حاوره:أحمد الشلالي / لا ميديا -
هيثم الشبول واحد من نجوم الكرة الأردنية السابقين، لعب لمدة 12 عاما، وحقق العديد من الإنجازات لناديه الفيصلي، زعيم الكرة الأردنية، وأيضا لمنتخب النشامى الذي فاز معه بلقب البطولة العربية للمنتخبات في العام 1999.
بعد أن ترك كرة القدم كلاعب، اتجه للعمل الإداري بناديه الفيصلي لفترة قصيرة، ليتجه بعدها إلى عالم التدريب، بداية من العمل مساعدا للمدرب عدنان حمد في الفيصلي، ثم مدربا رئيسيا في ناديه الأم الفيصلي، مرورا بأندية: ذات رأس والجزيرة في الأردن، وأندية الشرطة ونفط ميسان ونفط البصرة في العراق، وحاليا يتولى تدريب نادي السلط الأردني.
صحيفة "لا" استضافت الكابتن القدير هيثم الشبول في حوار خاص، وناقشت معه عدة أمور وقضايا تخصه وتخص كرة القدم الأردنية واليمنية.
 مرحبا بك كابتن هيثم الشبول ضيفا عزيزا على صحيفة "لا"!
- مرحبا بك وبالإخوة الأحباب في اليمن السعيد، أشقائنا الموجودفين دائماً في قلوبنا وفي قلب كل عربي.
 ما أبرز الإنجازات التي حققتها كلاعب مع المنتخب الأردني والنادي الفيصلي؟
- إنجازاتي والحمد لله كلاعب مع النادي الفيصلي لمدة 12 سنة كانت حصولنا على لقب كأس الاتحاد الآسيوي مرتين متتاليتين، ووصولنا إلى المباراة النهائية في بطولة آسيا النسخة الثالثة، وتحقيقنا خمس بطولات دوري، وثلاث بطولات كأس كؤوس، وثلاث بطولات كأس الأردن، وبطولتين درع الاتحاد.
أما على صعيد المنتخب، فحققنا لقب البطولة العربية في الموسم 1999، وبلغنا ولأول مرة الدور الثاني في بطولة آسيا.
 ما سر اختيارك لمهنة التدريب أو كما يسميها البعض مهنة المتاعب في عالم كرة القدم؟
- بعد انتهاء مسيرتي كلاعب مع النادي الفيصلي تم تعييني في النادي كمدير للفريق الأول، والفيصلي هو عميد وزعيم الكرة الأردنية، بعدها جاء الكابتن ثائر جسام كمدرب للفريق وقال لي: أنا اشوفك في الجانب الفني أكثر من الإداري... وبدأت معه كمساعد مدرب في موسم 2008، والحمد لله استمررت في التدريب ووجدت نفسي في هذه المهنة بشكل كبير.
 أبرز محطاتك التدريبية كانت في الدوري العراقي مع الشرطة ونفط ميسان والبصرة... ماذا عن الأندية الأردنية؟
- كان لي دور كبير والحمد لله في تدريب النادي الفيصلي على فترتين. أيضا أشرفت على تدريب فريق نادي ذات رأس وحصلنا على المركز الثاني في مسابقة الكأس والمركز الرابع في بطولة الدوري، ودربت نادي الجزيرة موسم 2015 وحصلت معه على المركز الرابع، ودربت فريق الحسين أربد، والآن أنا مع نادي السلط، أحد الأندية المميزة في الكرة الأردنية، وإن شاء الله نتمكن من العمل ونحقق ونصل للطموح المراد.
 المنتخب الأردني حقق نقلة نوعية بوصوله إلى نهائي كأس آسيا الأخيرة... ما سر هذا التطور؟
- الإعداد للبطولة تم بشكل جيد من ناحية المباريات التحضيرية، ولا ننسى مجهود الكابتن عدنان حمد، الذي قاد في فترة المنتخب الوطني بعد تدني المستويات بعد البلجيكي بيتال، وعودة الروح لمنتخبنا الوطني.
اليوم هناك نجوم موجودون في الساحة، وهم لاعبون مميزون وقادرون على صنع الفارق. أيضا المنتخب الأردني دائما يظهر في مباريات التجمعات بثوب جيد، وبطولة أمم آسيا محفل كبير، واللاعبون كان لديهم طموح بتحقيق إنجاز للكرة الأردنية، وهذا ما تم. ولا ننسى دور الاتحاد الأردني في توفير سبل الدعم للمنتخب من ناحية المكافآت المالية وإقامة المعسكرات التدريبية، وكانت فترات التجمعات جيدة.
 الاستراتيجية التي وضعها المدرب المصري الراحل محمود الجوهري للكرة الأردنية أثناء ما كان مديراً فنياً للكرة، قبل سنوات، هل ساهمت في تطوير الكرة ببلدكم؟
- من المعروف أن الكابتن محمود الجوهري هو صاحب أكبر بصمة في تاريخ الكرة الأردنية.
