استطلاع: بشرى الغيلي / لا ميديا -
في ظل انتشار الأفكار المغلوطة بين النشء والشباب جاءت المراكز الصيفية لتكون كطوقِ نجاةٍ من الغرق بأفكارٍ مفتوحة على الجهاتِ الأربع، وقد لوحظ هذا العام اندفاع وإقبال كبير من قبل الفتيات، ووعي أهاليهن بالدفعِ بهن إلى المراكز، وذلك بناء على توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأهمية تنوير هذا الجيل بمختلف فئاته العمرية كجيلٍ حر وواعٍ ومسؤول، ومتمسك بأخلاق القرآن. وتتلقى الطالبات مهارات كثيرة يتم تعليمها لهن، من ضمنها مجالات زراعية متنوعة، وإنشاء حافظات بنوك لدعم البذور، وأنشطة تعليمية لإنشاء الحدائق المنزلية والمدرسية، وغيرها من الأنشطة التعليمية كتقوية في الإملاء والخط ودروس القرآن الكريم.. وهنا استطلعت «لا» آراء مجموعة من المختصات والقائمات على تلك المراكز في أمانةِ العاصمة، فإلى السياق..

التقوية ودروس الإملاء
الكثير من الطالبات وجدن أن المراكز الصيفية ستضيف لهن الكثير من المهارات، والاطلاع على ما ينقصهن من معلومات دينية كتجويد القرآن الكريم بالقراءاتِ الصحيحة، وخبرات تضاف لمهاراتهن، كذلك قضاء الإجازة الصيفية في ما يفيدهن، تبدأ بالحديث لـ«لا» سما راشد (خامس ابتدائي) من مركز مدرسة رابعة العدوية، وتقول إنها التحقت بالمركز لكي ترفع من مهاراتها في إجادة التجويد وقراءة القرآن الكريم بشكل صحيح، والتقوية بدروس الإملاء، وتعلم مهارات الخط الجميل.
وتضيف الطالبة لجين عبدالجبار (سادس ابتدائي) من المركز نفسه، أنها ستستفيد من الثقافة القرآنية لتجعلها قدوتها، أما زميلتها آلاء الديلمي (سادس ابتدائي) أيضا، فتقول بأن الهدف من التحاقها بالمركز الصيفي في مدرسة رابعة العدوية «كي لا تضيع العطلة الصيفية في ما لا يفيد والجلوس بالبيت دون الاستفادة بشيء، كذلك تصحيح بعض الأفكار المغلوطة التي انتهجتها بعض المناهج الدراسية قديما».

كل يوم يستقبل المركز طالبات جديدات
بدورها وضعت «لا» تساؤلاتها للقائمات على تلك المراكز، وتحدثت الأستاذة أسماء، مديرة مركز مدرسة رابعة العدوية، عن أسباب تزايد الطالبات هذا العام والتي لخصتها بالقول: إنه لأول مرة يفتح مركز صيفي في مدرسة رابعة، والإقبال يعتبر جيداً جداً، بل كل يوم يستقبل المركز طالبات جديدات.
وتضيف: الإقبال هذا العام أفضل بكثير من الأعوام السابقة، وأعتقد أن السبب هو افتتاح عدد كبير من المراكز، مما سهل على الطالبات الحضور بحكم القرب من منازلهن.
أما النشاطات التي تقام في المركز فتشير الأستاذة أسماء إلى أنها متنوعة، منها إكساب الفتيات بعض المهارات اليدوية والفنية، كذلك أنشطة رياضية، وأنشطة زراعية.

أشغال يدوية
وتتحدث الأستاذة أمة العليم، مشرفة الأنشطة بمركز مدرسة رابعة، عن استجابة الأهالي وتفاعلهم مع المراكز الصيفية بالممتازة، وتضيف: «هناك تفاعل من قبل الطالبات مع كل الأنشطة التي تقدمها المعلمات للطالبات في مجالات تستهويهن في المركز مثل الأنشطة والألعاب الرياضية والمسابقات والأشغال اليدوية التي تبدأ بالفترةِ الصباحية».

الالتحاق بالمركز أفضل من النوم لساعاتٍ متأخرة
مركز «الإسراء» كنموذج آخر تم أخذ مجموعة من آراء الفتيات عن سبب التحاقهن به، ومدى استفادتهن من الأنشطة التي يقدمها المركز، والبداية كانت مع الطالبة لميس (خامس ابتدائي)، التي تقول إنها دخلت المركز الصيفي من أجل الاستفادة من الأنشطة وتعلم دروس معرفة الله التي لم تكن تعرفها من قبل، وبدلا عن النوم لساعات متأخرة لذلك فضلت الالتحاق بالمركز والاستفادة منه.
أما تيماء (سادس ابتدائي) فتقول إن سبب التحاقها هو رغبتها بأن تتثقف في أمور دينها وتستفيد من الأنشطة المقامة بالمركز، وأن تشغل وقتها بالمفيد، بينما أمل (طالبة في المرحلة المتوسطة) تقول بأن استفادتها تمحورت حول القصص الحوارية وحفظ القرآن الكريم، وأما خديجة (طالبة في الثانوية العامة) فتقول بأنها التحقت بالمركز لكي لا تضيع وقتها أمام التلفزيون طوال فترة الإجازة، وأيضا لكي تستفيد في أمور دينها.

