حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا - 
حديثها ينمُّ عن عمق ما تحمل بداخلها من رسائل كبيرة للجمهور. تقاسيم وجهها الجميل تخبرك بثقتها أنها قادمة بقوة إلى عالم الفن والدراما. لم يتجاوز عمرها الفني الخمسة أعوام؛ لكنها ظهرت في أعمال كبيرة وبارزة مثل: «أنياب الشر»، «باقة ورد»، «ولا لي دخل»، «أبواب صنعاء»، «كلام في محله”... ورغم حداثة عمرها (22 ربيعا) مقارنة بمن يكبرونها، إلا أنها فعلا تشتغل على نفسها بجدية واهتمام. حتى تخصصها الجامعي كأخصائية اجتماعية وهي ما تزال على مقاعد الدراسة وجدت أنه ساعدها كثيرا في معرفة خبايا وكنه الآخرين.
الفنانة الواعدة أنسام عبدالحميد المقطري استضافتها “لا” في حوارٍ صريحٍ وشيقٍ، فوضعت نقاطا كثيرة على الحروف وأوجزت أن تراجع الدراما اليمنية سببه الحسد السائد بين زملاء المهنة، الذين تناسوا كثيرا الهدف الكبير الذي وجدوا من أجله، فيرضى الجميع بأي شيء لتمضية وقته. الكثير والكثير من التفاصيل الجميلة ضمن الحوار مع ضيفتنا أنسام.

شجعني أبي
 خمسة أعوام في مسيرتكِ الفنية، وكان ظهوركِ قوياً في أعمال كبيرة... من الذي اكتشف موهبتك؟
في طفولتي كنت أشارك في مسرح المدرسة، وغير المدرسة التي كنت أدرس فيها، وكان أبي تربويا فيها، فشجعني على ذلك وكبرت على هذا المجال.

“أنياب الشر”
 ما هو أكثر مشهد تعتقدين أنه قدمكِ لجمهوركِ مادمتِ حديثة الظهور؟
 لا أستطيع القول ما هو أكثر مشهد؛ ولكن بشكلٍ عام أقول إن مسلسل “أنياب الشر” هو أكثر عمل قدمني للجمهور.

لباقة واحترام
  برأيكِ ما هي أهم المميزات التي يجب أن تكون لدى أي فنان ناشئ وفي بدايةِ مشواره الفني؟
أن يتحلى بالصبر والثبات، ألا يكون انفعالياً، وأن يكون أكثر لباقة واحتراماً، وإنساناً اجتماعياً، وأيضا شخصاً يحرص على تعلّم كل جديد، وغير متكل على أحد، وصاحب مسؤولية، ومثقفا، يأخذ ويعطي؛ لأنه إذا لم يكن مثقفا فلا يستطيع إيصال رسائله للناس؛ لأن الفنان صاحب رسالة تغيير مهمة في وضعنا الحالي، ومن الضروري أن يكون إنسانياً، لتكون رسائله أكثر مصداقية للجمهور المتلقي، وأن يكون متجددا يطور نفسه باستمرار في كل شيء بالحياة، حتى مع ذاته لينطلق أكثر.

أوجاع الناس عن قُرب
  هل تجدين أن تخصصكِ في المجال الاجتماعي ساعدكِ في الظهور القوي ومعرفة خفايا المجتمع، والدور المناط بالفنان؟
 ساعدني بنسبة 50٪ في معرفة كيف أتجنب أشخاصاً يكنون لغيرهم الكثير من الشر، وكيف أحس بالشخص الذي يمكن أن يضرني، وأيضا أحاول التعامل بهدوء وبأسلوب متزن وواعٍ. وهذا كان أول سبب لحب الناس لي، ومنهم زملائي في الوسط الفني، ومنهم هامات كبيرة في الفن. وهذا أيضا ساعدني في أن أقدم مشاهد كثيرة من غير ابتذال، وبشخصيتي الحقيقية الواقعية؛ لأنني لامست أوجاع الناس عن قرب، فاستطعت أن أمثلها بواقعية أكثر على الشاشة، وأوصلت رسائل هادفة.

