليعود بعدها إلى التجارة في الموسم 1984/ 1988.
لعب لمنتخب شباب العراق عام 1978.
ليترك ميدان كرة القدم كلاعب ويتحول إلى مدرب من العام 1993 حتى اليوم، حيث خاض العديد من المغامرات التدريبية الناجحة مع أندية التجارة والصناعة وأربيل والكهرباء... الخ.
درب في لبنان أندية الرايسنغ وشباب الساحل والأهلي اللبناني.
كما درب منتخبات الفئات السنية العراقية (الأشبال والناشئين والشباب) بداية من 2004 حتى 2009.
هذا الموسم يقود نادي كربلاء ليحقق معه نجاحات مميزة.
صحيفة "لا" استضافت المدرب حسن أحمد، وأجرت معه حديثاً فيه قضايا تخصه وتخص كرة القدم العراقية واليمنية.
في البداية، مرحباً بك كابتن حسن أحمد ضيفاً على صحيفة "لا"!
- أهلاً وسهلاً بك وبإعلاميي اليمن وبصحيفتكم الرائعة، وشرف كبير أن أتواجد معكم.
بداية قوية لكربلاء هذا الموسم. ما سر هذا التطور؟
- تمكنا من اللعب بجماعية من أجل تذويب الفروقات والإمكانات بيننا، وبين الفرق الأخرى بلاعبيها المحترفين ولاعبي المنتخبات الوطنية، ونجحنا، والآن نستعين باللاعب اليمني أحمد الوجيه واللاعب الأفريقي أوتاري، وسنشركهما من المباراة القادمة.
تعرض ناديكم لحظر من قبل الاتحاد الآسيوي، وفرض عليه عدم تسجيل لاعبين محترفين. كيف تغلبت على هذه المشكلة؟
- الجميع يعلم أن نادي كربلاء معاقب من الاتحاد الآسيوي بعدم تسجيل أي لاعب، ولذلك اعتمدنا على اللاعبين المتواجدين من الموسم السابق، وأضفنا لاعبين من شباب ورديف النادي المسجلين ضمن كشوفات الموسم السابق، وكان إعدادنا فقيراً وليس لدينا الوقت الكافي للدخول في فترة إعداد، ولهذا عملنا كوحدة واحدة، وقمنا على إخراج الدافعية لدى اللاعبين الشباب وتم توظيفهم حسب إمكانياتهم ووضع أسلوب لعب مناسب وتمكنا من مفاجأة الجميع.
ما هو طموح نادي كربلاء كإدارة وجهاز فني ولاعبين لهذا الموسم؟
- طموح الإدارة هو البقاء في دوري المحترفين وعدم الهبوط؛ لكننا كجهاز فني نطمح إلى أكثر من ذلك.
الدوري العراقي تهيمن عليه أربعة أندية، هي الشرطة والجوية والزوراء والطلبة، أين باقي الأندية؟ ولماذا لا تنافس على الألقاب؟
- الأندية الجماهيرية تمتلك إمكانات مادية وبشرية وجماهيرية، وهي التي تتربع على صدارة المنافسة.
لديك تاريخ تدريبي طويل. ما أبرز الإنجازات التي حققتها في هذه المسيرة؟
- أبرز الإنجازات تدريب المنتخبات العراقية للفئات السنية عشر سنوات، وحصدنا خلالها بطولات آسيوية في فئة الأشبال والناشئين والشباب، كذلك تم ترحيل 12 لاعباً من هذه المنتخبات العمرية للمنتخب الأولمبي والوطني منذ العام 2010، كذلك حصلنا على إنجازات في فترة الاحتراف في لبنان، وأيضا مع الأندية العراقية، وحققنا مع نادي النفط العراقي المركز الثاني لموسمين، والثالث والرابع، وشاركنا في بطولة زايد للأبطال وأقصينا الصفاقسي التونسي.
وجود عشرين نادياً تتنافس في دوري نجوم العراق، هل يصب في تحسن المستوى؟ أم كان من الأفضل إنقاص العدد إلى 16 نادياً مثلا، خاصة مع كثرة توقفات الدوري؟
- لكون العراق يتنفس كرة قدم، برأيي كثرة الأندية طبيعي جدا.
الفريق في دوري نجوم العراق يلعب مباراتين كل أسبوع، ما يسبب ضغطاً وإرهاقاً للاعبين... هل تعانون من هذه المشكلة؟
- أكيد، لعب مباراتين خلال ستة أيام أضر بفرق الدوري، إضافة إلى انخفاض المستوى العام، وكذلك حصول عدة إصابات، وخصوصاً فريقنا، الذي لا يمتلك بدلاء جيدين بمستوى اللاعب الأساسي.
