طلال سفيان/ لا ميديا

في ملحمة كانت أشبه بالمعجزة.. نفذت قوات الجيش واللجان وأبناء تهامة عمليات سريعة وخاطفة، سرعان ما أحبطت الهجمة الإجرامية لقوى العدوان وأربكت خططها, وأعادتها إلى نقطتها الأولى - الفازة اليوم.
حيث أجبر أبطال الجيش واللجان الشعبية، قوات المرتزقة المتسللة إلى الدوار الكبير، على الانسحاب إلى جنوب منطقة الدريهمي بعد اشتباكات عنيفة دامت لمدة 3 أيام من الخميس 14 يونيو حتى الأحد 17 يونيو، بعد أن هرعت قوات المرتزقة المسنودة بالطيران إلى الدريهمي قبل أن يحاصرها الجيش واللجان من 4 مناطق، ويضعهم داخل كماشة النار.
الثلاثاء 19 يونيو- دارت معارك هي الأعنف من نوعها، حيث تقدمت خلالها قوات مرتزقة تحالف العدوان إلى جنوب مطار الحديدة بغطاء جوي هو الأكبر من نوعه، والذي تسبب بتدمير كافة مباني ومرافق المطار، وتعرضت ألوية العمالقة لهزيمة كبيرة بعد هجومها على مطار الحديدة, بعد أن واجهت مقاومة شرسة من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية التي ألحقت بها خسائر باهظة، وأجبرتها على التراجع في وقت كان التحالف يعد بنشر صور من داخل المطار، لكن وسائل إعلام الجيش واللجان الشعبية هي من فعلت، وأثبتت أن المطار لم يسقط.
الأربعاء 20 يونيو- تمكنت قوات الجيش واللجان من السيطرة على قرية المشيخي الواقعة قرب الشريط الساحلي بين منطقتي المجيليس والجاح, ونجحت في إحكام الحصار على كتائب المرتزقة, وتمكن أبطال الجيش واللجان في نهاية المطاف من إعادة جحافل الارتزاق إلى مناطقهم السابقة، ضارباً عليهم طوق الحصار في منطقتين إضافيتين، بالإضافة إلى مناطق الحصار الثلاث في النخيلة والفازة والجاح.
وبالتزامن مع سيطرة قوات الجيش واللجان على مناطق الفازة والمشيخي والمجيليس المحاذية للساحل, تبخرت آمال أتباع الإمارات بإمكانية قدوم تعزيزات لفك الحصار عنهم, ووسعت سيطرة قوات الجيش واللجان على تلك المناطق المساحة الفاصلة بين خطوط القوات الموالية للتحالف على امتداد الساحل الغربي من مديرية حيس إلى مديرية الدريهمي، ليفقد الاختراق الذي تحقق للتحالف قيمته العسكرية، ما جعل قواته عرضة للحصار وحرب الاستنزاف دون أن يكون لديها القدرة على تنفيذ عمليات عسكرية.
وكانت تلك القرى والمناطق سقطت قبل أسابيع بقبضة ألوية العمالقة المكونة من عناصر سلفية جنوبية، قبل أن تقوم الأخيرة بتسليمها لأتباع الإمارات من قوات طارق صالح (حراس الجمهورية) وألوية تهامة، والتي بدورها فشلت في الحفاظ عليها.
الأحد 24 يونيو- قوات الجيش واللجان الشعبية تنفذ عملية نوعية، في منطقة الجاح، انتهت بتحرير الجاح من قبضة العدو، وتكبيد مرتزقة العدوان خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
الجمعة 29 يونيو- الفازة تتحول إلى جهنم تحت أقدام مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.


قائمـــــــة المــــــــوت
وقعت قوات الاحتلال في مستنقع جديد، وفرض الجيش واللجان الشعبية معادلته على الأرض, وسقطت آلة الحرب الإعلامية للعدوان الذي وجد نفسة مؤخراً مضطراً لتبرير هزيمته والانتقال من زعمه تنفيذ عملية خاطفة إلى اعتماد مصطلح النفس الطويل بعد أن وجد قواته مقطعة الأوصال بالساحل الغربي، وبات تحت الحصار.
