تقرير: نشوان دماج/ لا ميديا
استجداء واضح لمرتزقة الاحتلال الإماراتي لرفع يدهم عن القطاعات النفطية في حضرموت. هذه المرة على لسان رئيس حكومة الفنادق، الذي وعد في اتصال هاتفي بـ«زيارة اليمن» والوقوف على «الإشكاليات والمطالب التي تنادي بها الهبة الحضرمية». لكن ذلك الاستجداء كما يبدو قوبل برفض من مرتزقة الإمارات فيما تسمى «الهبة». وفي الوقت نفسه ينشغل أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي بمختلف تشكيلاتهم وفصائلهم بمسألة مشاركتهم من عدمها في «مؤتمر الرياض الجديد» الذي سيُعقد بمن حضر، بحسب بيان المجلس الخليجي.

رفض مرتزقة الاحتلال الإماراتي فيما تسمى «الهبة الحضرمية»، طلب رئيس حكومة الفنادق إيقاف تصعيدهم في محافظة حضرموت المحتلة.
وقال المركز الإعلامي لما تسمى «لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام» إن المرتزق حسن الجابري تلقى، مساء أمس الأول، اتصالاً هاتفياً من المرتزق معين عبد الملك، «تعهد فيه بلقاء قيادة الهبة خلال الأيام القليلة المقبلة أثناء زيارته لليمن وتلبية مطالبها».
ويأتي استجداء حكومة الفنادق لمرتزقة الإمارات بعد سيطرة هؤلاء الأخيرين على القطاعات النفطية والشركات المشغلة لها، وآخرها «كالفالي» الكندية.
وحسب المركز الإعلامي، أكد الجابري «استمرار الخطوات التصعيدية التي نتجت عن تردي الأوضاع المعيشية والأمنية التي يعاني منها أبناء وادي حضرموت، وسط تجاهل تام من حكومة هادي، حتى تتم الاستجابة لمطالبهم»، مشيراً إلى أن الجابري «أعرب عن أمله في سرعة الاستجابة لمطالب أبناء حضرموت، تجنباً لتصعيد أكبر خلال الأيام القادمة».

وقفة غاضبة ضد مرتزقة هادي في القطن
وفي أول ردة فعل من مرتزقة الإمارات على اتصال الاستجداء، نظّم العشرات من عناصر ما يسمى «المجلس الانتقالي»، أمس، وقفة احتجاجية للمطالبة برحيل مرتزقة العميل هادي من محافظة حضرموت.
وأكد المحتجون ضرورة رحيل ما تسمى «قوات المنطقة العسكرية الأولى»، التابعة لخونج التحالف، من مناطق وادي حضرموت، متهمين حكومة الفنادق بالفساد ونهب إيرادات النفط والغاز، ومضاعفة معاناة المواطنين، وتنفيذ عمليات الاغتيالات التي طالت أبناء الوادي من العسكريين والأمنيين والمدنيين.
وتنهب حكومة الفنادق مئات المليارات من عائدات ملايين براميل النفط الخام الذي تنتجه حقول محافظات حضرموت ومأرب وشبوة، في وقت يعاني فيه المواطنون من انقطاع الرواتب وانهيار العملة وغياب الخدمات الأساسية.
ورفع المحتجون شعارات كُتب عليها “استمرار هبوط العملة المحلية والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية معاناة صعبة أثقلت كواهل المواطنين وزادت حالات الفقر وأعداد البطالة”، وغيرها من الشعارات المناوئة لهادي وحكومته.
وسبق أن نفَّذ مرتزقة الإمارات عدة تظاهرات ووقفات احتجاجية في مدن وادي حضرموت للمطالبة برحيل قوات العميل هادي من تلك المناطق، كان آخرها تظاهرة سيئون التي نظمها، الخميس الماضي، الفصيل القبلي للهبة الحضرمية الموالي للإمارات.
وتستغل الأطراف الموالية للاحتلال أوضاع المواطنين المعيشية الصعبة لتحقيق مطامع سياسية ومصالح ضيقة، الأمر الذي اعتبره الكثير من المحللين متاجرة بمعاناة المواطنين الذين باتوا يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية والضرورية، في ظل حكومة عمالة فاسدة لا تهتم إلا بتغذية أرصدة مسؤوليها الذين يصفهم الكثير من السياسيين بتجار الحروب.