تزيين الأقلام وصناعة المربى
لمعرفة مدى الاستجابة للمركز والأنشطة المقامة تحدثت أيضا الأستاذة تيسير، مديرة مركز مدرسة الإسراء، وأجابت على تساؤلات «لا» قائلة: «إن الإقبال هذا العام ممتاز جدا، مقارنة بالأعوام السابقة، ومن أسباب هذا التزايد هو فتح مدرسة بدلا عن الجامع، بحيث كل مستوى في فصل مستقل، كما أن استجابة الأهالي جيدة وكل يوم تتزايد أعداد الملتحقات».
وعن توقيت العمل في المركز توضح الأستاذة تيسير أن المركز يفتح أبوابه عادة للطالبات من الثامنة والنصف، حتى الحادية عشرة والربع.
وفي ما يخص الأنشطة التي يقدمها المركز للفتيات المشاركات، تقول: «من ضمن الأنشطة البسيطة تزيين الأقلام وصناعة المربى، وقص ورق الفوم، أشكال ورود».
أما الأستاذة زينب، مشرفة الأنشطة بمركز مدرسة الإسراء، فتؤكد أنها لاحظت أن الإقبال كبير جدا هذا العام، رغم قلة الإمكانيات المادية، وإشكالية الكهرباء. مضيفة أن أكثر ما يستهوي الطالبات هي الأنشطة اليدوية، ودروس السيرة ومعرفة الله.

وعي الأهالي
للتعرف أكثر على الجهود الكبيرة التي تبذل تحدثت لـ»لا» هناء علي العلوي ـ وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع المرأة، والتي قالت: «الإقبال هذا العام على الدورات الصيفية كبير جدا في جميع مديريات أمانة العاصمة، وكذلك في بقية المحافظات، وهذا الإقبال عائد إلى الوعي العالي لدى المجتمع بأهمية الدروس الصيفية لأبنائهم وأهمية ما يتلقونه فيها، وأهمية مخرجاتها كحاضنة أساسية لاستيعابهم».
وتضيف العلوي: «أيضا من أسباب تزايد وكثافة الإقبال وأسبابه هذا العام هو التفاعل والتجاوب مع دعوة سيد الثورة التي حث فيها الأهالي على أهمية المدارس الصيفية ودورها، وكذلك يعود إلى الاهتمام من قبل القائمات على المراكز والجهود التي تبذل في البرامج ومستوياتها وفقا للأعمار المختلفة، تزايد الطالبات وإقبالهن على المدارس هو نتيجة الدفع بذويهم لأبنائهم، وهذا يعود كما ذكرنا سابقاً إلى الوعي، لأنهم يعلمون أن الوعي سلاح الأمم في تقدمها الحضاري على كل المستويات والمجالات، وكذلك يعلمون أن المدارس الصيفية هي تربية وتعليم وتسلح بالإيمان والحفاظ على الهوية الإيمانية وثقافتنا ووعينا الأصيل، وخصوصاً أن المنهج التربوي الذي يتعلمون منه منهج قرآني، والقرآن هو أساس استقامة الأمة على العكس مما كان يدرس في ظل الحكومات السابقة من غرس عقيدة خاطئة وثقافات مغلوطة دخيلة وخارج هويتنا كشعب يمني أصيل».
وتختتم حديثها بالإشارة إلى أن عدد مراكز الفتيات في أمانة العاصمة ـ وكحصيلة أولية ـ وصل إلى 300 مركز، والعدد في تزايد.

تحصين ضد الاستهداف الفكري
اختتمت «لا» جولتها في المراكز الصيفية للفتيات بأمانة العاصمة، مع أمة السلام عبدالله القاسمي، عضو اللجنة التنفيذية للمراكز الصيفية، مسؤولة الأمانة، والتي تحدثت بالقول: «بلغ عدد الطالبات الملتحقات بالمراكز الصيفية هذا العام أكثر من 22561 طالبة، ومايزال التسجيل والإقبال مستمرا حتى اللحظة، واستجابة كبيرة ومبشرة للدفع ببناتهم وأبنائهم للالتحاق بالمراكز الصيفية حرصا منهم على تحصينهن بالثقافة القرآنية، وإكسابهن مهارات جديدة، وكل ذلك بفضل الله وتنامي الوعي لدى الأهالي والمجتمع بأهمية المراكز الصيفية في الوعي والعلم النافع. كما أن هذه المراكز، تحصين ضد الاستهداف الفكري والأخلاقي لأبنائنا».
واستطردت القاسمي: «إن المهارات التي يتم التركيز عليها للفتيات متنوعة وتختلف من مركز لآخر حسب الإمكانيات، إلا أن أكثرها هو النشاط الزراعي في كيفية الاستفادة من المخلفات في صناعة السماد وزراعة الأشياء البسيطة في المنازل مثل بعض الخضروات وأشجار الزينة، كما نهتم بتصنع الإكسسوارات، والخياطة البسيطة والمجسمات، وبعض الأنشطة لاكتشاف المواهب كالرسم والخطابة والإنشاد والتصنيع الغذائي البسيط حرصا على ترسيخ مبدأ الاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتي. كما أن هناك اهتماماً بدروس التقوية في الخط والإملاء، واللغة الإنجليزية والرياضيات».