تقرير:عادل بشر / لا ميديا -
تعج الصحافة العالمية بالمواد المتعلقة بالحصار البحري الذي فرضه اليمن على كيان الاحتلال الصهيوني، نصرة وإسناداً لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ومحاولة الولايات المتحدة فكَّ ذلك الحصار بإنشاء تحالف بحري من قوات مشتركة، لحماية السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال من الضربات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
في هذا الصدد نشرت مجلة "ريسبونسابل ستيتكرافت" الإلكترونية، التابعة لمعهد "كوينسي للدراسات" الأميركي، تقريراً تحدثت فيه عن الهجمات من اليمن في البحر الأحمر.
وقال التقرير إن اليمنيين "هم سادة الحرب غير المتكافئة، وقد حققوا أهدافهم إلى حد كبير"، مضيفاً: "من بين الأهداف فرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها، وإظهار نفوذهم الإقليمي، وتعزيز الدعم المحلي".
ووفقاً للمجلة، "ليس لدى الولايات المتحدة وحلفائها خيارات جيدة عندما يتعلق الأمر بالتعامل" مع اليمنيين، مؤكدةً أن لليمنيين "حتى الآن اليد العليا في مباراة ملاكمة الظل مع الولايات المتحدة".
وأضافت أنهم في اليمن "يستمدون الدعم والإشادة من الدول والشعوب الإسلامية الأخرى لوقوفهم إلى جانب الفلسطينيين في غزة"، لافتة إلى أن "الهجمات البارزة" في البحر الأحمر، أدت إلى "إثارة الفخر الوطني" لدى العديد من اليمنيين.
وجاء في التقرير أن هذه الهجمات تمثل "دليلاً على الامتداد الجغرافي لليمنيين وبروزهم كقوة إقليمية"، بحيث أن اليمنيين "يتمتعون بقدرة قوية على الصمود والتكيف".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب المجلة، "ركزت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الإجراءات الدفاعية التي تهدف إلى اعتراض صواريخ اليمنيين وطائراتهم بدون طيار"، مشيرة إلى أن تكاليف هذه التدابير تتزايد باطراد، ولا تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستمرار بسهولة في إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ النادرة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات للقضاء على الطائرات بدون طيار التي قد لا تتجاوز تكلفة إحداها ألف دولار.
وجاء في التقرير أنه حتى الآن لم يستخدم اليمنيون سوى جزء صغير من الطائرات المسلحة بدون طيار والصواريخ التي يمتلكونها حالياً، موضحاً: "لم يستخدموا طائراتهم بدون طيار وصواريخهم الأكثر تطوراً بعيدة المدى، إضافة إلى أنهم يمتلكون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها".
وفي حال تعرضت اليمن لأي عدوان من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقة، قالت المجلة إن اليمنيين يمكنهم "نشر صواريخ أكثر تطوراً وطائرات بدون طيار مسلحة"، وسيقومون بالرد من خلال "مهاجمة المصالح الأمريكية في المنطقة والبنية التحتية للطاقة في السعودية والإمارات".

"الحوثيون" لا يخافون
إلى ذلك وتحت عنوان "الولايات المتحدة ضد الحوثيين.. حرب غريبة جديدة"، نشرت صحيفة "فوينيه أوبزرينيه" الروسية المتخصصة في شؤون الدفاع، مقالاً للمحلل العسكري الروسي ألكسندر ستافير، قال فيه إن "واشنطن تحشد لإشعال حرب جديدة في المنطقة"، مشيراً إلى أن الصحف العالمية ممتلئة بالمواد المتعلقة ببداية عملية "حارس الإزدهار"، والآن "أصبح هدف الولايات المتحدة المعلن هو حركة أنصار الله اليمنية، المعروفة أكثر باسم الحوثيين".
وأضاف: "من الواضح أن الأميركيين سيتصرفون بأسلوبهم الخاص. ستلعب مجموعات حاملات الطائرات دور الفزاعة، حيث ستبحر على مسافة كبيرة بما فيه الكفاية عن مجال الاستهداف، وسيقوم حلفاء التحالف بدوريات قرب الساحل".
وأشار الخبير الروسي إلى أن "الحساب مبني على التخويف والترهيب. لقد رفعنا العصا، وعليكم أن تطيعوا. لكنهم، لسبب ما لا يطيعون. لا يخافون. أظن الحوثيين قد درسوا تصرفات كوريا الشمالية جيداً. وفي كل الأحوال فإن الإجابات الصعبة تشبه إلى حد كبير قرارات الزعيم الكوري الشمالي".

