حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
من زجاجةِ عطرها رسمت توجهها، ومن مبخرتها فاح عبير طموحها بأن تصبحَ من سيدات أعمال المجتمع، لم يكن قسم «إذاعة وتلفزيون» بمدرجات كلية الإعلام ـ جامعة صنعاء نهاية المطاف للإعلامية ولاء صادق التي درست التخصص وتخرجت منه واعتبرته محطة انطلاق لمشاريعها الخاصة، من خلال صناعة البخور، وتركيب العطور، ومحل تجميل السيدات. اتجاه مغاير تماما لتخصصها الدراسي سلكته ووجدت ذاتها في تلك الأعمال، وتوضح الأسباب لـ»لا» أنها لا تريد أن تتقيد بجهةِ عملٍ تحدُ من طموحها، وأنها استطاعت أن تثبت وجودها في المشاريع التي حققت من خلالها اكتفاءً ذاتيا لها ولأسرتها، كما أنها بدأت مشوارها بعرض منتجاتها بالمعرض الدائم للأسر المنتجة، ثم سوق الخميس الأسبوعي، ثم نقاط بيع خاصة بعلامتها التجارية تحت مسمى «مبخرة وعود» والتي تسعى لتسجيلها رسميا بوزارةِ الصناعةِ والتجارة. كل تلك التفاصيل توضحها ولاء ضمن السياق التالي..

اتجاه يخدم رغبتي
 من مدرجاتِ كليةِ الإعلام إلى مهنةٍ مغايرةٍ جدا بعد التخرج «تركيب العطور وصناعة البخور».. هل دراستكِ للإعلام كانت بعيدة عن رغباتكِ؟ أم أنها أضافت لك شيئاً في حياتك العملية؟ تحدثي لقارئ «لا» عن هذا الاتجاه الذي صار له الأولوية لديكِ؟
اخترت اتجاها مغايرا لتخصصي بما يخدم رغبتي في تحقيق ذاتي من خلال عمل مشروع خاص يوفر لي دخلاً أفضل، وأشعر من خلاله أني إنسانة لدي القدرة على تحقيق طموحات لا أستطيع تحقيقها من خلال العمل لدى جهة معينة سواءً حكومية، أو خاصة، والدخول في نطاق سيدات الأعمال. ودراستي للإعلام أضافت الكثير لحياتي الشخصية والعملية من ناحية أسلوب الترويج لمنتجاتي، وترتيب الأولويات والتفكير، والتخطيط على المدى البعيد.

جهد شخصي
  صناعة البخور والعطور فن مستقل بحد ذاته.. هل تأهلت لذلك بعد التخرج، أم هي مهنة تم اكتسابها من أحد أفراد العائلة؟
نعم، تأهلت لذلك، كما استفدت وأخذت مهارات ومعارف من ذوي خبرة سابقة، ولكن كان تطوير منتجاتي بجهد شخصي.

قياس إقبال الأفراد
  كنت إحدى المشاركات في «سوق الخميس» الذي سبق أن سلطت عليه الضوء «لا» في فترةٍ سابقة.. هل أضاف ذلك شيئا لتجربتكِ في السوق من خلال عرض منتجاتكِ؟
مشاركتي في «سوق الخميس» أضافت إلى رصيدي الكثير من خلال معرفة احتياج السوق لمنتجات معينة، وقياس إقبال الأفراد لمنتجات العطور والبخور، وأيضاً الطريقة المثلى للعرض والتسويق للمنتج بشكل أفضل.

كانت البدائل بمواد متاحة
  في ظل الحصار على بلادنا كانت تأتي بعض المواد الداخلة في تركيب العطور من خارج البلد، كيف تغلبتِ على ذلك؟ وهل ساعدكِ مشروعكِ على تحسين دخل أسرتكِ؟
الحاجة أم الاختراع، وقد استطعت إيجاد بدائل لتلك المواد الداخلة في تركيب العطور والتي كان يتم استيرادها من الخارج، وأيضاً تطوير المنتج وابتكار منتجات جديدة بمواد متاحة، وكان مشروعي هو المساعد الأول في تحسين دخل الأسرة وسد احتياجاتها الأساسية.

«مبخرة وعود»
  ما هي طموحاتكِ لتطوير وتوسيع مشروعكِ، بخاصة أنكِ صرت تمتلكين خبرة عالية بالتمييز بين المواد ذات الجودة العالية ودونها في المستوى؟
طموحي أن تصبح منتجاتي ذات نطاق توزيعي أوسع من خلال توفيرها بجودة عالية ومتميزة محليا، وعربيا، وأن تكون منتجاتي ذات شهرة عالية وطلب أكبر من قبل العملاء، وأن يكون اسم منتج «مبخرة وعود» في الصدارة، هذه العلامة التجارية التي سأسعى إلى تسجيلها رسميا في وزارة الصناعة والتجارة بإذن الله.

ترتيب أولويات
  كيف جمعت بين مسؤوليتكِ كزوجة وأم لثلاثةِ أطفال وتلبية طلبيات الزبائن؟ هل لديكِ جدول معين لتستفيد من تجربتكِ من يعملن لمساعدة أسرهن ولديهن مسؤوليات وأعباء أخرى؟
من الضروري ترتيب أولوياتي ليتسنى لي الاستمرار في إنجاح مشروعي، وبالتالي فقد قمت بعمل جدول يرتب أولوياتي كربةِ بيت، وأم، وزوجة، وكان عملي في توفير متطلبات السوق في المساء بعد إتمام أولوياتي تجاه أسرتي، ومن هنا تغلبتُ على الكثير من الصعوبات، فترتيب الأولويات هو سر نجاحي.

ثلاث نقاط بيع
  ما هي الآلية التي يتم بها توزيع منتجاتكِ من البخور والعطور..؟ هل من خلال نقاط بيع؟ أم تقومين بعرضها عبر مواقع التواصل؟
كانت آلية عرض المنتجات أولا من خلال الأسرة والأصدقاء، بعد ذلك أتيحت لي الفرصة بعرض المنتج في المعرض الدائم للأسر المنتجة، وبعد ذلك «سوق الخميس»، والآن يتم عرض المنتجات عن طريق نقاط البيع، النقطة الأولى «مول الأسر المنتجة في شارع جمال خلف الكهالى للأقمشة»، وثاني نقطة «محل صبايا المتواجد في مكة مول شارع حدة»، والنقطة الثالثة في «مكتبة الفارس شملان»، وأيضا هناك الكثير من النساء اللواتي يقمن ببيع منتجاتي في عدة أماكن في نطاق أسرهن، وصديقاتهن.

محل تجميل
  هل لديكِ مهارات أخرى غير صناعة البخور وتركيب العطور؟ وهل أفادتكِ دراستكِ في المجال الإعلامي بما أن توجهاتكِ بعد التخرج مختلفة؟
نعم، أمتلك مهارات أخرى، ومن خلالها فتحت مشروعاً آخر غير صناعة العطور والبخور، وهو مجال التجميل، إذ قمت بفتح محل تجميل للسيدات، والحمد لله مشاريعي ناجحة، وأسعى لتطويرها دائما لكي يكون لي بصمة ناجحة في مجال سيدات المال والأعمال بإذن الله.

أيادٍ عاملة في خدمة الوطن
  المساحة لكِ.. بماذا تختمين لقاءنا معكِ؟
أختم بنصيحة للجميع، بأن نصبح جميعا أيادي عاملة في خدمة وطننا وتوفير احتياجاتنا دون اللجوء إلى أحد، وأن يصبح كل فرد منا مالكا لمشروعه الخاص بدلا من العمل تحت مظلة الآخرين.