ووفق إحصائية نشرها الإعلام الحربي وصحيفة (المسيرة)، الأحد الماضي, دمرت وحدات الجيش واللجان الشعبية بارجة و331 آلية ومدرعة، وقتلت وجرحت أكثر من 1300 مرتزق بينهم قيادات، فيما أطلقت 12 صاروخاً باليستياً، وشنت 6 عمليات لسلاح الجو المسير خلال 3 أسابيع من التصعيد في الساحل الغربي.
ومنذ خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في 27 مايو الماضي، الذي دعا فيه إلى استنزاف العدو في الساحل الغربي، وحتى الأربعاء 20 يونيو، فقد تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية خلال 23 يوماً من تدمير 296 آلية ومدرعة وعربات متنوعة، بالإضافة إلى اغتنام 25 آلية ومدرعة.
وبناء على المعلومات العسكرية المعلنة, فقد قتل وأصيب 1323 من المرتزقة بينهم قيادات، فيما يظل هناك عدد كبير أيضاً من القتلى والجرحى الذين سقطوا بضربات سلاح الجو المسير والضربات الباليستية.
وتلقت قوى الاحتلال ضربة قاصمة في 13 يونيو الفائت عندما نجحت القوة البحرية التابعة للجيش واللجان الشعبية في استهداف بارجة حربية إماراتية قبالة سواحل محافظة الحديدة، وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح، فيما تعرضت البارجة لتدمير شامل انتهى بغرقها في البحر. كما أسقطت مقاتلة إماراتية، وقتل طاقمها، في 21 يونيو المنصرم.
فيما كسر الجيش واللجان، الجمعة قبل الماضية، هجومين للقوات الجنوبية الموالية للإمارات مسنودة بغطاء جوي كثيف، شمال المجيليس وشمال مديرية الدريهمي، وتدمير 11 مدرعة، ومقتل وإصابة العشرات من أفراد تلك القوات, ودمرت وحدة ضد الدروع خلال 6 أيام (من الجمعة قبل الماضية وحتى الأربعاء الفائت) 14 مدرعة وآلية تابعة للغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي بالصواريخ الموجهة في الساحل الغربي, وتمكن أبطال الجيش واللجان، الخميس الفائت، من تدمير 15 مدرعة إماراتية وقتل 50 عنصراً من المرتزقة من بينهم قيادات عسكرية كبيرة، خلال تصديهم لهجوم فاشل في مديرية التحتيا.
وشهدت المعارك الأعنف منذ أقل من شهر في الساحل الغربي, مقتل أكثر من 2500 من أتباع الإمارات، معظمهم من ألوية العمالقة المكونة من عناصر ينتمون للمحافظات الجنوبية، والمئات من الجرحى والأسرى، كما أن المئات من المرتزقة انسحبوا من الجبهة وعادوا لمناطقهم بعدما شهدوا هول المعارك التي سقطت خلالها كتائب بأكملها في عمليات استدراج وكمائن وفق استراتيجية استنزاف لم يتوقعها التحالف.
وكان موقع (إنترسبت) الأمريكي، كشف في تقرير نشره مطلع الشهر الفائت, عن حجم الخسائر التي يتعرض لها التحالف, وقال إن (الوثائق العسكرية الأخيرة للجيش الأمريكي كشفت عن خسائر كبيرة يتعرض لها المقاتلون المدعومون من الإمارات، حيث تواجه القوات الموالية للإمارات مشاكل استخدام الأسلحة وتعطل عملها، لدرجة أنهم وصفوا تلك المعارك بالجهنمية).

طوفــــــــــــان الفشـــــــــــل
عقب فشل التحالف في جبهة الساحل الغربي عقد وزراء إعلام دول العدوان اجتماعاً في جدة، السبت قبل الماضي، خرج ببيان مثير للسخرية, حيث سيطرت الخيبة على وجوههم، وذلك على وقع فشل التصعيد الأخير في الساحل الغربي عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، وسقوطهم في مستنقع مميت. 