الجوهري، يرحمه الله، هو الذي نهض بالكرة الأردنية من موسم 2000 حتى موسم 2007 وأرسى قواعد الفئات العمرية بالمنتخبات الوطنية من خلال مراكز الواعدين وترتيب وتنظيم الدوري الأردني، كما رسم استراتيجيات للمدرب الأردني للوصول إلى مصاف المدربين الجيدين.
 مستوى المنتخب الأردني تراجع قليلاً مع المدرب المغربي جمال السلامي، عكس ما كان عليه مع مواطنه الحسين عموتة. ما السبب؟
- نظام التجمع خدم الكابتن حسين عموتة. الإعداد للبطولات كان بشكل جيد، إلا أن عودة اللاعبين إلى أنديتهم، وربما ضعف الدوري المحلي، قد تكون من الأسباب. أيضا تأخر التحاق المحترفين الأردنيين في الخارج بالمنتخب، نتيجة توقيعهم لعقود جديدة أثرت صراحة في المستوى. مثلا يزن العماد هو قلب هجوم المنتخب ومن أفضل اللاعبين الموجودين في الساحة الأردنية، وتأخر التحاقه بالمنتخب، مما أثر على القوة الهجومية الكاملة، والشيء نفسه مع موسى التعمري، الذي أثرت إصابته في الفترة التي مضت... اللاعبون في الأمام يتم التركيز عليهم لأنهم يصنعون الفارق، وأتوقع أن المنتخب سيعود أفضل بإذن الله تعالى في الفترة القادمة.
 رغم التطور الكبير لمنتخب النشامى إلا أن الأندية الأردنية ما تزال بعيدة عن المنافسة على البطولات الآسيوية، ما تعليقك؟
- التطور الكبير للمنتخب الأردني بينما الأندية بعيدة عن المنافسات الآسيوية، يعود طبعا للعامل المادي، والذي له أثر كبير على اللاعبين المميزين، وبالذات اللاعبين الذين يلعبون خارج الأردن في الدوريات الخليجية أو دوريات شرق آسيا أو في فرنسا، كموسى التعمري. الأندية بحاجة إلى المقدرات المالية والدعم العالي حتى تتمكن من تحسين أوضاعها، إضافة إلى إيجاد التسويق. هناك ظروف كثيرة غير ملائمة للأندية من ناحية المحترفين الذين يتم استقطابهم.
 الدوري الأردني محتكر بشكل شبه دائم بين الفيصلي والوحدات... أين باقي الأندية من المنافسة على الألقاب؟
- بالنسبة للدوري المحلي هناك فرق جديدة على الألقاب استطاعت تحقيق طفرات جيدة، ومنها الرمثاء قبل ثلاثة مواسم أحرز بطولة الدوري، وفريق الحسين أربد حقق لقب الموسم الماضي، وشباب الأردن حصل على بطولة الدوري وكسر احتكار القطبين الفيصلي والوحدات، الناديين الأعلى ميزانية واللذين كانا متسيدين للكرة الأردنية.
اليوم الرمثاء موجود بالساحة المحلية، والحسين إربد موجود أيضا وبقوة، وما بين 9 إلى 10 لاعبين من نادي الحسين يتواجدون ضمن المنتخب الوطني.
 هل تعتقد أن اللاعب موسى التعمري قادر على الوصول إلى ما وصل إليه المصري محمد صلاح مثلا؟
- موسى التعمري من أفضل اللاعبين على مستوى المنطقة العربية والقارة الآسيوية، لاعب يمتلك إمكانيات عالية، وأتوقع له أن يصل إلى مستوى جيد في المستقبل القريب، وبالتأكيد عامل العمر مهم جدا 25-26 سنة، التعمري اليوم يلعب في الدوري الفرنسي، وطموحه أن ينتقل للعب في الدوري الانجليزي أو الدوري الإسباني، وطبعا الأندية الكبيرة تراقب موسى التعمري، وبإذن الله يصل إلى نجومية محمد صلاح.
 ما هي المنتخبات العربية المرشحة لبلوع نهائيات كأس العالم، خصوصا بعد زيادة المقاعد الآسيوية في المونديال المقبل؟
- اليوم تتواجد خمسة منتخبات عربية في مجموعة واحدة، وهذا ما أعطى منتجا جيدا لبلوغ المونديال مباشرة، وأيضا عبر الملحق. أتوقع أن يكون للمنتخبين العراقي والأردني، الاثنين أو أحدهما على الأقل، حظوظ وافرة في التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. ولا نغفل عن المنتخب العُماني، فهو من المنتخبات الجيدة في المجموعة، وأيضا قد يكون له دور في الملحق بمعية منتخب الكويت. في المجموعة الثانية المنتخب السعودي من المنتخبات المتمرسة بالوصول إلى النهائيات بشكل متوالٍ، وهو من المنتخبات التي لها حظوظ وافرة.
