الدولة في ظل المسيرة القرآنية
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا - 

يتبادر إلى الذهن حينما نسمع أو نقرأ مصطلح الدولة، ماذا يعني؟ وهل لها مسوغ في الشريعة الإسلامية كمسمى؟ وكما هو معروف باضطراد الناس أن الدولة هي الحكم والمسؤولية في تسيير وتيسير أمور شعب ما، وعلى هذا كانت النظريات الدولية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ولكل نظام حكم طريقته وخطاباته وأدبياته وأسسه. وبالعودة إلى القرآن الكريم كمنهاج يقر به الآخر قبل المسلم، نجده قد ذكر في سورة الحشر في الآية السابعة حيث قال سبحانه وتعالى علوا كثيرا: "كي لا يكون دولة للأغنياء منكم"، ومعنى ذلك أن الدولة هو العلو والاستحواذ على الناس، وهو ما أكده جل في علاه في موضع آخر في قوله تعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء"، والمعنى استحواذ ونفوذ فئة عن فئة. وبالتالي فمصطلح الدولة في الإسلام مرفوض وغير مقبول. 
ولو قبلنا كواقع من الصعب تجاوزه بسهولة نقف مع المسيرة القرآنية التي انبثقت لتعيد قوام الأمة الإسلامية إلى مسارها الحقيقي الغائب بأروقة العمالة والجهل والتبعية للأعداء، كما تعيد الإسلام كرحمة للعالمين بعد مواجهة وإزالة حزب الشيطان. وهذا المبدأ لن يكون موائما لمفهوم الدولة التي قام بها المستعمر ووضع لها حدوداً.. فالمسيرة القرآنية مسيرة خير في مقارعة الشر وجهاد مستمر حتى يأتي المتبرون لمن علوا تتبيرا، فكيف نواجه ذلك إذا تقيدنا بما رسمه العدو في اتفاقية سايكس بيكو، واعترفنا بدولة اسمها اليمن ودولة اسمها السعودية ودولة اسمها قطر وأخرى اسمها الإمارات إلى آخره..؟!
كما أن المسيرة القرآنية تسعى إلى استدراك الأخطاء التي وقعت بإنشاء الخلافات الإسلامية، وجعلت غاية الدين هو بناء مراكز قوى تدير شؤون المجتمع وتستحوذ على أموالهم. في حين مشروعنا هو الكفاح المستمر في مواجهة الشر وتطبيق مبادئ وقيم ومكارم الأخلاق الإسلامية، والتي جدواها هي خدمة الناس عبر المختصين. وذلك يتعارض مع الظلام القائم من مفهوم الأنظمة ومعايير العمل المرفقي والمؤسسي. 
هذه الجدلية الصعبة ستواجهنا بقوة، وتفرض علينا الوقوف أمامها بما يعيد الحق والعدالة، ويصحح ويصوب المفاهيم التي وجهتنا، والتي سيكون أن أعان الله إزالة مفهوم الدولة وآليات عملها وأدواتها وإعادة منهج القرآن بدلا منها بتفويض ولي الأمر الذي يستوجب عدم وضع أي اعتبار لمفهوم المستعمر وكذلك الحدود التي وضعها بين الأمة الواحدة.

أترك تعليقاً

التعليقات