تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
عطش يفتك بأهالي مدينة عدن المحتلة، وشكاوى بطعم الدم تنطلق من حناجر بحّها الظمأ، فلا تعيرها آذان المحتل ولا سلطات الارتزاق مسمعاً، لأن تلك الآذان ببساطة مجرد طين في جهة وعجين في أخرى كما يقول المثل. وإذا كانت سبع سنوات من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي قد جعلت أبناء عدن يبحثون عن بديل لها في الطاقات الشمسية، مثلما يبحثون في الحطب بديلاً عن أزمات الغاز المنزلي، فلا بديل عن الماء كما يبدو، إلَّا أن يترك البحر ملوحته جانباً ويلتفت هو لكل تلك الشكاوى. أما المحتل وزبانيته فلا همَّ لهم سوى ابتلاع المزيد من أراضي وممتلكات المواطنين واستمرار مسلسل الاغتيالات والدماء وسرقة حتى ما يتبادره العالم المنافق من أغذية فاسدة عبر منظماته الأكثـر فساداً.
قتل شخصان وأصيب 3 آخرون، ظهر اليوم، برصاص مسلح من مرتزقة الإمارات في مديرية خور مكسر بمدينة عدن المحتلة.
وبحسب شهود عيان، فإن خلافاً بين عنصر من مرتزقة الاحتلال الإماراتي وبائع قات في سوق خور مكسر، تطور إلى إطلاق نار عشوائي من قِبل الأول، أدى إلى مقتل اثنين أحدهما بائع القات، وجرح ثلاثة من المارة تم نقلهم إلى مستشفى الجمهورية.
وأشار الشهود إلى أن المسلح لاذ بالفرار عقب الحادثة الناجمة عن حالة الانفلات وانتشار العصابات المسلحة في عدن، بعد أيام من حادثة أخرى أسفر عنها سقوط عدد من الجرحى، حيث ألقى مجهولون، مساء الثلاثاء 25 كانون الثاني/ يناير الجاري، قنبلة يدوية على طقم تابع لمرتزقة الاحتلال أثناء مروره في جولة القاهرة في مديرية الشيخ عثمان، ما أدى إلى إصابة مواطنين اثنين وآخر من أفراد الطقم.
وعقب الانفجار أطلق المرتزقة الرصاص بصورة عشوائية بهدف تفريق المواطنين الذين تجمعوا في مكان الحادثة.
ومطلع الشهر الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات ما يسمى القطاع الثامن حزام أمني بقيادة المرتزق كرم المشرقي، ومسلحين في منطقة كود بيحان، يقودهم شخص يُدعى صابر السامعي، ألقوا قنابل يدوية على قوات الحزام الأمني التي أطلقت بدورها الرصاص بكثافة وبصورة عشوائية أدت إلى تضرر عدد من مساكن المواطنين في المنطقة.
وتقوم قوات الاحتلال بنشر الفوضى والعنف في المناطق التي تسيطر عليها ومنها مدينة عدن؛ بهدف تمرير مخططها التآمري منذ سبع سنوات.

سلطات الارتزاق تنهب المساعدات الإنسانية
وفي صعيد الفساد المستشري الذي تمارسه سلطات الارتزاق، اتهم أهالي مديرية صيرة المرتزق محمود بن جرادي، المعين من قبل العميل هادي مديراً للمديرية، بنهب السلال الغذائية التي تقدمها المنظمات.
وأوضح الأهالي في شكوى لهم أن جرادي طلب منهم تسجيل أسمائهم عبر اللجان المجتمعية بالمديرية لاستلام سلال غذائية، وعند ذهابهم لاستلامها فوجئوا بسقوط أسماء العشرات -وبينهم أرامل ومطلقات- من الكشوفات.
