مثَّل تحرير قوات الجيش واللجان الشعبية لمعسكر "ماس" الاستراتيجي في مدينة مأرب من قبضة قوى تحالف العدوان السعودي، ضربة قاضية لتحالف العدوان ومرتزقته، كونه يعد أكبر معسكرات العدوان ويشكل الخط الدفاعي الأول لمدينة مأرب.
وتمكنت قواتُ الجيش واللجانِ الشعبية خلال الساعاتِ الماضية من قطعِ خطوطِ الإمداد الى شرقي المعسكر. 
محللون عسكريون أكدوا أنه مع تحريرِ ماس تدخلُ مدينةُ مأرب تحت السيطرةِ النارية لقوات الجيش واللجان، ويتمهّدُ الطريقُ لدخولِ المدينة وتحريرِها بالكامل.
المحللون أشاروا إلى أن معسكر ماس كان آخر خطوط الدفاع الأمامية للمرتزقة، وأنّ السيطرة عليه تمثل ضربة قاصمة لهم، على حد قولهم.
سقط معسكر ماس الاستراتيجي في أيدي قوات الجيش واللجان بعد معارك مصيرية طاحنة وحصار محكم على المعسكر من كافة الاتجاهات، تَطوّر قد يفتح الطريق أمام الجيش واللجان للتقدُّم باتجاه المدينة الغنية بالنفط وآخر معاقل المرتزقة في الشمال الشرقي سواء من صحراء الجدعان أم من الخطّ الرئيس الرابط بين العاصمة صنعاء ومأرب.
مصادر عسكرية تحدثت عن سقوط مئات القتلى والجرحى والأسرى من قوات العميل هادي والمرتزقة في أيدي الجيش واللجان، فيما فر بقية المرتزقة في أعقاب سقوط المعسكر نحو صحراء الجدعان الممتدة من المدخل الغربي لمدينة مأرب إلى شرق الجوف.
يقع المعسكر بين مديريتي "مدغل" و"مجزر" غربي محافظة مأرب، ويُعدُّ آخر خطوط الدفاع وأهمها عن مدينة مأرب. وسقوطه مَنح قوات الجيش واللجان الشعبية هامشاً واسعاً للسيطرة على ما تبقّى من المناطق الصحراوية المحيطة بالمدينة والتقدّم باتّجاه منطقة الدشوش المطلّة على معسكرَي صحن الجن وتداوين، أحد أهمّ مقرات قوّات تحالف العدوان السعودي الإماراتي شمال غرب المدينة، والتقدم نحو وزارات ومعسكرات تابعة للتحالف ومنشآت نفطية وأخرى حيوية، إضافة الى السيطرة على مساحة جغرافية كبيرة في صحراء الجدعان المحيطة بالمدينة، وتأمين القوّات المتقدّمة نحو مأرب من أيّة هجمات غادرة من الخلف، أو أي التفاف عسكري للقوات المعادية.
إحكام السيطرة على معسكر ماس الاستراتيجي ووادي ماس وجميع المناطق والأودية والمواقع المحيطة به، يعني سقوط الخطّ الإسفلتي الرابط بين العاصمة ومأرب بعد سيطرة الجيش واللجان الشعبية على منطقة حلحلان بالكامل، ونقل المعركة إلى ما بعد نقطة الكسارة في اتّجاه مأرب.
ويعني أيضاً أن لا تراجع عن تحرير مدينة مأرب وإعادتها إلى الجغرافية الوطنية.
من جانبه، أكد الخبير العسكري العميد عابد محمد الثور، أن سقوط معسكر ماس في مأرب يعني سيطرة القوات المشتركة على مدينة مأرب بالكامل.
وأضاف الثور، أنه لم يعد لدى تحالف العدوان السعودي القدرة على السيطرة على معسكر ماس عسكريا، معتبرا مدينة مأرب الآن في حكم المحررة.
وأوضح أن "تحالف العدوان السعودي يفرط باستهداف المنطقة عبر طيرانه الحربي، والقوات اليمنية أحكمت السيطرة على معسكر".
وأشار إلى أن معسكر ماس يعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية التي يتموضع فيها العدو، وأن العدو يعلم أنه لم تعد لديه القدرة للقيام بأي شيء بخصوص مأرب، وكل ما يجري هو استنزاف لقوتهم.

اعتقالات وتبادل الاتهامات في صفوف المرتزقة
من جهتها، شنت مليشيات إخوان تحالف العدوان، أمس، حملة اعتقالات طالت عدداً من مرتزقة ما تسمى المنطقة العسكرية السابعة، التابعة للعميل هادي، عقب الهزائم التي مني بها المرتزقة على يد قوات الجيش واللجان في مأرب.
وقالت مصادر عسكرية إن مليشيات ما تسمى الشرطة العسكرية، التابعة لإخوان تحالف العدوان، نفذت حملة اعتقالات واسعة في المدينة، طالت العشرات من الضباط والجنود المرتزقة، على رأسهم قائد ما تسمى كتيبة الحياة، العميد المرتزق محمد عبدالقوي الحميقاني، عقب فرارهم من معسكر ماس، الذي تتخذه ما تسمى المنطقة العسكرية السابعة التابعة للعميل هادي مقراً لها. 
وجاءت حملة الاعتقالات وسط نشوب خلافات وتبادل الاتهامات بالتخاذل والخيانة، في صفوف مرتزقة إخوان تحالف العدوان، عقب تقدم الجيش واللجان من مدينة مأرب.

طيران العدوان يقصف مرتزقته
وكشفت وثيقة سرية صادرة عن وزارة دفاع المرتزقة قيام طيران تحالف العدوان بقصف مرتزقة تابعين لكتيبة ما يسمى الاحتياط في قوات العميل هادي، بسبب اعتزامها الانسحاب من مواقعها والانضمام إلى صفوف الجيش واللجان الشعبية.
وقالت الوثيقة المعنونة بـ"سري للغاية" والصادرة من العميل علي محسن الأحمر إلى وزير دفاع الارتزاق، إنه "تنفيذا لما تم رفعه من قبل اللجنة الخاصة باستقبال المعلومات حول بعض الكتائب والوحدات المستقلة التي تنوي القيام بترك مواقع هامة وحساسة وفتح ثغرة لقوات العدو أو التنسيق للانضمام إلى صفوف العدو، نشعركم بأنه قد تم العمل على استهداف مجموعة تابعة لكتيبة الاحتياط في الإحداثي (1545001N4459.893E)...".
وكان طيران العدوان استهدفت طقمين للمرتزقة في 14 نوفمبر، بأمر مباشر من قيادات المرتزقة في الرياض، لتصفية حسابات بين تلك القيادات.