بالنسبة للأندية العراقية، هل بدأت بالاعتماد على نفسها من حيث توفير المداخيل وعدم الاعتماد على ما تقدمه الدولة من موارد مالية كدعم للأندية؟
- جميع الأندية، وبلا استثناء، تعتمد على المنح الكبيرة والمقدمة من الحكومة كدعم.
رغم التطور الكبير للدوري العراقي إلا أن الأندية العراقية لا تحقق نتائج إيجابية في البطولات الآسيوية. أين يكمُن الخلل؟
- الخلل يكمن بنوعية المحترفين. فالأندية الأخرى لديها إمكانات مادية كبيرة، وهي قادرة على جلب لاعبين محترفين على مستوى عالٍ، وهذا هو الفارق.
منتخب أسود الرافدين يحتل المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم. هل تعتقد أنه قادر على التأهل خلف كوريا الجنوبية، خصوصاً في ظل مزاحمة الأردن؟
- منتخبنا قادر على التأهل من خلال مجموعته؛ لكونه يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين الجيدين كانوا من المغتربين أو المحترفين أو محليين، إضافة الى دعم الدولة وتوفير كل ما يحتاجه المنتخب.
من ترشح من منتخبات عرب آسيا للصعود إلى نهائيات كأس العالم القادمة؟
- أرشح المنتخب العراقي ومنتخب قطر والسعودية كملحق.
ما تقييمك لإداء المنتخب العراقي تحت قيادة الإسباني كاساس؟ وهل هو الأجدر بقيادة المنتخب في الوقت الحالي؟
- المنتخب لديه الأفضل، ورغم الإمكانات الكبيرة فإن مستوى المنتخب لم يرتقِ إلى تقديم مستوى عالٍ، وذلك من خلال عدم الاستقرار على تشكيلة ثابتة.
اتجهت أغلب المنتخبات الخليجية والآسيوية في الآونة الأخيرة إلى عملية التجنيس. هل تعتبر ذلك ظاهرة صحية؟
- ظاهرة التجنيس طبيعية؛ لكن بالنسبة لمنتخبنا لا أعتقد أنها تخدمه؛ نظراً لوجود مواهب كبيرة وكثيرة، لكن هذه المواهب تحتاج إلى الصقل وعملية تدرجها بشكل صحيح.
من ترشح من المنتخبات لتحقيق لقب بطولة خليجي القادمة بالكويت؟ وأين تضع المنتخب اليمني؟
- أكيد التكهن صعب ببطولة كأس الخليج. كل الفرق يمكن أن تنافس وتحصل على اللقب. وبالنسبة للمنتخب اليمني فإنه يقدم مستويات جيدة؛ لكن تنقصه الخبرة والإمكانيات، ولذلك يحتل المراكز الأخيرة دائماً.
أي منتخب يمكن أن يحرز كأس هذه البطولة؛ لكني أرى أن العراق فريق مؤهل للفوز بلقبها، وأيضاً المنتخب الإماراتي أو السعودي أو القطري من الفرق القوية والمتاح لها أن تنافس.
برأيك ما الذي تحتاجه الكرة اليمنية للمنافسة ومقارعة المنتخبات العربية والآسيوية؟
- أنا دائماً في جميع لقاءاتي أذكر أن اللاعبين اليمنيين مهاريين، واليمن لديه مواهب؛ لكن قلة الإمكانيات وصعوبة التدرج من الفئات السنية وعدم الاستقرار وعدم وجود دوري قوي باليمن، كل هذا أكيد يؤثر على المنتخبات الوطنية. وكما ذكرت، اللاعبون اليمنيون يتميزون بالموهبة والمهارة الفنية، لكن الجانب البدني لديهم ضعيف؛ ولعل هذا يعود لنظام التغذية أو هي الطبيعة أو الوراثة. وإن شاء الله لاعبو اليمن ومنتخباته تأخذ فرصها واستحقاقاتها بشكل أفضل.
لو عُرض عليك تدريب المنتخب اليمني، ماذا سيكون ردك؟
- سيكون شرفاً لي. أنا أجريت بحثاً على الكرة اليمنية، ولديّ معلومات كاملة، ويمكنني أن أطور من خلالها المنتخب اليمني وبفترة قصيرة. أعتبر تدريب المنتخب اليمني شرفاً لي وشرفاً لكل مدرب.
