خاص / مرافئ - 
من أوائل الإذاعيين في اليمن، وأحد الذين نهضت بهم إذاعة صنعاء في بداية انطلاقتها. 
ولد الإعلامي والإذاعي الكبير محمد عبدالله البابلي عام 1932 في صنعاء. تلقى تعليمه الأولي بمدرسة الأيتام في العاصمة، وهي المدرسة التي تخرج منها عمالقة كثيرون في مختلف المشارب، أمثال الشاعر الكبير عبدالله البردوني وغيره. 
تخرج من الثانوية عام 1951، ثم التحق بسلك التدريس لمدة 3 أعوام، إلى أن التحق بالعمل في إذاعة صنعاء عام 1954 مذيعاً وقارئ نشرات فذاً. كان صوته يتميز بأسلوب أداء فريد فيه من الظرافة والدعابة ما يعكس روحاً مرحاً شفافاً، ومن ذلك أسلوبه في استهلال نشرات الأخبار على الدوام بالقول: نشرة الأخبار يقدمها لكم محمد بن عبدِ الله... ثم يصمت قليلاً قبل أن يردف: البابلي؛ وكأنه استدراك منه حتى لا يُظَنّ بالاسم أنه اسم النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام. 
كان البابلي من أوائل من بشروا بانبلاج فجر ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة. وعمل إلى جانب زملائه في إذاعة صنعاء بكل حزم واقتدار لإيصال رسالة الثورة إلى الجماهير، فكان لهم قدم السبق والرصيد النضالي الكبير.
تميز بصوته الجهوري وبرامجه الهادفة، والتي كان من أبرزها برنامج «الجد تاريخ»، وكذلك البرنامج الشهير «سلاح الكلمة»، إلى جانب كونه من أبرز قارئي نشرات الأخبار في تاريخ إذاعة صنعاء.
شارك في معارك الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري في حصار السبعين يوماً، وثبت مع رفاقه في الدفاع عن إذاعتهم التي كانت تنهال عليها القذائف من كل حدب وصوب بغرض إسقاطها وإسكات صوتها الصادح بالحرية والانعتاق. 
في فبراير 1968، عين مديراً لإدارة التنفيذ بالإذاعة، واستمر في عمله كمذيع، ثم انتقل للعمل في وكالة سبأ عام 1972. وفي 1974، عاد للإذاعة مجدداً والعمل في قسم الأخبار، إلى جانب عمله في الوكالة؛ وعين في أغسطس 1976 رئيسا لقسم التعليقات هناك، وفي 1982 مستشاراً لوكالة سبأ للأنباء، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى آخر حياته.
له الكثير من الكتابات والمقالات في عدد من الصحف الحكومية، وعرف بأنه من رجالات الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
رحل البابلي عن الحياة في الـ15 من يونيو 1992 عن عمر ناهز الـ60 عاماً، تاركاً لإذاعة صنعاء سجلاً حافلاً بالإبداع وروحاً مرحاً يتذكره زملاؤه وأصدقاؤه بكل حبور وانتشاء. فهو إلى جانب كل ذاك كان صاحب نكتة وخفة دم قل أن توجدا في إنسان، فلا يكاد يُذكر اسم محمد عبدالله البابلي إلا ورأيتَ البسمة قد كست الوجوه.