عادل بشر / لا ميديا -
أكد الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والتاريخية الدكتور محمد جرادات، أن المعطيات الجديدة في المنطقة خصوصاً بعد وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الصهيوني، وما تبع ذلك من هجوم فصائل الإرهاب على الشمال السوري، كل ذلك يضع محور المقاومة في امتحان صعب لمواجهة المُخطط الأمريكي صهيوني للمنطقة.
وقال الباحث جرادات في حديث مع "لا" من مدينة جنين الفلسطينية: "اليوم أمام المعطيات الجديدة التي تتابع في منطقتنا بعد اتفاقية وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي، تقف المنطقة على أعتاب تطور لافت، هل هذه الاتفاقية ستؤدي فعلاً، إلى وقف حقيقي للنار بين لبنان والعدو، فيما أن الأخير يمعن قتلاً في غزة والضفة وينفذ مشاريعه بحق القضية الفلسطينية".
وأضاف: "هنا السؤال الكبير، خاصة وأن وحدة الجبهات كانت ومازالت وستبقى هي عنوان الصراع في هذه المحطة التاريخية عندما دخل اليمن والعراق ولبنان معركة الإسناد لغزة، وكذلك إيران شاركت مباشرة في هذه المواجهة بقصف كيان الاحتلال مرتين".
وأوضح جرادات أن الفلسطيني وغالبية الأمة العربية والإسلامية والمتابعين للشأن الفلسطيني، يثقون بحزب الله وبالمقاومة الإسلامية في لبنان ثقة لا شك فيها، وبالتأكيد لحزب الله والمقاومة اللبنانية خياراتهم وهناك ما دفعهم لقبول اتفاقية تتعلق بعملية إطلاق النار، وليست اتفاقية سياسية مع العدو الصهيوني.. مشيراً إلى أنه "يمكن القول إن ما يجري في المنطقة الآن هي استراحة محارب، الكيان الإسرائيلي أُثخن وتعب وأيضاً حزب الله تلقى ضربات مؤلمة جداً وهذا ما جعله يوافق على اتفاقية وقف إطلاق النار".
واعتبر الباحث جرادات أن بقاء قوات للعدو في قرى الحافة، يمثل تحدياً كبيراً أمام حزب الله في ظل عودة النازحين إلى قراهم في أقصى الجنوب اللبناني، إضافة إلى ما يحدث من خروقات يومية ينفذها كيان الاحتلال، بتوجيه ضربات صاروخية، أو بالطائرات المسيرة داخل لبنان.
وقال: "أمام هذا المعطى كانت كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وهو الأمين المؤتمن على الدماء في لبنان وفي فلسطين، سمعناه تناول هذه القضايا وقدم رؤية حزب الله في هذه المرحلة التاريخية".

الهجوم على حلب
الدكتور محمد جرادات وفي سياق حديثه مع "لا" تطرق إلى ما يحدث في سوريا من هجوم الجماعات الإرهابية على حلب ومناطق شمال سورية، قائلاً: "هجوم قطعان المسلحين على حلب، جاء بعد تهديد نتنياهو الرئيس السوري بشار الأسد بأنه يلعب بالنار، فرأينا أن هؤلاء كانوا قد تجهزوا منذ وقت طويل واستعدوا جيداً وقاموا بهذا الهجوم الكبير".. لافتاً إلى أن "المعركة في سورية قد يترتب عليها تطورات وتنطلق من المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يقول لمحور المقاومة عودوا لانشغالكم بالصراعات الداخلية واتركوا غزة تواجه شأنها".
ونبّه جرادات إلى أنه "في ظل هذه المعادلة، إذا لم يجد محور المقاومة حلولاً لها ولم يستطع أن يواجه الإسرائيلي بالطريقة التي يفهمها الإسرائيلي جيداً، فنحن أمام تطورات يستطيع فيها الأمريكي والإسرائيلي أن يمررا مشاريعهما التصفوية في المنطقة بكل أريحية".
وقال: "بعد الهجوم على حلب هل نحن أمام إعادة رسم لخارطة المنطقة، البعض يتساءل أين كان الطيران الروسي حين بدأ الهجوم على حلب، هل هناك شيء ما يُرسم في الخفاء، هل هناك محاولة لوقف حرب طوفان الأقصى من خلال دفع أثمان هنا وهناك، أسئلة كثيرة تجري، أم أن الإسرائيلي أوعز لهؤلاء الشراذم للهجوم في سورية استباقاً لمحاولة تفعيل الجبهة السورية ضد الكيان الصهيوني؟".
وأكد أن "الأمل الوحيد لدى شعوب المنطقة، اليوم، في محور المقاومة الممثل بإيران ولبنان والمقاومة الفلسطينية وأنصار الله باليمن والحشد الشعبي والمقاومة العراقية، هؤلاء اليوم هم الذين يمكن أن يُرى من خلفهم الأمل لإحداث تحول ونهضة إسلامية عربية لمواجهة الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، والكرة الآن في ملعب محور المقاومة، وبالتأكيد قادة المحور سيجدون حلولاً لهذه التطورات".