وتشهد المحافظات المحتلة نهباً للإغاثات والمساعدات الإنسانية، ويأتي على رأسها لحج وأبين، وهو ما عبَّر عنه المواطنون بوقفات احتجاجية متكررة أكدوا فيها أن المساعدات الدولية يتم توزيعها بمعايير المحسوبية والوساطات من قِبل القائمين عليها.
واتهم متطوعون في الحقل الإنساني مرتزقة الإمارات وسلطات العميل هادي بدعم عمليات الاستيلاء على القمح والمواد الغذائية التي تصرفها المنظمات الأممية والدولية، وتقويض عمليات تسجيل المساعدات النقدية وتسجيلها لصالح أشخاص وأسر غير مستحقة وعن طريق أسماء وهمية، رغم أن تلك العملية كانت تهدف إلى القضاء على الفساد في توزيع المعونات ونهبها.
وكان المعاقون وعمال النظافة في أبين، والذين هم أيضاً ضحية ناهبي المساعدات، نفذوا -خلال الشهر الماضي- وقفات احتجاجية ضد سلطات الارتزاق في زنجبار وخنفر واتهموها بنهب المساعدات الإغاثية.

العطش يهدد أبناء عدن
وفي سياق ما يعانيه أهالي مدينة عدن من انقطاع مياه الشرب عن منازلهم، تصاعدت الشكاوى خلال الآونة الأخيرة بصورة غير مسبوقة، حيث أكد أهالي مدينة إنماء السكنية أن مشروع المياه منقطع عن منازلهم منذ أكثر من أسبوع، مطالبين مؤسسة المياه بسرعة إعادة المشروع للتخفيف من معاناتهم.
ولا تختلف معاناة ساكني مدينة إنماء عن بقية الأحياء والمديريات في عدن، حيث اتهم مواطنو مديرية المعلا، الثلاثاء 25 كانون ثاني/ يناير 2022، سلطات الارتزاق ومؤسسة المياه بتجاهل مطالبهم المتمثلة في توفير المياه المنقطعة عن منازلهم منذ عدة أيام، مؤكدين أنهم لجؤوا إلى شراء صهاريج المياه المتحركة بمبالغ مالية باهظة تفوق قدرتهم الشرائية.
وقبلها، الاثنين 17 كانون ثاني/ يناير، أبدى أهالي مديرية دار سعد في عدن استياءهم الشديد من إهمال سلطات الارتزاق في المديرية لمعاناتهم نتيجة انقطاع مياه الشرب عن منازلهم.
وكان عضو مجلس الإدارة للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن، أحمد المريسي، أكد مطلع الشهر الجاري، أن أهالي عدن بدون ماء، بسبب الفشل والفساد وسياسة التعذيب المتعمد للمواطنين، مشيراً إلى أن المدينة استقبلت العام الجديد 2022، وهي تبحث عن أسباب الحياة من أجل الحصول على قطرة ماء تروي عطشها وتقضي حاجتها. 
الأزمات المتعددة التي تعيشها عدن وبقية المدن الجنوبية المحتلة، تتنافى مع وعود تحالف الاحتلال بجعل تلك المدن تضاهي المدن الأوروبية والخليجية بفعل تطوير البنية التحتية والمشاريع الاستثمارية فيها، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك، فقد وصلت المدن الجنوبية إلى حافة الحاوية، حيث أصبح سكانها لا ينشدون سوى توفير الخدمات الأساسية والضرورية لاستمرار حياتهم.
مراقبون تساءلوا عن مصير ملايين الدولارات التي يجنيها تحالف الاحتلال ومسؤولو حكومة الفنادق من عائدات الثروات النفطية والسمكية في حضرموت وشبوة ومأرب وغيرها من الإيرادات الضخمة والكفيلة برفع معاناة المواطنين في تلك المناطق، مشيرين إلى أن مسؤولي شرعية العمالة يعيشون حياة فارهة ويأكلون ويشربون ما لذ وطاب في فنادق الرياض وأبوظبي وغيرها من مدن العالم، في حين يهدد العطش أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة.