تقرير / لا ميديا -
مع استمرار الفشل الصهيوني في تحقيق أهدافه المزعومة في قطاع غزة تتصاعد التوترات في مجلس «وزراء الحرب» التابع للكيان الصهيوني، حيث يتصارع أعضاؤه ويختلفون حول كيفية مواصلة العدوان البربري على غزة.
ووفق صحيفة «وول ستريت جورنال» فإن ملامح الصراع بدت واضحة عندما زار بيني غانتس واشنطن دون تنسيق مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأشارت الصحيفة إلى غضب نتنياهو من منافسه السياسي وأحد وزراء الحرب وقوله له: «هناك رئيس وزراء واحد فقط».
ويعكس الحادث، الذي رواه مسؤولون صهاينة، التوترات المتزايدة بين القيادة الصهيونية في زمن العدوان حيث تتنافس على النفوذ السياسي وتتصاعد الخلافات حول كيفية مواصلة العدوان على غزة والتفاوض حول صفقة مع المقاومة.
وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليماتٍ لسفارة الاحتلال لدى بريطانيا، تقضي بعدم التعاون مع عضو «وزارة الحرب»، بيني غانتس، خلال زيارته المملكة المتحدة، وفقاً لما كشفته القناة الـ«12» العبرية.
ويتوجّه غانتس إلى بريطانيا، بعد الانتهاء من زيارته واشنطن، والتي يجريها من دون موافقة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية داخل كيان الاحتلال.
والأزمة المتعمّقة في كيان الاحتلال لم تقتصر على المستوى السياسي، بحيث امتدّت الخلافات لتشمل «رئيس هيئة أركان الجيش» الصهيوني، هرتسي هليفي، ووزراء في الحكومة، على خلفية أداء قوات الاحتلال في غزة.
وفي هذا الإطار، تحدّثت القناة الـ«12» العبرية عن مواجهة بين هليفي ووزراء، وصلت إلى حدّ الصراخ، خلال محادثاتٍ استشارية أُجريت مؤخراً.

غزة مسرح جريمة كبرى
مازالت الإبادة الصهيونية في قطاع غزة مستمرة وبإصرار صهيوني كبير.
وارتكبت قوات الاحتلال 10 مجازر ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 97 شهيدا و123 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 30631 شهيدا و72043 مصابا، و7 آلاف مفقود منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسبما أعلنت وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء.
واستهدفت قوات الاحتلال، صباح الثلاثاء، مجددا مجموعات من الفلسطينيين خلال الانتظار للحصول على المساعدات الغذائية والإغاثية قرب دوار الكويت في مدينة غزة، ما أسفر عن عشرات الإصابات.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الاستهداف لمنتظري المساعدات «إمعانا في تعزيز المجاعة وتكريس الحصار»، حيث سبق هذا الاستهداف مجزرة نفذها الاحتلال قبل أيام بحق مدنيين تجمعوا في شارع الرشيد للحصول على المساعدات، ما خلف أكثر من 118 شهيدا ومئات الجرحى.
يأتي ذلك، فيما احتدم القتال بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة غرب خان يونس جنوبي القطاع، حيث شهدت العديد من محاور التوغل اشتباكات عنيفة، كما دارت معارك ضارية خاصة في وسط القطاع وشمالي غزة.

انفجار وشيك للوفيات بين أطفال غزة
سلاح العدو الصهيوني الآخر للإبادة هو التجويع، حيث يتصاعد عدد الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية في الأيام الأخيرة في قطاع غزة، والتي لم تقتصر فقط على الأطفال وسط تحذيرات من كارثة حقيقية بالخصوص.
واليوم الثلاثاء، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من انفجار وشيك في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية بقطاع غزة.
وأوضحت اليونيسف، أن معدلات الوفيات بشمال القطاع أعلى بـ3 أضعاف من المسجلة في مناطق الجنوب.
وذكرت أن أعداد الوفيات من الأطفال نتيجة سوء التغذية ستستمر بالارتفاع إذا لم يتم حل أزمة التغذية المتفاقمة في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن هناك خطرا متزايدا من الأمراض المعدية، حيث أصيب 9 من كل 10 أطفال دون سن الخامسة (نحو 220 ألف طفل) بالمرض خلال الأسابيع الماضية.
من جانبه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، إن طفلا واحدا من بين كل 6 أطفال دون الثانية في شمال القطاع يعاني سوء تغذية حادا.
وأضاف أن هذه البيانات كانت في يناير/ كانون الثاني، ومن المرجح أن يكون الوضع أسوأ اليوم.
وبحسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة في في قطاع غزة، فإن 16 طفلا على الأقل توفوا بشمال القطاع خلال الأيام القليلة الماضية بسبب سوء التغذية والجفاف.
واليوم، أُعلن عن وفاة مسن فلسطيني من قطاع غزة جراء الجفاف وسوء التغذية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ربع عدد سكان القطاع، أي 576 ألف شخص، على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وذلك بعد نحو 5 أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي.

إصابة خطيرة لجندي بعملية فدائية
وفي الضفة الغربية استشهد فتى فلسطيني (16 عاما) من عوريف، اليوم، قرب مفرق حوارة جنوبي مدينة نابلس، حيث أطلقت قوات الاحتلال الصهيوني النار عليه، إثر قيامه بعملية طعن أُصيب فيها جندي صهيوني بجروح وُصفت بالخطيرة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الفتى محمد هشام محمد شحادة (16 عاما) استشهد برصاص الاحتلال قرب حوارة.
وقالت قوات الاحتلال في بيان له في وقت لاحق، إن المصاب هو جندي وقد وصفت حالته بالخطيرة.
وجاء عن مستشفى «بيلنسون» الذي نقل إليه الجندي، أن حالته وصفت بالخطيرة.
ومنعت قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، لتقديم الإسعافات الأولية للشاب الفلسطيني المصاب قبل أن يستشهد.
وفي التفاصيل، فإن قوات الاحتلال أطلقت النار على الفتى قرب المفترق الواصل بين حوارة وطريق قلقيلية، ما أدى إلى إصابته بجراح حرجة واستشهاده لاحقا.