 عملية التجنيس التي تقوم بها بعض المنتخبات الخليجية، هل ستساهم في تطوير الكرة في هذه البلدان، أم ربما ستقضي على المواهب المحلية هناك؟
- بالنسبة للتجنيس بالتأكيد يضعف إمكانية مشاركة اللاعب المحلي في منتخب بلاده. قد يسهم التجنيس في التطوير لفترة محددة؛ لكن من الأفضل العمل على لاعبي الفئات السنية من أبناء البلد بشكل منهجي وعلمي وتدريب وجيد، الأمر الذي سنكسب من خلاله أكثر من لاعب. نعم، في بعض اللحظات يكون هناك نقص في بعض المراكز يتم من خلالها التجهيز باللاعب المجنس، لكن من وجهة نظري أرى أن تجنيس اللاعب الأجنبي عمل مشوه، والحل هو العمل على اللاعبين والفئات العمرية وتطوير الأندية، والذي سيكسب المنتخبات أعدادا من اللاعبين بدلا من لاعب واحد أو اثنين.
 هل سبق لك زيارة اليمن واللعب مع المنتخب اليمني أو الأندية؟
- نعم، واجهنا المنتخب اليمني بالفئات العمرية، كما لعبنا أمام فريق أهلي صنعاء في البطولات الآسيوية والعربية.
 لو طُلب منك تدريب المنتخب اليمني أو أحد الأندية اليمنية، هل ستوافق؟
- شرف كبير لي تدريب المنتخب اليمني أو الأندية اليمنية؛ لأن اليمن له مكانة خاصة في قلب كل عربي.
 ما رأيك في مستوى الكرة اليمنية؟ وما الذي تحتاج إليه لمنافسة منتخبات القارة؟
- بحسب الظروف الموجودة باليمن. منتخبات الفئات السنية في تطور كبير من خلال تتويجها بألقاب بطولة غرب آسيا. المنتخب اليمني يلعب كرة حديثة، وفي تطور كبير، ولديه مواهب جيدة، ويحتاج المنتخب الأول إلى الاستقرار بشكل كبير، وإلى تأهيل الكوادر التدريبية المحلية، وجلب كوادر تدريبية مميزة لتشكل إضافة جيدة، كذلك تحتاج الفئات العمرية لمباريات ودوريات مستمرة، إضافة إلى المعسكرات التدريبية، ومع ذلك أرى أن منتخبات اليمن في الأعوام الأخيرة لديها لاعبون مميزون ومواهب جيدة ومنتخباتها العمرية تحصل على قاعدة في بطولات غرب آسيا وتتأهل للنهائيات القارية، والمنتخب اليمني من الفرق الكبيرة التي تلعب كرة قدم. أتمنى من الله التوفيق لليمن وأهل اليمن.
 كيف وجدت مستوى اللاعب اليمني، خاصة أن هناك لاعبين كانوا تحت إشرافك بالدوري العراقي الموسم الماضي، هم رامي الوسماني مع نفط ميسان ومحمد الغيلي مع نفط البصرة؟
- نعم، كان لي شرف الإشراف على اللاعبين رامي الوسماني ومحمد الغيلي، وتواجد اللاعب اليمني بالدوري العراقي أعطى رونقا جيدا لدوري بلاد الرافدين، وانعكاساته كانت إيجابية.
اللاعب اليمني موهوب ومميز ويلعب بقتالية وروح عالية ويمتلك إمكانيات جيدة. تحياتي للاعبين الوسماني والغيلي، وأيضا لا أنسى ناصر محمدوه، الذي يقدم إمكانيات كبيرة مع نادي زاخو.
 نظرا للظروف التي تمر بها بلادنا قرر الاتحاد العراقي السماح بتسجيل اللاعب اليمني كلاعب محلي، هل تعتقد أن ذلك ممكن مع الاتحاد الأردني؟
- العراق دائما سبّاق ومساهم في حل أي موضوع تجاه أشقائه العرب، وهذا شيء يحترم وخطوة مميزة جدا. اليوم نشعر بإخواننا في اليمن ونتمنى من الاتحادات العربية كلها بما فيها الاتحاد الأردني، أن تحذو حذو الاتحاد العراقي. اللاعب اليمني موهوب وأفضل بكثير من بعض اللاعبين الذين يستقطبون كمحترفين من ناحية الاسم فقط. وأتمنى أن يتم الإستفادة من اللاعب اليمني والسماح له كلاعب، سواء كان محترفا أو لاعبا على مسمى المحلي، لعل التسويق ضعيف قليلا تجاه اللاعب اليمني، ولو وجد التسويق الجيد لتم استقطابهم كمحترفين في الدوريات العربية. وأتمنى أن يتطرق الاتحاد اليمني لهذا الأمر المهم جدا اليوم وتسويق اللاعب اليمني بما يليق باسم اليمن.
 في نهاية الحوار، ما هي الكلمة التي توجهها للجماهير اليمنية عبر ملحق "لا الرياضي"؟
- كل الشكر والتقدير لكم في صحيفة "لا" على هذا الحوار، وسلامي وتحياتي لأهلنا في اليمن العزيز على قلوبنا.