شاهد من أهلها .. فشل تاريخي للمملكة!
 

فاطمة رضا

فاطمة رضا / لا ميديا -
المخابرات السعودية في اليمن ضعيفة وقد تعدت مرحلة الشيخوخة. أقول بأنها ضعيفة وأعني بذلك قسم التحريات الميدانية والمعلومات الرقمية والرصد. صدق أو لا تصدق أن المخابرات العامة السعودية خلال آخر خمس سنوات كان لديها ميزانية كميزانية شبه القارة الهندية، بمعنى أن الرواتب والمخصصات المالية والتشغيلية والنفقات التي يستلمها منتسبو جهاز المخابرات السعودي ويصرفونها على برامجهم الاستخباراتية تعادل رواتب ونفقات كل موظفي دولة الهند لسنة كاملة من المشاريع الإنمائية، علماً بأن سكان الهند حالياً مليار ونصف المليار تقريبا. ما هذا البذخ؟! وما هذا الترف؟! ولو افترضنا أن لهذا الترف فائدة وثمرة لكان تجلى ذلك في حرب اليمن.
على الأقل من المفترض أن يكون جهاز المخابرات السعودي على دراية ومعرفة ورصد لأسماء وأماكن تواجد كل مواطن يمني ورصد تحركات كل مقاتل حوثي في أصغر قرية يمنية، لكن ذلك لا يحصل، فالسعودية لا تملك بنك أهداف فعلياً، بل تقصف بيوتاً آمنة لا دخل لها بالصراع والحرب لا من قريب ولا من بعيد.
ندرك ذلك جيدا، فالمخابرات السعودية قد تكون أضعف من مخابرات الحوثي، فالحوثيون حسب معلوماتنا يملكون جهازاً استخباراتياً دقيقاً جدا. لقد زرت أرامكو في اليوم الثالث بعد قصفها بصواريخ ومسيرات الحوثي برفقة لجنة تحقيق دولية.
ما شد انتباهي حين تكلمنا مع المهندس أمين الناصر، المدير التنفيذي لشركة أرامكو، حين أخبرنا بأن هناك 23 خزاناً نفطياً ضمن الدائرة التي قصفها الحوثي، وقال بأنها كلها كانت فارغة من النفط باستثناء خزان واحد فقط هو الخزان الاحتياطي، وهو ذاته الخزان الذي قصفه الحوثي، بمعنى أن الحوثيين يملكون استخبارات داخل أرامكو ويعلمون بدقة أي الخزانات ممتلئ وأيها فارغ ويرصدون كل حركة للأماكن المستهدفة في السعودية عن طريق مصادرهم الميدانية المعلوماتية. هل لدى المخابرات السعودية كل هذه الدقة في رصدها لمخازن أسلحة الحوثي وقياداته وتحركاته ومعسكراته؟! فنحن لا نراهم يقصفون سوى قصف عشوائي ركيك لا يرقى لمستوى مخابرات بقيمة 15 مليون برميل نفط. يصرف الحوثي -حسب معلومات استخباراتية- ما يقارب 20 مليون دولار يومياً على قواته العسكرية، تتوزع هذه الأموال بشكل يومي على جبهاته وأفراده ومقاتليه ومراكز التأهيل والتدريب واستخباراته ومصادره والعاملين لديه في جبهته الداخلية. تصرف السعودية -حسب إحصائية رسمية- حوالي 250 مليون دولار يومياً على الحكومة "الشرعية" وعلى الجبهات وفي شراء الولاءات وصرف الرواتب وقتل المعارضين وتصفية الحسابات وعلى مخابراتها الفاشلة. إننا إذ نتأمل الفرق بين 20 مليون دولار و250 مليون دولار ندرك حجم الأفاقين في "حكومة الشرعية" اليمنية. ورغم هذا الفارق الشاسع إلا أن الواقع يقول إن الحوثي هو الذي يتقدم في الميدان، فهل يمكن للمملكة أن تبرر لنا هذا الفشل التاريخي؟! أم علينا أن نصدق أتباع الحوثي بأن الملائكة تقاتل معهم كما يقولون؟! لم نعد ندري من علينا أن نصدق، فقد أكلت هذه الحرب في جنوب شبه الجزيرة عقولنا.

أترك تعليقاً

التعليقات