نَفَسٌ مُتعب.. لكنه لا يساوم ولا ينكسر
 

فؤاد أبو راس

فؤاد أبو راس / لا ميديا -
لم يكتفِ العدوان بتدمير مبانٍ أو تعطيل طرقات؛ حاول أن يطيل زمن اللاسلم واللاحرب، وأن يخنق هذا الشعب بالحصار ويجفف عليه أبواب الرزق، رهاناً منه أن الجوع يفلّ الإرادة، وأن الضيق يطفئ العزائم؛ لكنه رهان خاسر منذ لحظته الأولى.
نعم،  تعب الناس، وارتفع منسوب الضغوط، وتغيّرت النفوس من ثِقل ما حملته طوال السنوات الماضية. هذا التعب ليس عيباً ولا ضعفاً؛ بل دليل على حجم العبء الذي تحمله اليمني وهو يواجه الظروف الأقسى بلا سندٍ ولا استقرارٍ ولا فسحة حياة طبيعية.
مع ذلك، ورغم كل طبقات الإنهاك المتراكمة، لم ينجح العدو في كسر الروح، التي ظلّت تعمل وتنتج وتقاوم. لم يستطع تحويل الضيق الاقتصادي إلى هزيمة داخلية، ولا الحصار إلى انكسار نفسي؛ بل إن كل محاولة لخنق الحياة كانت تُظهر معدناً أصلب، وتكشف إرادة أعمق مما توقعه المعتدون.
المجتمع اليمني أُرهق، نعم؛ لكنه لم ينكسر، ولم يتنازل، ولم يمدّ يده لغير الله. والتعافي النفسي وترميم الروح هو جزء أصيل من استحقاقات النصر، وجزء من أي معالجة حقيقية لآثار العدوان.
هذا الكلام ليس إرجافاً ولا إحباطاً؛ بل هو ترتيب أولويات يضع الإنسان في قلب المعادلة؛ فما ينهض بعد كل هذا ليس الجدار وحده، بل صاحبه، بروحه التي لم يستطع العدو أن يهزمها رغم طول الرهان وشدة الضغط.

أترك تعليقاً

التعليقات