من خلال تواجد عدد من اللاعبين اليمنيين بالدوري العراقي، كيف وجدت مستواهم؟ وماذا يحتاجون؟
- أنا دائماً أقول إن اللاعبين اليمنيين جيدون، لأن أغلب المتواجدين بالدوري العراقي هم من لاعبي المنتخب الوطني اليمني. أرى أن اللاعب اليمني جيد؛ لكن يحتاج إلى ثقة أكثر ويحتاج إلى تطوير الجانب البدني؛ فالجانب البدني مهم. تعرف أن الدوري العراقي بدنياً دوري قوي بالنسبة للمجابهة والصراعات الفردية. فاللاعب اليمني لاعب مهاري؛ لكنه يحتاج لصقل هذا الجانب. والتأكيد على الجانب البدني لديه لأن المهارة تحتاج إلى قوة بدنية لكي تنفذ الحالة المهارية بالشكل المطلوب. أنا أشاهد بعض اللاعبين اليمنيين طوال القامة ويعتمدون على الجانب البدني وهذا سيساعد كثيرا في اختيارات اللاعبين، وتواجد اللاعبين المتميزين بطول القامة في المنتخب اليمني أكيد سيشكل عاملا جيداً.
نعم، أحيانا نحتاج إلى لاعبين قصار القامة؛ لكن ليس بكل المراكز، فقد تحتاج إلى مراكز يكون فيها لاعبون بمواصفات بدنية وجسمانية معينة؛ لكن بعض المراكز أيضا تحتاج لاعبين مهاريين كمركزي الجناحين الأيمن والأيسر أو صانع اللعب. وقد يؤدي اللاعب القصير فيها بعض الجوانب التكتيكية؛ لكن خط الدفاع والارتكاز والهجوم يحتاج إلى الجانب البدني الجيد. وخذ مثالاً اللاعب أيمن حسين وأيضاً بعض اللاعبين العراقيين الذين يتمتعون بجانب بدني كبير.
اللاعب أحمد الوجيه المنضم حديثا للنادي، ما سبب عدم تواجده في تشكيلة الفريق حتى على مستوى البدلاء؟ وكيف وجدت مستواه؟
- أحمد الوجيه التحق قبل فترة وجيزة، وأنتم تعرفون سمة الدخول تأخرت عليه، ومنذ جاء إلى كربلاء تعرض لإصابة وجلس فترة طويلة من أجل التأهيل والعلاج، لذلك حُرم من بعض المشاركات. لكن اليوم وغدا لدينا مباريات وسيكون فيها الوجيه لاعباً أساسياً ضمن الفريق.
أحمد الوجيه لاعب جيد يتمتع بالمهارة ويقوم بالواجبات الهجومية؛ لكن عنده ضعف في بعض الجوانب الدفاعية، وإن شاء الله من خلال التدريبات نطور هذه الحالة.
كابتن حسن، بصراحة، هل اللاعب اليمني أقل مستوى من الدوري العراقي لنجد أغلب اللاعبين اليمنيين حبيسي دكة البدلاء؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟
- بالعكس، اللاعب اليمني ليس أقل من الدوري العراقي. لكن من المعروف أن أساليب الدوري العراقي تعتمد مثلما تطرقت على الجوانب البدنية، فهناك بعض اللاعبين لم يأخذوا فرصتهم. مثلاً عندنا اللاعبون الأفارقة والسوريون نجحوا، نظرا لتمتعهم بالجانب البدني، بينما اللاعبون البرازيليون لم ينجحوا عندنا، لأنهم يعتمدون على المهارة، والجانب البدني لديهم ضعيف. نعم، نحتاج إلى لاعبين يمنيين؛ لكن لا بد أن يكون لديهم العنصر البدني جيداً، وأغلب اللاعبين غير كاملين، أقصد أننا لا نرى اليوم لاعباً كاملاً بجميع المواصفات. لذلك أنا ركزت على أن اللاعب اليمني يحتاج إلى جوانب بدنية مع طبيعته المهارية. نعم، المهارة ثابتة؛ لكن لديه بعض النواقص البدنية. لكن يمكنه أن يطورها.
أنا شاهدت أحد اللاعبين اليمنيين، لا أذكر اسمه، يلعب في الدوري البحريني، لاعب شبه وسط أو قلب دفاع. هذا اللاعب جيد جدا ويمتاز بالمواصفات البدنية العالية، إضافة إلى بنائه من الخطوط الخلفية كلاعب مهاري.
أعني أن اليمن بدأ ينتج لاعبين طوال القامة ويتمتعون بجانب بدني جيد، وهذا سيخدم الدوري العراقي، لأن دورينا يعتمد على الجانب البدني، وتقريبا 70% من اللاعبين العراقيين عندهم الجوانب البدنية قوية. اللاعبون اليمنيون قسم منهم يجلس بدكة الاحتياط لأن أغلب الأندية تعتمد على المحترفين الأفارقة، الذين استطاعوا النجاح عندنا. صحيح أن اللاعبين الأفارقة مهارتهم أقل؛ لكن نجحوا بدنياً وتأقلموا مع طبيعة الدوري العراقي.
المصدر أحمد الشلالي / لا ميديا