من المسؤول ومن يستحق الإشادة؟
 

زياد السالمي

حينما يتكلم أحدهم عن 26 سبتمبر أنها ثورة ضد الإمامية وضد التخلف وضد الرجعية.. أستغرب هل يعقل أنها كذلك، بينما التاريخ يقول العكس، وهذا ما لمسناه؟
هل يعتبر من قاموا بها ثواراً أم أنهم تابعون قاموا بها بناء على تنفيذ ما يمليه عليهم الخارج؟
هل الرجعية والكهنوتية والتخلف بسبب حكم الإمام يحيى ومن بعده الإمام أحمد، أم بسبب الدولة العثمانية التي حكمت اليمن حتى صلح دعان؟
هل الرهينة مثلاً من سياسة الإمام أم من سياسة الأتراك المتراكمة بسبب بُعد إسطنبول عن اليمن؟
هل كان الإمامان ظالمين بحجم الظلم الذي نعيشه بعد 26 سبتمبر؟ 
هل اليمن كانت دولة ذات سيادة أم تحت الوصاية قبل 26 سبتمبر أم بعده؟
هل اليمن كانت تعيش الفساد والمحسوبية قبل أم بعد؟
هل المساواة كانت متحققة قبل أم بعد؟ 
هل الجهل بسبب حكم الإمامة مقارنة بدول الجوار أم لا؟ 
هل الجهل والفقر والتخلف بسبب الإمام أم نتيجة تراكمات حكم العثمانيين؟
هل الأهداف الستة تحققت بعد أم لا؟ 
هل الأهداف الستة لمسناها بعد أكثر من قبل أم العكس؟
هل الوعي الثوري لدى اليمنيين يمكنهم من اصطناع ثورة أم لا؟ 
وإن كان لا.. هل السبب ثورة مضادة لثورة الإمام يحيى تحت إهاب قومي مكن بالأخير حكم المد العثماني من الحكم (الإخوان)؟ 
هل اليمن تقدمت بعد 26 سبتمبر مقارنة بدول الجوار؟ أجزم أن اليمن في عهد الإمام كانت متقدمة عن دول الجوار.
هل الدولة ومقوماتها ـ وهذا الأهم ـ وجدت قبل 26 سبتمبر أم بعد؟ نبسط السؤال: هل تحققت الدولة بعد مرور 55 سنة من 26 سبتمبر، يعني وفي الألفية الثالثة القرن الـ21. أم لا..؟ 
هل 11 فبراير استكمال لمخطط 26 سبتمبر بتسليم اليمن للعثمانيين لوجود بعض الأشخاص النشاز الذين يدعون القومية؟
شبعنا مزايدات، ومن كثر ما نزايد قد استطعنا أن نبني جيلاً وطنياً لا يخون ولا يساوم عن وطنه وسيادة بلده، وبسبب وطنيته هو الآن في الرياض ويريد توطين المستعمر. بل من كثرة المنجزات أن العرب تقتتل باسم الضم والسربلة. وقد استطاعت أن تنافس العالم الحديث من الصناعات والابتكارات، ومن العلم المتخصص والنافع، والآن لدينا اكتفاء ذاتي في إخماد طرف عن آخر. وأن التعددية مفسدة، وأن الفكر والحق والصدق والأمانة والقيم الأصيلة تكمن إما بالقبيلة والمشائخ أو برجال الدين. هل نتعامل بموجب البطاقة الشخصية والاستحقاق أم نتعامل بموجب أمور أخرى؟
وإن القبول بالآخر إهانة، وإن من يصدح بمثل هذه الخزعبلات المتمثلة بالتقدم والعلم والفكر البناء والسيادة والحرية والكرامة والعدالة والكفاءة والمساواة وحقوق المواطنة، لا يعدو عن كونه مثيراً للفتن أو يهدد النظام، وأقل الضرر يعتبر مزايداً.. 
إذا أردنا أن ننتصر أو نكون أحراراً فكاشفوا أنفسكم واعترفوا بالخطأ والأخطاء كطريق الإنسان الحر.
بالأخير من المسؤول..! ومن يستحق الإشادة..؟ من وجهة نظري الجميع يمنيون، وليعذرني المتبرم إن زايدت في القول.

أترك تعليقاً

التعليقات