ليس لدى السعودية ورقة ميدانية وازنة تفتدي بها جنوبها المتآكل خلال مفاوضات سياسية محتملة قريبة في اليمن..عمليات الساحل الغربي ٲوكلتها الولايات المتحدة للإمارات ويجري إزاحة الفصائل الإخوانية الموالية للرياض لصالح الموالية لٲبوظبي في عدن وثعز..القوى الوطنية ممثلة في المجلس السياسي الٲعلى لن تقبل بٲقل من خروج القوات الٲجنبية الغازية من كامل ٲراضي الجمهورية اليمنية الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان نظير انسحاب الجيش واللجان من جنوب المملكة ووقف العمليات العسكرية في العمق السعودي وهو ٲمر لاتملك الرياض صلاحية البت فيه..في موازاة ذلك توهم الٳدارة الٲمريكية بني سعود ٲن نجاح عملية الرمح الذهبي بقيادة الٳمارات في السيطرة على الساحل الغربي لاسيما الحديدة ومينائها سيرغم من تسميهم"الحوثيين" على الانكفاء في نطاق ماتطلق عليه "إقليم آزال"كأمر واقع وعليه فإنهم سيضطرون للتفاوض بحدود هذه الهوية القسرية وسيكونون آيلين لتقديم تنازلات على مستوى جنوب المملكة تصب في مصلحة الرياض...خطاب قائد الثورة في ذكرى يوم الشهيد الجمعة الفائتة تضمن رداً استباقياً على هذه الفرضية الأمريكية وحذر ضمناً الرياض من الاتكاء عليها حيث قال"إن على العدو ألايراهن على متغيرات ميدانية هنا أو هناك فخيار المواجهة بالنسبة إلينا خيار مبدئي لا يخضع لما يتوهمه العدو من اعتبارات و معايير"..و في موضع لاحق من خطابه قال قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي"مستمرون في تطوير قدراتنا الصاروخية لتصل إلى ما بعد الرياض ومابعد بعد  الرياض" في إشارة -على الأرجح-إلى الإمارات المتحدة التي لاتزال يد عدوانها تنعم بـ"الماء البارد"باستثناء خسائرها البشرية الكبيرة إثر ضربة "توشكا صافر" في نوفمبر من العام قبل الفائت، على النقيض لوضع السعودية المثخنة بأنكى الضربات العسكرية من الجانب اليمني.يمكن استشراف "الإمارات" في مرمى الاستهداف الباليستي كسبيل لا مفر منه لتوزيع الألم بالتكافؤ على مختلف قوى العدوان التي يحرص الأمريكيون على تجزئة ما بأيديها من صلاحيات وأوراق بحيث لا تتكدس في قبضة إحداها منفردة فتخولها لصدارة العملية التفاوضية على حساب الأهداف الكلية المتوخاة من العدوان والمتمثلة في هدم وإعادة إنتاج الهوية الجامعة للجمهورية اليمنية في صورة كانتونات انعزالية محتربة ومستلبة تتنافس في خدمة المشروع الصهيوأمريكي انطلاقاً من حاجتها للاحتماء من سطوة بعضها على البعض وهو مخطط تفتيتي إذا ما قدر له النجاح فلن يقتصر على اليمن بل سيلتهم ناره هشيم كيانات الجزيرة العربية برمتها وعلى رأسها مشيخات النفط. ما يريده الأمريكيون من القوى الوطنية اليمنية المناهضة للعدوان وتحديداً "أنصارالله"هو القبول بفرضية حدود إقليمية مجهرية ذات تماسات طائفية و عندها فإنهم على استعداد للتفاوض حول ضم محافظات جنوب المملكة لـ"إقليم آزال" على قاعدة التجانس المذهبي الزيدي الإسماعيلي..الأمر الذي لا تتوافر لبني سعود ـ ككيان استحدثه الاستعمار ـ القدرة على استيعابه وتلافيه في غمرة انهماك "سلمان"بتوظيب مسرح تولية نجله محمد خلفاً له...وعوضاً عن أن تتمسك الرياض بما تحوز عليه من أوراق وازنة للمقايضة بها على مآزقها تحاول إدخال تركيا و حليفتها الإخوانية قطر كلاعب أساس في جنوب اليمن لكبح الاستحواذ الإماراتي بما يعدم فرص استنقاذها من وحل إخفاقاتها أكثر فأكثر لصالح لاعبين آخرين يبدون بمنأى عن نار التبعات .