تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعرأكرم عبدالفتاح أسحم .


أكرم عبدالفتاح أسحم
 مواليد 1978 جبلة- محافظة إب.
- بكالوريوس نظم معلومات- جامعة الحديدة.
- بكالوريوس إعلام، تخصص صحافة.
 - مدير إدارة النظم في جامعة الحديدة.
- متزوج ولديه 3 أولاد.
- أصدرت السلفية الوهابية (الإخوان) فتاوى تكفير ضده عن مقال نشر له في «الثقافية» عام 2000.
- كما أثارت قصيدته في ملتقى الشعراء العرب 2006، ضجة واسعة محلية وعربية، والتي ينتقد فيها سلطة الحكم حينها. 



للعشــاق
لا ليلَ للعشاق 
منذ تسلقته الطائرات
ولا غواية للقمر
يعلو الوجومُ من
 الوجوه إلى الخيال
لينزوي الإنسانُ داخلَ نفسِهِ
متنازلاً عن طيفِ وجهٍ ما
وعن ترفِ الحنينِ إلى شفاهٍ 
في البعيدِ
تيَبَّسَت فيها القـُبَل!


تزوير
كَسَرَتْ حقيقتها 
ولفـَّقـَتِ انطِفاءَك بالضجَر
كَسَرَتْ حقيقتها لترسِمَ للجحيم خريطةً وَردِيَّةً
ومخططاتٍ للطريق إلى ابتساماتٍ مُعلبة ووَجهٍ مُبتكَر
مالت على النسيان هامِسَةً:
تـَهَـيـَّأ!
لا حكاية بعدُ.. لكنّ النهاية أقبَلت عَجلى
فهَـيّـا حان دوري للسفـَر.
قمرُ الغوايةِ عالقٌ في الضفة الأخرى
وشرفتها تضجُّ بشمسِ فطنتها النقيضة لاحتمالات السهر
هو وَهمُها القدّيس
حقاً.. لا مبررَ لاعترافٍ 
لن يُخفـِّفَ من فداحَةِ فرحَةٍ لا تـُغتفـَر
كَسَرَت حقيقتها لتـُشبـِهَ زيفـَهُـم
ولعلها ابتسمَت لصورتها القويَّةِ في المرايا
قبل أن تبكي وتتهِـمَ القدَر!



جلاد الأميرة
لا تَغفِري، إنِّي كَفَرْتُ 
غَـراما 
ونفضتُ روحي من يديكِ تماما
لا تَغفِريْ، فالذنبُ قِدِّيْسٌ إذا  
قارَنْتُهُ بِفَضَائِلي.. يَتَسامَى
والإثْمُ ظِلُّ خُطايَ فـي دَرْبِ الهَوَى 
عِشْنا مَعَاً، ومَعَـاً نموتُ ندَامَى
هَـذا غَرَامي: أنَّ أوْثاناً بِها 
قَدَّسْتُ ذاتيَ فِيكِ لا الأصْناما
حَتى إذا ألقَيْتِ قَيْداً في دَمي 
 صَارَ الغرامُ مَعَ القيودِ حُطاما
حُرِّيَّتي رَبِّي، فـلا تَسْتَغربي 
أن الزهورُ تَفَتّحَتْ ألغامَا
فلْتَلْعَنيني، كيفَ تفهمُ دُمْيَة 
أن العَوَاصِفَ لا تُطِيقُ لِجَامَا؟!
أيَلِيقُ سَـرْجٌ بالذي رَكِبَ الصَـوا 
عِقَ وامْتَطى الأشْبَاحَ والأجْرَاما؟!
أيَليقُ بي سَـرْجٌ وقلبي فاتِكٌ 
 جَبَّارُ عِشْـقٍ لا يَصُـوْنُ ذِمَامَـا
مُتَمَرِّدٌ حتى على خَفَقاتِه ِ 
 مُتَفَرِّدٌ حَـتى ولو يَتَعَامَى؟!
خَدَعوكِ -قالوا- أنَّني عَبدُ الهَوَى 
وهوَ الذي صلَّىْ إليَّ وصَامَا!


مناعة مكتسبة
يصبح الحزن أثقل في البرد
يصبح أوضح، أعلى 
وأكثر دفئا من الاحتراق اشتياقا 
لامرأة باردة!
يسير المغني وحيدا بلا صوته
لم يعد ينتظر
صار حرا بلا أمل
وقويا كما ينبغي لقتيل تخلّصَ من رهبة الطعنات
وممتلِئا بمتاريس ذاكرة حاقدة!
يصبح الحزن أثقل 
أطول
أجمل من ضحكة امرأة وضعت قلبها في حقيبتها
ثم أوصدت الكون من خلف خطواتها
لتعود إلى أي لا شيء 
مِن نفسها عائدة!