اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتي البلدين بحسب بيان مشترك صدر في بكين نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس.
وبحسب ما ورد بالإعلام الإيراني الرسمي، فإنه وبعد عدة أيام من المفاوضات المكثفة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي في بكين، تم التوصل الجمعة إلى اتفاق لاستئناف العلاقات بين البلدين، خلال حفل بتوقيع بيان مشترك بينهما.
وصدر بيان ثلاثي في بكين وقعه ممثل قائد الثورة الإسلامية -أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني والمستشار في مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان و عضو المكتب السياسي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي فانغ يي ورئيس مكتب اللجنة المركزية في الشؤون الخارجية بالحزب وعضو المجلس الحكومي في الصين الشعبية.
وقال البيان إنه نتيجة للمحادثات، اتفقت إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والوكالات في غضون شهرين على الأكثر.
وأضاف البيان أنه سيجتمع وزيرا خارجية إيران والسعودية لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء.
وأكد البلدان على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة في نيسان/ أبريل 2001، وكذلك الاتفاقية العامة الاقتصادية والتجارية والاستثمار والتعاون الفني والعلمي والثقافي والرياضي والشبابي الموقعة في أيار/ مايو 1998.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن عودة العلاقات بين إيران والسعودية توفر إمكانات كبيرة للبلدين والمنطقة.
وقال أمير عبداللهيان في تغريدة على تويتر ، إن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين ستوفر إمكانات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي.
وأضاف أن سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة، تمضي بقوة في المسار الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط نحو إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية.
وكان عبداللهيان، أعلن، نهاية الشهر الماضي، أن "العمل جارٍ لعقد جولة جديدة من الحوار مع السعودية، في إطار الدور الذي يقوم به العراق".
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2016، بعد أن هاجم محتجون السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر.
بدوره علق الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام، على الاتفاق بين السعودية وإيران، مؤكدا أن ‏المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها.
وقال عبدالسلام في تغريدة له على تويتر إن عودة العلاقات بين دول المنطقة ستسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيوأمريكية التي عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن.

عمان والعراق يرحبان
من جهتها رحبت وزارة الخارجية العمانية باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية -الإيرانية.
وأعربت الخارجية العمانية عن الأمل بأن تسهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوطيد التعاون الإيجابي البناء الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم.
من جهتها رحبت وزارة الخارجية العراقية، في بيان لها بالاتفاق.
وقال البيان إن "وزارة الخارجيَّة تعرِب عن ترحيبها بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين المملكة العربيَّة السعوديَّة والجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة، لتبدأ بموجبه صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين الجارين".
وأضاف أن "المساعي التي بذلتها الحكومة العراقيَّة في هذا الإطار، عبر استضافة بغداد لجولات الحوار بين الجانبين، وما رسَّخَته من قاعدة رصينة للحوارات التي تلت عبر سلطنة عُمان وجمهوريَّة الصين الشعبيَّة، وصولاً للحظة الاتفاق، الذي سينعكس على تكامل العلاقات بين الجانبين ويُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة، بهدف إطار يحقق تطلُّعات جميع الأطراف ويُؤذن بتدشين مرحلة جديدة".

مسؤولون صهاينة: الاتفاق "سيئ جداً وانتصار لإيران"
في المقابل هاجم رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني الأسبق نفتالي بينت، رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو على خلفية الاتفاق الإيراني -السعودي، مشيراً إلى أنّه "فشل مدو، وينبع من الدمج بين الإهمال السياسي وبين الضعف العام ونزاع داخلي في الدولة".
وأشار بينت إلى أنّ "استئناف العلاقات يعد تطوراً خطراً  وخطيراً بالنسبة لإسرائيل، ويمثل انتصارا سياسياً لإيران".
أما رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي أدلشتاين فقال إنّ "الاتفاق بين إيران والسعودية سيئ جداً لإسرائيل".
وأضاف: "حان الوقت كي نجلس ونتحاور ونحل الخلافات بيننا، كي نعود متحدين مقابل التهديد الوجودي علينا، هكذا فقط سننتصر".
بدوره، قال رئيس حكومة الاحتلال السابق، رئيس المعارضة يائير لابيد إنّ "الاتفاق هو فشل تام، وخطر للسياسة الخارجية لإسرائيل".
يأتي هذا في الوقت الذي تحدثت أنباء عن تعليق مجموعة "إم بي سي" السعودية، عروض مسلسل "معاوية" على شاشاتها ومنصاتها المختلفة.
يشار إلى أن قناة عراقية ردت على مسلسل "معاوية" بفيلم يمجّد "أبو لؤلؤة المجوسي".