" إيلات" المحتلة تحتضر
إلى ذلك، وتأكيداً لنجاعة الضربات الجوية التي تنفذها القوات اليمنية في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء ضد أهداف صهيونية في مدينة أم الرشراش ("إيلات") جنوب الأراضي المحتلة، وكذلك الحظر البحري على كيان الاحتلال في البحرين الأحمر والعربي، تحدث رئيس ما تسمى السلطة المحلية في "إيلات" عن "انهيار" تعيشه المدينة بفعل العمليات اليمنية البحرية والجوية.
وقال الصهيوني إيلي لانكري، في تصريح لـ"القناة 12" الصهيونية، أمس، إنّ المدينة "تنهار"، فيما "لا يُتوقع أن تحصل على تعويض".
وأضاف: "لا سياحة في إيلات، إذ ليس لدى أحد الرغبة في المجيء إليها"، مؤكداً أنها "تحتضر"، مشيراً إلى أن عدد المستوطنين في المدينة "تضاعف بعد إخلائهم من الشمال والجنوب إليها"؛ لكن القوات المسلحة اليمنية "تُصعّد عملياتها يوماً بعد يوم، والتهديد لم يعد أمنياً فقط، بل اقتصادياً أيضاً".
وشدّد لانكري على أنّ "إيلات في أزمة قاسية، فمئات الأعمال فيها مغلقة"، فيما "ارتفعت نسب البطالة فيها بنحو درامي، إذ إن 80% من الأعمال تُعاني من ضربة قاسية".
وكانت حكومة الاحتلال قد أفرغت مستوطنات "غلاف غزة" والشمال من المستوطنين إلى "إيلات" وغيرها من المدن التي اعتبرتها بعيدة عن المعركة ظناً منها أنها آمنة، لكن الصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية وصلتها.

 أزمة النقل البحري تتفاقم في "إسرائيل"
في السياق كشف تقرير لشركة "ياديو" الصهيونية للشحن عن أزمة وصفتها بـ"الحقيقية" في النقل تواجهها "إسرائيل".
وأرجع التقرير أسباب الأزمة إلى "العمليات العسكرية لقوات صنعاء تجاه السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر والبحر العربي".
وأكد أن العديد من شركات الشحن العالمية ألغت رحلاتها إلى كيان الاحتلال، موضحاً أنه لم يعد هناك سوى 3 شركات فقط تقوم بالشحن إلى "إسرائيل" بعد أن غيرت مساراتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من البحر الأحمر.
ونقل التقرير عن رئيس اتحاد الغرف التجارية "الإسرائيلية"، أورييل لين، قوله: "بسبب النشاط العدائي للحوثيين في البحر الأحمر تنشأ أزمة نقل حقيقية"، مؤكداً ارتفاع أسعار النقل بنسبة 350%.
يأتي هذا فيما تواصل القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات ضد السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، إضافةً إلى استهداف "إيلات" بالصواريخ البالستية والمسيرات، وذلك رداً على العدوان الصهيوني على قطاع غزة وحصاره له.
وحذّرت القوات المسلحة في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء الولايات المتحدة وشركاءها من مغبة عسكرة البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، والإضرار بأمن الملاحة الدولية، خدمةً للكيان المحتل، مجددة تأكيدها أكثر من مرة أن استهدافاتها تطال السفن "الإسرائيلية" وتلك المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، مشددة على ضمانها لأمن الملاحة البحرية الدولية.