تقرير- عادل بشر / لا ميديا -

أكدت مجلة " جاكوبين" الأمريكية المتخصصة في الشأن السياسي، أن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على اليمن، لا جدوى منها في إيقاف العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، وأن إنهاء الحرب الصهيونية على غزة، هو الحل الوحيد لإنهاء المواجهات في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
وقالت المجلة إن "الرئيس الأمريكي جو بايدن، شن حرباً أمريكية أخرى في الشرق الأوسط بضرباته الجوية على اليمن"، موضحة أن "حملة القصف لن توقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، لكن إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة سيوقفها".
وأجرت المجلة لقاء مع هيلين لاكنر الخبيرة في الشؤون اليمنية والتي عملت في مجال التنمية الريفية وعاشت في اليمن لأكثر من 15 عاماً، وألفت عددا من الكتب حول اليمن.
وعلقت الخبيرة الأمريكية على سؤال المجلة، حول الدافع وراء قيام أنصار الله من بين جميع الدول والأنظمة الحاكمة، بتنفيذ عمل عسكري مباشر تضامناً مع فلسطين، بقولها: "الحوثيون متلزمون بشدة في دعم فلسطين، وينطبق هذا على جميع اليمنيين"، مشيرة إلى أن اليمنيين "لديهم موقف طويل الأمد وواضح لدعم فلسطين، حتى قبل الحركات الجمهورية في اليمن، فإن الإمامة الملكية التي كانت تدير الجزء الشمالي من اليمن انسحبت من اجتماع الأمم المتحدة عام 1947 أثناء اتخاذ قرار بإنشاء إسرائيل".
وأضافت لاكنر: "الاستثناء الوحيد الملحوظ، حالياً، لهذا النمط هو أن بعض الانفصاليين الجنوبيين تحدثوا اليوم عن التطلع إلى زيارتهم لإسرائيل، وهذا يرجع إلى حد كبير إلى علاقتهم بالإمارات التي أبرمت اتفاق التطبيع مع إسرائيل".
وأشارت إلى أن اليمنيين "يؤيدون إلى حد كبير ما يفعله الحوثيون، وذلك ببساطة لأنهم يفعلون شيئاً ما، بل إنهم يتخذون بالفعل الإجراء الأكثر فاعلية". لافتة إلى أن "الأمر المهم الآخر الذي يجب ملاحظته هو أن الدعم لما يفعله الحوثيون لا يقتصر فقط على المناطق التي يسيطرون عليها" وأن العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن ضد السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية، عززت بشكل كبير شعبية "أنصار الله" سواء في المناطق التي يحكمونها أو في أجزاء أخرى من البلاد، وكذلك في جميع أنحاء العالم العربي.
وتطرقت الخبيرة الأمريكية إلى المواقف المتناقضة لما يسمى "مجلس القيادة الرئاسي" المرتهن للسعودية والإمارات، موضحة أن هذا المجلس وجميع فصائل المرتزقة، يُصدرون بيانات مؤيدة للفلسطينيين، بينما في الوقت نفسه، يدعون الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى زيادة قصفهما لصنعاء وعدد من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية، وقالت: "لقد ذهبوا بالفعل أبعد من ذلك، حيث أدلى رئيس مجلس القادة وبعض نوابه السبعة، بتصريحات تدعو إلى تقديم دعم عسكري أكبر لقواتهم على الأرض"، موضحة أن "القوة العسكرية للحوثيين أكبر من أن يتمكن المجلس الرئاسي من هزيمتهم، حتى وإن حصل المجلس الرئاسي على الدعم الإضافي من أمريكا والولايات المتحدة".
وأشارت لاكنر إلى الصراع بين فصائل المرتزقة واختلاف كل فصيل عن الآخر، وفي الوقت "يقوم الإماراتيون بتقويض الجهود السعودية للتوصل إلى حل لإنهاء الحرب في اليمن، وهناك تنافس مستمر بين هاتين الدولتين، الأمر الذي يعيق التوصل إلى حل إيجابي لإنهاء الحرب".
وحول المزاعم والشائعات المتداولة بأن "أنصار الله" عبارة عن "أدوات" لإيران في المنطقة، قالت الباحثة الأمريكية: "الحوثيون يفعلون ما يعتقدون أنهم يجب أن يفعلوه، حيث استفادوا من بعض المعدات التقنية الإيرانية المتطورة لطائراتهم بدون طيار وصواريخهم، ومن الواضح أيضاً أنهم تعلموا الكثير ولم يعودوا بحاجة إلى نفس القدر من الدعم الفني الذي كان سابقاً". موضحة أن مصطلح "وكلاء إيران" له دوافع سياسية.
وأكدت هيلين لاكنر، أن أمريكا ستستمر في الضربات العسكرية ضد اليمن، لكنها لن تمنع اليمنيين من مواصلة إسنادهم للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والغربية، وكذلك دفاعهم عن اليمن ضد أي استهداف خارجي".. وأضافت: "الحوثيون كانوا صريحين للغاية، سوف نتوقف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر عندما تنتهي حرب غزة ويُسمح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة".

معركة البحر تكبد البنتاغون تكاليف باهظة
من جهة أخرى أفادت صحيفة "ذا هِل" الأمريكية، بأن معركة البحر الأحمر التي تخوضها القوات البحرية الأميركية مع القوات المسلحة اليمنية تكبد البنتاغون تكاليف باهظة.
ونقلت عن خبير شؤون اليمن والشرق الأوسط في شركة نافانتي جروب للاستشارات والتحليل، محمد الباشا، قوله إن “اليمن الشمالي أصبح مثل كوريا الشمالية عندما يتعلق الأمر بإطلاق الصواريخ فوق البحار”. مشيرة إلى أن البحرية الأمريكية، من المرجح أن تستخدم أثناء عمليات صدها للهجمات، صاروخ أرض -جو من طراز Standard Missile-2، والذي يكلف أكثر من مليوني دولار، لصد الهجمات، وربما تستخدم أيضًا صواريخ Standard SM-6، التي تبلغ تكلفتها أكثر من 4 ملايين دولار.
وبحسب الصحيفة، فإن "الحوثيين" يتسببون بخسائر أخرى كبرى للولايات المتحدة، حيث قاموا بإسقاط طائرتين بدون طيار من طراز ريبر تكلفة الواحدة 32 مليون دولار، في تشرين الثاني/ نوفمبر وأخرى في شباط/ فبراير الماضيين.
وأضافت أن الحوثيين لم يصعّدوا هجماتهم مع مرور الوقت فحسب، بل إنهم يقدمون أيضًا قدرات جديدة في القتال، حيث أطلقوا في الشهر الماضي مسيّرة غواصة تحت الماء لأول مرة في ساحة القتال في البحر الأحمر، وقال زعيم الحركة، عبدالملك الحوثي الأسبوع الماضي، إنه سيقدم قريبًا “مفاجآت” جديدة في القتال بعد أن تعهد بمواصلة المعركة، وقال: “لدينا مفاجآت لن يتوقعها العدو، تفوق ما يتوقعه العدو والصديق”.