يبدو أن الزيارة التي قام بها الرئيس اA271;مريكي الجديد دونالد ترامب إلى الرياض لحلب البقرة الحلوب السعودية، أصابت الأخيرة بجنون البقر. حتى تفجرت الخلافات السعودية القطرية، وتبادل الطرفان هجمات إعلامية شرسة كشفت أموراً خطيرة توحي بكيفية المؤامرة التي تديرها قوى العدوان على شعوب المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالعدوان على اليمن.
الهجمات اA273;علامية بدأت الثلاثاء الماضي، بعد أن بثت قنوات سعودية وإماراتية تصريحات نسبت لحاكم قطر تميم بن حمد، خلال مراسم تخرج دفعة من المجندين القطريين، قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها.
كما أدان تميم في التصريحات التي بثتها وسائل الإعلام السعودية، وضع حزب الله وحركة حماس على قائمة اA273;رهاب، باعتبارهما حركتي مقاومة.
وكالة الأنباء القطرية أصدرت بياناً في وقت لاحق نفت فيه صحة التصريحات، وقالت إن موقعها الإلكتروني تعرض للقرصنة، إلا أن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية واصلت هجومها الشرس على قطر، متهمة الأخيرة بدعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
صحيفة (عكاظ) السعودية قالت إن (قطر تشق الصف وتنحاز لأعداء الأمة). فيما نشرت صحيفة (عرب نيوز) السعودية أن التصريحات أثارت موجة غضب في دول خليجية أخرى.
كما أوردت قناة (العربية) السعودية خبراً مفاده أن وزير الخارجية القطري أبلغ سفراء مصر والبحرين والإمارات والسعودية بمغادرة الدوحة خلال 24 ساعة، وهو ما نفاه الوزير القطري لاحقاً. وكانت قناة (الحدث) بثت، الخميس الماضي، تسجيلاً صوتياً لمحادثة بين أمير قطر السابق والعقيد معمر القذافي، يهاجمان حكام آل سعود.
وفي تطور لاحق، حجبت السعودية والإمارات عدداً من المواقع القطرية، من بينها مواقع (الجزيرة) ووكالة الأنباء القطرية، إضافة إلى حجب قناة الجزيرة في الإمارات.
كما حجبت السلطات المصرية عدداً من المواقع الإلكترونية المصرية والقطرية لتضمنها محتوى (يدعم الإرهاب والتطرف، ويتعمد نشر الأكاذيب)، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وشمل القرار 21 موقعاً، أبرزها المواقع الإلكترونية لقناة (الجزيرة) ووكالة الأنباء القطرية وصحف (الشرق) و(العرب) و(الراية) و(الوطن) القطرية، فضلاً عن عدد من المواقع المصرية، مثل (بوابة القاهرة) و(مدى مصر).
من جانبها، أوردت قناة (الجزيرة) القطرية على موقعها الإلكتروني تقريراً نقلاً عن منظمة (سام) للحقوق والحريات، حول تورط دول العدوان في انتهاكات لحقوق اليمنيين.
وكشف التقرير عن وجود سجون سرية في مدن عدن والمكلا وسقطرى وحضرموت جنوب اليمن، وتتم إدارتها بشكل خارج عن القانون من قبل تشكيلات عسكرية تتبع الاحتلال اA273;ماراتي.
وأكد تقرير منظمة (سام)، الذي نشرته قناة (الجزيرة)، أن المعتقلين في هذه السجون السرية يتعرضون لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي.
يأتي هذا التصعيد عقب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأقل من أسبوع إلى الرياض، ومشاركته في 3 قمم سعودية وخليجية وعربية إسلامية، في وقت يرى بعض المراقبين أن الخلاف السعودي القطري الأخير قد يكون قراراً أمريكياً A273;زاحة قطر من المشهد، خصوصاً بعد نشر الصحف الغربية قبل أسابيع تقارير تتحدث عن علاقة قطر بإيران وتقديم الأخيرة الدعم والحماية لقطر في مياه الخليج العربي.
يذكر أن الخلافات القطرية السعودية ليست بالجديدة، بل هي استمرار لخلاف تاريخي عميق بين الدولتين، حيث يشير البعض للخلاف الذي استمر 8 أشهر في العام 2014 بين الدولتين، بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
وقد سعت قطر إبان أحداث الربيع العربي الى لعب دور إقليمي، وأن تحل محل السعودية في الخليج كحليف قوي للغرب وأميركا، وقد قامت بتنسيق مواقفها مع البيت الأبيض، وهو كما يرى الكثير من المراقبين أهم اA271;سباب التي تؤجج الصراع القطري السعودي في السنوات الأخيرة.
إلى ذلك، تتنافس قطر والسعودية على دعم الجماعات الإسلامية في المنطقة، ففي حين تسعى السعودية إلى دعم الفصائل الإسلامية السلفية، تسعى قطر الى دعم الحركات الإخوانية والقاعدة، وكلاهما يخدمان اA271;جندات اA271;مريكية، وإذا ما نظرنا للخلاف القائم ولهذا الدور، فإن الخلاف يدور داخل الحلبة الأمريكية.
بين هذا وذاك، يبدو الصراع القائم بين دول الخليج دليلاً على هشاشة تحالف العدوان، وأن هذه الدول عبارة عن أدوات رخيصة في يد النظام الرأسمالي الرجعي الذي يحركها كيفما يشاء، في وقت تبدو الاتهامات المتبادلة بين الدولتين، والتي كشفت دور قوى العدوان وممارساته الفجة بحق اليمنيين، دليلاً واضحاً على المشروع الأمريكي الخليجي القذر لتدمير وتفتيت المنطقة.