ترجمة خاصة لـ(لا): محمد إبراهيم زبيبة

دانيال لاريسون
صحيفة (ذا أمريكون كونسيرفاتيف) (*)

لقد كان خطاب بومبيو (وزير الخارجية الأمريكي) المتعلق بإيران، سيئاً من نواحٍ عدة، من ضمنها تحيزه الكامل ووصفه الكاذب للحرب على اليمن بقوله: (في اليمن، دعم إيران لمليشيات الحوثي تؤجج صراعاً يستمر في تجويع الشعب اليمني ويبقيهم تحت تهديد الإرهاب.. وقد قام الحرس الثوري الإسلامي أيضاً بإعطاء الحوثيين صواريخ لمهاجمة الأهداف المدنية في السعودية والإمارات، ولتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر).
إن ما لم يقم بومبيو بذكره هنا هو أن الصراع قد تم تصعيده بواسطة التحالف السعودي بدعم أمريكي مستمر حتى يومنا هذا. ويتم تجويع الشعب اليمني بشكل واسع بسبب حصار التحالف هذا الذي تدعمه الولايات المتحدة. وغالباً ما يتم ترويع المدنيين اليمنيين من خلال قصف التحالف العشوائي لمدنهم وقراهم. ينبغي إدانة جميع الهجمات العشوائية، لكن السبب وراء إطلاق صواريخ على السعودية والإمارات هو نتيجة قصفهم العنيف والمستمر لليمن، والذي تسبب في سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين، ودمر البنية التحتية للبلاد، وساعد في شل نظام الرعاية الصحية. فلو لم يكن هناك تدخل بقيادة السعودية لما حدثت هذه الهجمات، وإذا انتهى هذا التدخل، فمن المرجح أن تنتهي هذه الهجمات أيضاً. ليس لدى الإدارة الأمريكية أي مطالب للحكومات التي تدمر اليمن فعلياً، بل تقوم بالبحث عن أعذار لمواصلة مساعدتها في قصفها العشوائي والمتهور.
ولو افترضنا أن كل الدعم الإيراني سيتوقف غداً, لن تنتهي الحرب، وذلك لأن تدخل إيران لطالما كان ضئيلاً. وبالمقابل تقوم الولايات المتحدة بكل أريحية بدعم حكومات التحالف بالأسلحة والوقود والمعلومات الاستخباراتية لشن حربها الفظيعة. وبالطبع, لا تريد إدارة ترامب قطع الدعم للتحالف, وهم بالتأكيد لا يهتمون بتخفيف الأزمة الأسوأ في العالم. فهم مقتنعون بمساعدة وتحريض التحالف السعودي في جرائمهم، بينما يستخدمون التدخل الإيراني المحدود لصرف الانتباه عن دورنا الأكثر تدميراً. 
(*) 21 مايو 2018