الخونج ينشرون فضائح السعودية
وفي سياق آخر، هدد خونج التحالف، أمس الأول، بـ»نشر جميع فضائح السعودية وممارساتها التعسفية بحق الشعب اليمني»، تزامنا مع ترتيبات من قبل الاحتلال السعودي للإطاحة بقيادات الخونج خلال مؤتمر الرياض بنسخته الثانية، الذي دعت إليه الرياض بهدف إعادة تدوير أدواتها.
ونشرت وسائل إعلام تابعة لخونج التحالف عدة وثائق صادرة عن موقع «ويكليكس»، تكشف حجم الأطماع السعودية في اليمن، والأهداف المشبوهة لتحالف الاحتلال.
وأظهرت إحدى الوثائق، نشرتها «قناة بلقيس» التابعة للخونجية توكل كرمان، اتفاقا أمريكيا سعوديا يقضي بمنع اليمنيين من إنتاج وتصدير النفط والغاز ثلاثين عاما، وإغلاق آبار في محافظة الجوف.
وأشارت بعض الوثائق، والتي سبق أن تم نشرها، إلى أن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، يهدف للاستحواذ على ثروات البلد وإفقاره اقتصاديا، موضحة أن الرياض تستولي على 63% من النفط اليمني.
ويرى مراقبون أن قيام الخونج بإعادة نشر فضائح الاحتلال السعودي يأتي كردة فعل على مساعي الرياض لاقتلاع سلطاتهم ونفوذهم في محافظات الجنوب ومدينة مأرب المحتلة.
وأبدت الإخوانية كرمان موقفها من المؤتمر المزمع بين أدوات الاحتلال في الرياض، بالقول إن الهدف منه «تقسيم اليمن بشكل رسمي»؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون موقفاً غير معلن من خونج التحالف.
وأوضحت كرمان، في منشور عبر صفحتها الشخصية بـ»فيسبوك»: «أغلب الظن لن يحضر الحوثيون، وسيكون هذا عبارة عن اتفاق الرياض ٣. ترجو المملكة الشائخة من اتفاق الرياض ٣ أن يقر المجتمعون تقسيم البلاد رسميا، لكنها محاولات عابثة. وحدها المملكة الشائخة المرشحة للتقسيم والهزيمة المذلة. لا تأتي من الرياض حلول، بل تصنع هناك المؤامرات والمعضلات وتوزع في كل اتجاه».
المرتزق أحمد الميسري، الوزير السابق في حكومة الفنادق، بدوره أكد مقاطعة مكونه (المؤتمر الشعبي الجنوبي) لمؤتمر الرياض، كأول مكون موال لتحالف الاحتلال يتمرد على الرياض.
وأرجع الميسري مقاطعته إلى أن الدعوة التــــي وزعتها السعوديـــة على المشاركين غير مكتملة ولا واضحة، واصفا اللقاء بـ»المشبوه».

الزبيدي يلمح إلى إمكانية مقاطعة لقاء الرياض
بدوره، ألمح المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، أمس، إلى توجهه نحو مقاطعة اللقاء المزمع عقده نهاية الشهر الحالي.
وقال الزبيدي، في بيان يعد الثاني من نوعه خلال 24 ساعة، إنه يرحب «بدعوة أمين عام مجلس التعاون الخليجي لعقد لقاء يمني في الرياض»، مؤكداً في الوقت ذاته تمسكه «بتنفيذ اتفاق الرياض واحد، بإخراج كافة القوات اليمنية وإحلال القوات المسلحة الجنوبية على كامل أراضي الجنوب»، حد تعبيره، في إشارة إلى رفضه الانخراط في مفاوضات جديدة قبل تنفيذ مخرجات اللقاء الأول بين أدوات الاحتلال.
وجاء بيان الزبيدي بعد تظاهرات لأنصاره في شبوة وإعلان فرعه في حضرموت خطوات تصعيدية جديدة؛ ما يوحي بأن ضوءاً أخضر للاحتلال الإماراتي أعطي لمرتزقتها بخصوص عدم حضور «لقاء الأحبة» في الرياض.