أعلن قادة إعلام العدوان هزيمتهم الإعلامية أمام الإعلام اليمني الوطني، وكانت النقطة الصادقة الوحيدة الذي خرج بها اجتماعهم هي وصف العمل الإعلامي المشترك للتحالف خلال السنوات الثلاث الماضية (بالتجربة)، ووصف الإعلام اليمني الوطني (بالآلة الإعلامية الضخمة).. وعلى الصعيد ذاته، اتهم المتحدث باسم حركة (أنصار الله)، محمد عبد السلام، دول تحالف العدوان بتقديم رشوة مالية ضخمة تقدر بـ30 مليون دولار لشركة أجنبية، مقابل حجب إحدى القنوات الفضائية المناهضة لـ(التحالف) لمدة 30 يوماً فقط.. وأشار عبدالسلام إلى أن (التحالف لم يتورع عن قصف مقرات القنوات الفضائية والإذاعات والمراسلين، وما من وسيلة لكتم صوت الحق، على الرغم مما يمتلك من مقومات، إلا أن تغريدة واحدة ترعبهم، ويخيفهم منشور، ويمحو جهودهم مشهدٌ ميداني يبثه الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية).
وفي إطار أعمال القمع والإرهاب التي يمارسها تحالف العدوان لإسكات صوت الحقيقة بشتى السبل، بهدف تغطية ما يرتكبه من جرائم بحق المدنيين لأكثر من 3 سنوات, حذر الناطق باسم تحالف الإجرام تركي المالكي، الاثنين الفائت، في مؤتمر صحفي، من تصديق ما وصفه (تضليل الحوثيين الإعلامي)، قائلاً: (إنهم يملكون خلايا في وسائل التواصل الاجتماعي تغطي خسائرهم في الأرض), متوعداً بالوقت ذاته هؤلاء بالملاحقة والعقاب بقوله: (نعرف كل بيوتهم وأماكن تواجدهم).


دمى جديدة على الشاطئ
مع بدء التصعيد في الساحل الغربي والإعلان عن بدء معركة الحديدة، نقلت وسائل إعلام سعودية وإماراتية عن قيادات التحالف أنه تم حشد قوات مكونة من عدد كبير من الألوية العسكرية بشكل غير مسبوق، لحسم المعركة، لكن فوجئ التحالف وخصوصاً الإمارات أن تلك القوات تعرضت لأكبر عمليات الاستنزاف خلفت أكثر من 2500 قتيل ومئات الجرحى والأسرى، بالإضافة لتسرب المئات من عناصرها وانسحابهم من مواقعهم، كلها عوامل دفعت الإمارات، وفقاً لتقارير دولية، لبدء إجراءات استقدام قوات إضافية.. وفي تقارير نشرتها وسائل إعلام دولية بينها (هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية BBC) تفيد بأن الإمارات قررت استقدام قوات إضافية مكونة من كتائب سودانية وفصائل يمنية تم تدريبها في القاعدة الإماراتية في إريتريا، وإلحاق تلك القوات بمعركة الساحل الغربي.. فيما كشفت وسائل إعلام سعودية عن معلومات عسكرية بأن قوات طارق محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس السابق، الموالي للإمارات، تتحمل مسؤولية هزيمة التحالف في معركة مطار الحديدة، وأدت لتراجع المعارك في الساحل الغربي، مؤكدة أنه تم إبعاد تلك القوات وحلت محلها قوات أخرى.. وأقر التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بتعثر قواته على الأرض في الساحل الغربي، وكذلك تواجد قوات تابعة لعدة دول تشارك في المعارك, حيث نقلت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية عن عسكريين فرنسيين قولهم إن هناك قوات فرنسية خاصة تتواجد على الأرض إلى جانب القوات الإماراتية في اليمن.