رجل ينير للمرأة وآخر يظلمها
  كيف توفقين بين عملكِ الفني والتزاماتكِ مع أسرتكِ؟ وفي حال ارتبطتْ أنسام، هل ستمضين بالوتيرة نفسها التي بدأت بها؟ أم ستكون لك أولويات أخرى؟
 صحيح أنا مقصرة جدا مع أسرتي؛ لأنني مازلت أدرس في الجامعة. كما أن مجالي متعب، وأيضاً لديّ أعمال أخرى إلى جانب دراستي وأعمالي الفنية. ولكن أحاول أن أبذل قصارى جهدي لأعوض أي شيء يفوتني. وأما الارتباط فلن أقدم على هذه الخطوة إلا حين أرى إن كان الأمر مناسبا ويتوافق مع نمط حياتي، وأن الشخص الذي سأرتبط به سيساندني، فكما يقولون: “راجل ينور الست، وراجل يظلمها”. وأنا لن أتخذ هذا القرار إلا حين أتأكد أنه شخص سيكون عونا لي وأكثر، إما إذا حل شيء محل شيء فسأتنازل عن أشياء قد تكون فائضة عن حياتي اليومية، أو أشياء لم تكن لها أولوية في حياتي، أو تكون غير منتظمة مع وقتي وحياتي الخاصة، حينها سأحاول أن أصنع شيئا مرضيا للطرفين؛ لأنه بالتأكيد سيكون هذا الشخص محل ثقة ويستحق.

الكمال لله وحده
  مَن مِن الفنانات تأثرت بها أنسام، محليا وعربيا؟
 كثيرات؛ ولكن لا أحد كامل، فالكمال لله وحده، وأنا أحاول أن آخذ كل شيء جيد وأستفيد من أي ممثل، من أي حد، من أي شخص جيد، فأنا لي شخصيتي الخاصة. حتى في نظام عملي لي خطوات وحدود كثيرة أتعامل بها مع الآخرين بشكل قد يكون غريباً، وأكثر الجهات التي أعمل معها تقول عني مثل هذا، لأني أحب أن أكون متميزة عن غيري.

الحسد هو السائد
  لماذا الدراما اليمنية تشهد تراجعا بدلا من منافسة الدراما العربية والعالمية؟ لماذا هي “محلك سر”؟ أين الخلل برأيكِ؟
 أولا: ليس لدينا معاهد ومدارس تدريب وتأهيل على الفن وأساسياته، وكيف تخلق روح الفن فينا، لدرجة أننا، كفنانين، أصبح بيننا صراع؛ من يأخذ محل من، ومن يفوز على من! ألسنا في مجال واحد، ورسالتنا واحدة، ونحاول تغيير فكرة الناس عنا؟! فحتى الجمهور المتابع أصبح يتابع من باب تغيير جو، وتضييع وقت، وليس من أجل الفكرة الأساسية؛ لأننا انخدعنا بفكرة: أنا أفضل من فلان، بعيدا عن روح التنافس، والروح الرياضية. فالحسد هو السائد؛ لذلك ركزنا على الأشياء الجانبية وتناسينا الفكرة الرئيسية المهمة التي أنتم يعمل الجميع من أجلها ليخرجوا بنتيجة أن المشاهد وصلته الفكرة وأحب ذلك العمل من رسائله الهادفة، من خلال أداء الشخصيات... ولكن بات المشاهد يتابع المسلسل لأن فيه فلاناً الفلاني، ولأنه معجب بشخصية فلان، أو فلانة ويريد مشاهدتها.
هناك شيء آخر أيضا، وهو أننا شعب مظلوم، لا رعاة ولا جهات تدعم الفن، ولا أي شيء، فالكل أصبح يعمل بحسب تكلفة المادة، حتى لو كان أي شيء.

الورد الجوري لإخوتي
  ثلاث وردات يمكنك إهداؤها عبر “لا”، لمن تهدينها؟
 إخواني، لا أحد غيرهم، ولو كانت أكثر من ثلاث، سأكون ممنونة وسيكون التوزيع أنسب؛ ولكن بحكم أنها ثلاث وردات فقط والمساحة محدودة، فهي كلها لإخوتي، ولا مشكلة، يتقاسمونها؛ لأننا عائلة يمكن أن نوزع بعضنا على بعض أي شيء، الحب الحب، السلام السلام، أي شيء جميل سنكون فيه كلنا ومع بعضنا.